كيربي: واشنطن لا تتوقع صراعاً شاملاً في الشرق الأوسط وتعمل على منع حدوث ذلك
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أعرب البيت الأبيض في واشنطن عن قلقه حيال تنامي خطر اتساع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في إيران، وفي إثر قيام طهران بالتهديد بالانتقام من إسرائيل.

وجاء ذلك في سياق الإفادة الصحافية اليومية للناطق بلسان مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أمس (الأربعاء)، والتي أكد فيها في الوقت عينه أن واشنطن لا تتوقع صراعاً شاملاً في المنطقة، باعتباره وشيكاً أو حتمياً، وهي تعمل على منع حدوث ذلك.

وقال كيربي: "عندما يكون لديك أحداث درامية وعنيفة تسبب بها أيّ طرف، فإن هذا بالتأكيد يصعّب مهمة تحقيق الهدوء. ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة لا تزال تعتقد أن هناك عملية قابلة للتطبيق بشأن كل ما يتعلّق بالتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب على قطاع غزة".

وأضاف كيربي: "لا نريد أن نشهد تصعيداً. إن هذه المخاطر ترتفع وتنخفض كل يوم. إنها بالتأكيد مرتفعة الآن. كما أنها تزيد في تعقيد هدف خفض التوتر والردع".

وأشار كيربي إلى تعليقات المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي الذي قال إن إسرائيل أوجدت أساساً لعقاب قاسٍ لنفسها، ومن واجب طهران الانتقام لاغتيال هنية. ورفض كيربي أن يقول ما إذا كانت الولايات المتحدة تحث إسرائيل على ضبط النفس.

وبينما يبدو أن الأحداث الأخيرة قوضت أيّ احتمالات لاتفاق وقف إطلاق نار قريباً في قطاع غزة، قال كيربي إنه لا يعتقد أن هناك مؤشرات إلى أن العملية انهارت بالكامل. وأضاف: "ما زلنا نعتقد أن الصفقة المطروحة على الطاولة تستحق الاستمرار فيها".

في سياق متصل، تجنّب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال مؤتمر في سنغافورة أمس، الرد على سؤال بشأن اغتيال هنية، وأشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هو المفتاح للحؤول دون اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.

وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية أن بلينكن تحدث عبر الهاتف مع قيادات من الأردن وقطر، وناقش معها التوتر في المنطقة والجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال نائب الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتل لصحافيين أمس، إن الولايات المتحدة ستتخذ كل الإجراءات الممكنة لحماية أفرادها ومصالحها في الشرق الأوسط، بعد الهجمات الأخيرة هناك. وأوضح أن الولايات المتحدة حثّت مواطنيها على عدم السفر إلى لبنان، وعزا ذلك إلى تنامي التوتر بين إسرائيل وحزب الله في منطقة الحدود الشمالية.

من جانبه، قال الناطق بلسان الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، مساء أمس، إن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل راسخ، بما في ذلك الدفاع عنها ضد التهديدات الإيرانية، وأضاف أن واشنطن ستتخذ كل إجراء ممكن لحماية الأفراد والمصالح الأميركية في الشرق الأوسط. كما أكد في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة تركّز في الوقت الحالي على سدّ الثغرات التي لا تزال قائمة في اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

يُذكر أن حكومة بنيامين نتنياهو لم تعلن، حتى الآن، مسؤوليتها عن اغتيال هنية، ولم يتطرق نتنياهو أيضاً إلى هذا الاغتيال في البيان المصوّر الذي بثّه أمس، لكنه قال إن إسرائيل وجّهت عدة ضربات قاضية إلى وكلاء إيران في الآونة الأخيرة، بمن فيهم "حماس" وحزب الله.

وجرى اغتيال هنية بعد أقل من 24 ساعة على إعلان إسرائيل اغتيال فؤاد شُكر، أكبر قائد عسكري لحزب الله، في العاصمة اللبنانية بيروت، ردّاً على هجوم صاروخي أسفر عن سقوط قتلى في بلدة مجدل شمس في هضبة الجولان.