اغتلتم هنية، والآن ماذا؟ تمديد الخدمة في الجيش أربعة أشهر للمقاتلين المنهكين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

  • قبل شهرين، أي بعد مرور 8 أشهر على الحرب، أوصلت ابني الصغير المقاتل في فرقة "سييرت متكال" في الجيش النظامي، التي تحارب من دون توقّف منذ 7/10/2024، إلى قاعدة في جنوب البلد. في اليوم التالي، دخل إلى رفح. لم أفهم كيف فعلت ذلك، كتبت عن مشاعري ووصلتني ردود من كثيرات من الأمهات اللواتي تعاطفن مع مشاعر الألم والجنون والرعب غير المحتمل.
  • في أيار/مايو الماضي، أنشأنا مجموعة "أهالي مقاتلين يصرخون كفى!" للمطالبة بوقف الحرب العبثية المستمرة، فقط من أجل استمرار وجود الحكومة الدموية. أملنا بأن تُسمع صرختنا وتؤثر. طالبنا بصفقة لتحرير المخطوفين وتسوية سياسية.
  • اليوم، وبعد عشرة أشهر على الحرب، يزداد الوضع تدهوراً. ابني الذي خدم من دون انقطاع منذ بداية الحرب، فبدلاً من أن يُسرّح من الخدمة، وصلته هدية؛ هو وجنود آخرون، مُددت فترة خدمتهم أربعة أشهر أُخرى. وفي الوقت الذي يخاطرون بحياتهم ويدفعون الثمن من صحتهم النفسية والجسدية في غزة، تواصل الحكومة تمرير قانون إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية.
  • في بداية حزيران/يونيو، واليوم الذي قُتل فيه 4 جنود من فرقة غفعتي في رفح، ابتسم رئيس الحكومة، فرحاً بنجاح تمرير قانون إعفاء الحريديم من الخدمة بالقراءة الأولى في الكنيست. في الأسبوع الماضي، عندما سافر رئيس الحكومة على متن طائرة خاصة "أجنحة صهيون" للاحتفال بعيد ميلاد ابنه في ميامي، عاد ابني إلى رفح ليحتفل بعيد ميلاده الـ22. وبينما لم تتذكر زوجة رئيس الحكومة أسماء الجنديات المراقِبات المخطوفات، جرى انتشال 5 جثث لمخطوفين في غزة، ولم يفكر رئيس الحكومة في أن يذكرهم في خطابه في الكونغرس.
  • يوم الخميس الماضي، قدمت حركة "أمهات في الجبهة" مع "أهالي مقاتلين يصرخون كفى!" التماساً إلى المحكمة العليا بشأن استنزاف المقاتلين بواسطة مندوبتنا دفنة هولتز لكنر. لكن ما بين الكارثة في مجدل شمس واقتحام سديه تيمان وسائر الكوارث، لم يجرِ الحديث عن كتاب الالتماس، فما أهمية استنزاف المقاتلين في مواجهة الجنون اليومي الذي نعيشه؟
  • جاء كتاب الالتماس على خلفية استنزاف المقاتلين وصراخ أهاليهم، بعد 10 أشهر من القتال المتواصل من دون أفق. لا يوجد لدى الجيش أطر، أو معايير واضحة، يمكن من خلالها للقائد اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بوجود الجنود من دون استراحة في أراضي العدو، وجميع الأشخاص الذين لهم علاقة بالموضوع يتجاهلونه. شعبة القوة البشرية تعتبر المقاتلين المخضرمين جنوداً محترفين ومدرَّبين، راكموا تجربة قتالية كبيرة، ولذلك، تحاول استغلالهم حتى النهاية.
  • لكن المقاتل ليس دبابة، بل هو إنسان. لذلك، نحن نطالب بإعادة فحص شروط الخدمة القتالية فوراً... لقد أرفقنا الالتماس الذي قدمناه بتقارير كثيرة وقاسية لأهالي مقاتلين تحدثت عن القتال شهوراً متواصلة، ومن دون الاتصال بالبيت، وفي ظروف جسدية وصحية مروعة، ومن دون أفق، أو اهتمام نفسي. هذه الظروف تؤدي إلى تراجُع مؤهلات الجنود وتضرّ بقدرتهم على التركيز، وإلى الإرهاق، وإلى حوادث خطِرة تسبب الموت، وجروح كبيرة، وأيضاً نتيجة تبادُل إطلاق النار وتراجُع اليقظة.
  • في أثناء كتابتي هذه السطور، سمعت خبر اغتيال زعيم "حماس" إسماعيل هنية، وسمعت من رفيقاتي الأمهات خبر تجنيد مزيد من الاحتياطيين من أجل غزة والشمال. القلق على حياة المخطوفين وعلى حياة أولادنا يزداد، واليأس أصبح من دون حدود. يجب وقف الحرب الآن.