10 تساؤلات عن الاغتيالات واليمن
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

  • من السهل أن نفقد قدرتنا على الرؤية الشاملة، في حمأة الأحداث الأخيرة. فإسرائيل أعلنت مسؤوليتها عن اغتيالَين محددَين (قائد الجناح العسكري لحركة "حماس" محمد الضيف، ونظيره في حزب الله فؤاد شُكر)، كما يُنسب إليها اغتيال قائد "حماس" إسماعيل هنية في طهران. كذلك، نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي غارة ضد اليمن مؤخراً. والسؤال المطروح الآن هو: إلى أيّ مدى تحسنت مكانتنا الاستراتيجية؟
  • هل تعززت قدرتنا على ردع "محور المقاومة"؟ صحيح أن سلسلة الهجمات الإسرائيلية، وجرأتها، وتعقيدها، تسببت بصدمة كبيرة للمحور. ومع ذلك، يجب ألّا ننسى أن الردع يعني التأثير في قدرة العدو على مواصلة الصراع، أو رغبته فيه. أمّا إصرار المحور على الرد، فيشير إلى أن الردع المحقق محدود. أمّا انتظارنا لردّ المحور، فهو يثير تساؤلات حقيقية بشأن طبيعة هذا الردع الذي نملكه.
  • هل ضربنا القدرات العسكرية للمحور؟ ليس حقاً. صحيح أن اغتيال الضيف وشُكر قد يسبب اضطرابات موقتة، لكنه لن يتجاوز ذلك. واغتيال هنية لا ينطوي على أيّ قيمة عسكرية. وعلى الرغم من أن الهجوم على ميناء الحُديدة سيعقّد الأمور بالنسبة إلى الحوثيين، لكن إيران ستجد طرق تهريب بديلة.
  • هل ستؤدي الاغتيالات الإسرائيلية إلى تغيير في سياسات المحور؟ بشكل عام، لا، فإن فعلت، فستقودها نحو الأسوأ، من خلال زيادة إصراره على القتال.
  • هل تمكننا من استعادة مكانة إسرائيل وصورتها، في نظر شركاء المحور المناهض لإيران؟ نعم، بصورة محدودة. فصحيح أن القدرة الإسرائيلية على العمل والمبادرة تسجَّلان لمصلحتها، لكن من المشكوك فيه أن يؤدي بعض التحركات إلى محو الأثر الذي تركه هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وسنوات الفوضى السياسية التي سبقته.
  • هل شجعنا الولايات المتحدة على انتهاج موقف أكثر صرامةً تجاه المحور؟ لا، فعلى الرغم من أن جو بايدن عاد للدفاع عنا مرة أُخرى، فإن الإدارة الأميركية مركزة بالكامل على الانتخابات، وارتباطها العلني باليمين الإسرائيلي قد يكلف كامالا هاريس ثمناً باهظاً في الانتخابات.
  • هل عززنا الشعور بالأمان والفخر لدى مواطني إسرائيل وجنود الجيش الإسرائيلي؟ ربما نجحنا في ذلك بصورة طفيفة، لكن الردود التي ستأتي من المحور، ستقوم بتحييد ذلك بسرعة.
  • هل أدّت إغارتنا على اليمن إلى استعادة حرية الملاحة الإسرائيلية والدولية؟ لا، بالعكس. فميناء إيلات، الذي كان يمر من خلاله الجزء الأكبر من التجارة الإسرائيلية مع آسيا، مغلق، والهجمات على الملاحة الدولية متواصلة.
  • هل ساعدت حملة الاغتيالات والغارة على اليمن على مواجهة التهديدات المختلفة؟ هذه التحركات جزء من صراع مستمر مع المحور. لكن مثل هذه الهجمات يستهلك كثيراً من الموارد والاهتمام العسكري والسياسي ويصرفها عن التهديد الآخر: برنامج إيران النووي الذي يتقدم باستمرار.
  • هل كان توقيت تنفيذ الهجمات ضرورياً؟ ربما.
  • قيل إن إسرائيل مضطرة إلى الرد على قتل 12 طفلاً في الجولان، وعلى نحو 200 هجوم من الحوثيين، وبصورة خاصة بعد قصفهم تل أبيب. لا شك في أن هذه الهجمات تترك تأثيراً نفسياً كبيراً، وتستحق الرد عليها. لكن السؤال هو: ما الذي تغيّر بسببها فعلاً؟ نحن نتحلى بالصبر في الشمال، ونتحلى به في مواجهة هجمات الحوثيين منذ أكثر من تسعة أشهر، أمّا الهجوم على تل أبيب، فقد كان محدوداً. وهذا ما يدفعنا إلى الاعتقاد أن توقيت الردود لم يكن لاعتبارات استراتيجية.
  • "هل يتعين علينا أن نقف ساكنين إذاً؟"
  • الظروف معقدة، ولا تتوفر أمامنا خيارات جيدة حقاً. إن إسرائيل، بعد هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ملزمة بانتهاج نهج هجومي أكثر، لكن عليها القيام بذلك بحكمة. بسبب مخاطر التصعيد، وفي ظل غياب بدائل أفضل، كان من الأفضل التحلي بالصبر وانتظار وقت ملائم أكثر، على الأقل فيما يتعلق باغتيال هنية. كما كان حرياً بنا الاعتماد على المنظومات الدفاعية والولايات المتحدة في مواجهة الحوثيين.
  • ما من شك في أن استنتاجاتنا مخيبة للآمال، وأنها لا تقدم حلاً للتهديدات المتزايدة. هذا هو الثمن الذي ندفعه بسبب حكومة فاشلة، جلبت لنا الخراب في كل ما تعاملت معه. سنحتاج إلى التحلّي بالصبر وانتظار فرصة أفضل. والمحور سيوفر لنا كثيراً منها.
 

المزيد ضمن العدد