بالنسبة إلى حزب الله، الانتظار جزء من الرد، ويبدو أنه ما زال لا يريد حرباً إقليمية
تاريخ المقال
فصول من كتاب دليل اسرائيل
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- واصل حزب الله وإسرائيل تبادُل الضربات على الحدود اللبنانية، لكن الطرفين ما زالا ينتظران المرحلة المقبلة، أي الهجوم الكثيف الذي يعدّه التنظيم الشيعي على وسط البلد وشمالها، رداً على اغتيال رئيس أركانه فؤاد شُكر في الأسبوع الماضي. من خلال التصريحات ومما يُنشر في إيران ولبنان، يبدو أن حزب الله هو الذي سيقود ردّ المحور الشيعي على إسرائيل، سواء على اغتيال شُكر في بيروت، أو زعيم "حماس" إسماعيل هنية في طهران. إسرائيل، وفقاً لسياستها، لم توجّه ضربة استباقية ضد إيران وحزب الله حتى الآن، بل تستعد في هذه المرحلة، دفاعياً، لصدّ الهجوم بمساعدة الولايات المتحدة ودول أُخرى، والإعداد لردّ قاسٍ، في حال أدى هجوم حزب الله إلى وقوع إصابات كبيرة.
- ظهر أمس، قتل الجيش الإسرائيلي 5 عناصر من حزب الله في هجوم جوي نفّذه في الجنوب اللبناني. بعد وقت قصير، أطلق الحزب، وفق بيان أصدره، سرباً من المسيّرات في اتجاه قاعدة "شرجا" التابعة للواء غولاني، جنوبي نهاريا. ويبدو أن أحد الصواريخ الاعتراضية التي أُطلقت نحو المسيّرات أخطأ هدفه وانفجر على الطريق، شمالي القاعدة، فأصيب 19 مدنياً وجندياً جرّاء ذلك، أحدهم حالته حرجة. وحتى الآن، يقوم الحزب بتوسيع مدى هجماته نحو أهداف في الجنوب، بخلاف ما كان يفعل عموماً، ويحاول أن يثبت قدرة هجومية أكثر فتكاً.
- الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قال في خطابه في بيروت، أمس، إن هجوم المسيّرات كشف ضعف إسرائيل. وذكر أن الجيش في الماضي كان يعترض المسيّرات وهي لا تزال في الأجواء اللبنانية، بينما الآن، "نحن نصل إلى عكا، على الرغم من حالة التأهب الإسرائيلية العالية". وكان طُلب من سكان بعض المستوطنات في الجليل وفي الجولان، أمس، البقاء بالقرب من الأماكن المحصنة.
- التقديرات في إسرائيل أن خطط المحور الذي تقوده إيران ستركز على محاولة حزب الله إلحاق أضرار كبيرة بقواعد الجيش الإسرائيلي، وبمنشآته الأمنية الأُخرى، في الشمال، وفي "غوش دان"...
- د. شمعون شابيرا الخبير في شؤون حزب الله، والذي شاهد خطاب نصر الله أمس، قال لـ"هآرتس" إن نصر الله بدا منزعجاً كثيراً جرّاء وفاة شُكر الذي عمل معه طوال عشرات السنوات عن قُرب. وبحسب شابيرا، فإن الاغتيال الأخير "لا يشبه اغتيال قادة وحدات في حزب الله أصغر سناً من نصر الله. ورداً على اغتيال شُكر في بيروت، فهو مستعد لرفع درجة الرد والمخاطرة بحرب. لقد اتُّخذ القرار الذي لا رجعة فيه في نيسان/أبريل، من خلال الهجوم الإيراني الكبير على إسرائيل، بعد اغتيال الجنرال الإيراني في دمشق. ويبدو أنهم هذه المرة سيكونون أكثر جرأة". ومع ذلك، لم يظهر في كلام نصر الله تهديد واضح بحرب إقليمية، يبدو أن الإيرانيين وحزب الله ما زالوا يسعون لتجنّبها.
- لقد لمّح نصر الله إلى أن حزبه مُلزم بالرد، وأن القرار اتُّخذ. والسؤال هل هذا سيحدث بالتزامن مع الأعضاء الآخرين في المحور، وبحسب كلام نصر الله، فإن حجم النيران مرتبط بمصالح شركائه، وقال إنهم قادرون معاً على ضرب أيّ نقطة في إسرائيل، ومن عدة جهات. وأن الانتظار الطويل هو جزء من الموضوع. وفي رأيه، الانتظار يوتّر أعصاب إسرائيل، ويستنزف مواردها، بانتظار الرد. وقال نصر الله إن الحزب يعمل على مهل، ولديه كثير من الصبر.
- لكن الجانب الإسرائيلي أقلّ صبراً. لكن حتى لو تبددت ذروة التوتر لاحقاً، بعد تبادُل الضربات، فإن هذا لا يشكل حلاً للمشكلة الاستراتيجية في الشمال. فالجليل يتعرض للهجوم منذ 10 أشهر باستمرار، وجرى إجلاء نحو 60 ألف شخص عن منازلهم، وتبدو الدولة عاجزة عن المساعدة.
- الرسائل التي تصل من إيران أقلّ حسماً من تلك التي تأتي من لبنان، على الرغم من التهديدات التقليدية لإسرائيل، والانطباع السائد أن حزب الله سيقود العملية وإيران ستقدم له الدعم، لكنها لن تهاجم بالضرورة أولاً.
- خلال الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي شويغو لطهران، أول أمس، طلب الإيرانيون من الروس شراء منظومات دفاع جوي متطورة وطائرات هجومية، بحسب النيويورك تايمز، لكن هذه الأمور تستغرق وقتاً. ووفقاً لوكالة رويترز، نقل شويغو رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ضيوفه أن عليهم الحرص في ردهم على عدم المسّ بالمدنيين الإسرائيليين.
- ويُفهم من هذا الكلام أن بوتين موافق على حق المحور الإيراني في ضرب منشآت عسكرية في إسرائيل. التأييد الروسي لإيران، وبصورة غير مباشرة، لحزب الله و"حماس"، كان واضحاً طوال فترة الحرب. قبل عدة سنوات فقط، تباهى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأن صداقته مع بوتين هي في "مستوى مختلف"، يبدو أن هذا المستوى هبط.