اغتيال هنية عمل استعراضي قد يعرّض صفقة تبادُل الأسرى للخطر
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • من المرجح أن قرار اغتيال إسماعيل هنية، مثل قرارات اغتيال قيادات أُخرى في "حماس"، كان مطروحاً على الطاولة عدة مرات خلال الأشهر العشرة من الحرب. وإذا كانت إسرائيل هي المسؤولة فعلاً عن الاغتيال، فإن السؤال الرئيسي الذي كان يدور في أذهان الذين أصدروا القرار في كل مرة، على ما يبدو، هو عن كيفية تأثير هذا الاغتيال في المفاوضات المتعلقة بصفقة تبادُل الأسرى، وفرص نجاحها. وبحسب مصدر إسرائيلي مسؤول، هناك سؤالان قد يكون لهما أهمية لدى اتخاذ مثل هذا القرار: إذا تمت تصفية هنية، فمن ستكون الجهة الوسيطة بين قطر ومصر، وبين السنوار؛ وأين ومتى ينبغي تنفيذ عملية الاغتيال؟
  • "من الناحية العملية، على الأرجح، كان هنية هدفاً سهلاً. إذ كان يتنقل حول العالم، لقد زار تركيا وأقام بها، ثم أقام بقطر، وسافر إلى إيران ومصر"، قال لي المصدر، معبراً عن تقديره الكبير للقدرة على الحصول على معلومات دقيقة ومحدّثة عن الغرفة التي مكث فيها هنية في طهران. أمّا بشأن قضية التوقيت، فأضاف: "هناك توجّه يفترض أنه من الممكن، بل من الواجب، الانتظار حتى انتهاء المفاوضات واستكمال صفقة التبادل، بل كان في الإمكان الانتظار حتى انتهاء الحرب. "في رأيي، كان هناك اتفاق مبدئي، مفاده أنه يجب السعي لتصفية الصف الأول من قيادات "حماس" بأسره، في سياق الاستراتيجيا الهادفة إلى القضاء على التنظيم. لكن هذه الخطة كان ينبغي أن تكون للمدى الطويل".
  • أمّا بالنسبة إلى مكان الاغتيال، فأشار المصدر إلى أنها "قضية سياسية من العيار الثقيل. فإذا كانت إسرائيل هي المسؤولة فعلاً، فلا يمكن تنفيذ عملية اغتيال على أرض دولة تربطها علاقات بإسرائيل؛ لا يمكن القيام بذلك على الأراضي التركية، على الرغم من القطيعة الدبلوماسية بين البلدين؛ وبالتأكيد، ليس في مصر، ولا في قطر، التي تُعتبر دولة مهمة في إدارة المفاوضات مع "حماس"، وهي أيضاً حليف قريب للولايات المتحدة".

......

  • لقد وقع الاختيار على إيران، منطقياً، على الرغم من الخطر المتمثل في أن مثل هذا الاغتيال على أراضيها قد يؤدي إلى ردة فعل عسكرية عنيفة، تشبه الهجوم بالصواريخ والطائرات المسيّرة الذي نفّذته إيران ضد إسرائيل في نيسان/أبريل، بعد اغتيال الجنرال محمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس في سورية ولبنان، في مبنى بجوار القنصلية الإيرانية في دمشق. يمكن الافتراض أن إسرائيل، نظراً إلى الرد المتوقع، كانت بحاجة إلى إحاطة الولايات المتحدة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى اغتيال فؤاد شُكر في بيروت، وهنية في إيران، لضمان تجنيد "الحزام الدفاعي" في وجه هجوم إيراني، على الرغم من أنه ليس من الواضح بعد كيف سترد إيران.

......