من أجل تغيير المعادلة في الشمال: وحده الهجوم على لبنان سيردع نصر الله
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • لم يعد السؤال "هل حرب لبنان الثالثة ستقع؟" إنما أصبح "متى؟" فبعد 50 عاماً من تبادل الضربات مع جارتنا في الشمال، حان الوقت لتغيير النموذج، وبدلاً من خوض جولات ضد حزب الله، فإنه يجب أن تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة هائلة إلى الدولة اللبنانية، على أن تكون مستعدة لدفع الثمن في الجبهة الداخلية. وربما هذا ببساطة لن يحدث، لكن ليس هناك مفر من ذلك.
  • منذ سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية على لبنان، في السبعينيات، والرد الإسرائيلي على الهجمات من فتح - لاند، لم يتغير سلوك الجانب اللبناني في الاشتباكات والتصرف. وإن إطلاق النار على بلدات في جنوب لبنان، والفرار الجماعي للسكان نحو الشمال، وتواجدهم بين سكان بيروت، وضغط سكان العاصمة على الحكومة اللبنانية من أجل وقف إطلاق النار، كلها أمثلة لذلك. وإلى حد بعيد، فقد كانت حرب لبنان الثانية سنة 2006 مطابقة لهذه الصيغة.
  • وفي ضوء التصعيد الكبير في الأسابيع الأخيرة، الذي وصل إلى ذروته أمس مع مقتل 12 طفلاً ويافعاً في مجدل شمس، فإن الاشتباك الذي يمكن أن يؤدي إلى حرب شاملة هو مسألة وقت فقط، لكن يجب ألاّ تكون حرب لبنان الثالثة كتلك التي سبقتها؛ أي هجوم على تنظيم حزب الله، وتدابير دفاعية لمواجهة رد نصر الله، وتبادُل ضربات لفترة من الزمن، وانتظار مبادرة طرف ثالث من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار أو قرار يصدر عن الأمم المتحدة لا يطبَّق.
  • إذا قرر المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر شن الحرب، فمن الأجدى أن يكون ذلك هجوماً على حزب الله من الصعب أن يتعافى منه، وهذا ليس فقط من الناحية العسكرية، بحيث يكون آخر ما يفكر فيه هو العودة إلى خط الحدود وتهديد المستوطنات في الشمال.
  • ولم يبق أمام إسرائيل خيار ما دام نصر الله هو المسيطر، فإمّا هو وإمّا نحن. في الماضي، كنا "نشفق" على اللبنانيين "المساكين"، ونركز فقط على عناصر "الإرهاب" التي تهاجمنا...
  • وتملك إسرائيل الشرعية الكاملة لمهاجمة الدولة اللبنانية؛ فهناك 3 وزراء لحزب الله في "حكومة الشلل" اللبنانية، ولديه عشرات النواب، وعدد غير قليل من المشرعين الذين يؤيدون حرب الاستنزاف ضد إسرائيل من أجل سفك الدم اليهودي أكثر فأكثر.
  • وعلاوة على ذلك، فإن مستوى التحريض والصراخ في العاصمة بيروت قد حطم مؤخراً أرقاماً قياسية، واستناداً إلى هؤلاء، فإن المقاومة اللبنانية واثقة من أن إسرائيل لا تستطيع التغلب على حزب الله، ويتباهون بأن دولة "ديمقراطية" كإسرائيل من الصعب عليها محاربة مقاتلين يختبئون في مناطق حضرية.
  • الكل يعرف أن لبنان ربما يكون بنك الأهداف الأكثر انكشافاً وشفافية، ومن السهل شل بلد الأرز؛ يكفي تدمير بعض الجسور والطرقات الرئيسية، والمطار والمرفأ، وإحراق خزّانات الوقود، ووقف عمل محطات الطاقة، وشن هجوم سيبراني على شبكة الحواسيب اللبنانية، فكل ذلك ليس عملية معقدة بالنسبة إلى الاستخبارات وسلاح الجو الإسرائيلي، وبهذه الطريقة، ستعود الحياة هناك إلى العصر الحجري.
  • أمّا نصر الله الذي يتباهى بكونه "درع لبنان"، فإنه سيواجه ضغطاً دولياً ومحلياً كبيراً للغاية، وحتى لو أطلق جزءاً من ترسانته الصاروخية، فإنه لن يصمد وقتاً طويلاً، وستكون هذه المرة الأخيرة التي سيتذكر فيها مواجهة مع إسرائيل. ببساطة هذا لن يحدث، لكن لا يوجد خيار آخر.
 

المزيد ضمن العدد