إسرائيل مندفعة إلى حرب إقليمية ستكون متعلقة كلياً بالولايات المتحدة
تاريخ المقال
المصدر
قناة N12
–
الموقع الإلكتروني
- نسمع خلال الأيام الماضية، صباحاً ومساءً، من أشخاص لم يفهموا بعد وضع الجيش المقلق، أنه يجب توجيه ضربة استباقية إلى إيران وتنظيم حزب الله، قبل ردهما وتوجيههما ضربة إلينا، بما يشبه مقولة "مَن يريد قتلك، من الحكمة أن تقتله قبل ذلك". هؤلاء الأشخاص لا يأخذون في الحسبان أن كل ضربة استباقية ضد حزب الله وإيران ستجرّ مباشرةً حرباً إقليمية، قد تشمل هجوماً على إسرائيل باستعمال آلاف الأسلحة، يومياً، وتستهدف المراكز السكنية، ومحطات الكهرباء والمياه، ومنصات الغاز، والبنى التحتية للمواصلات والصناعة وقواعد الجيش، وغيرها. لا يوجد لدى الجيش قدرة على التعامل مع حرب إقليمية، لا في الدفاع عن البنى الوطنية المختلفة، ولا قدرة على الانتصار على "حماس" و"حزب الله" ومَن يدور في فلكهما.
- هناك مَن سيقول إن الوضع، في جميع الأحوال، يمكن أن يتطور إلى حرب إقليمية، بعد ردّ إيران وحزب الله، وستكون ضربتنا الاستباقية تفوّقاً مهماً في حرب إقليمية. أقول لهؤلاء الأشخاص إن الضربة الاستباقية ستدفعنا بشكل مؤكد إلى حرب إقليمية، أمّا في حال كانت ضربات إيران وحزب الله صغيرة- فمن غير المؤكد أن هذا سيقود إلى حرب إقليمية. وفي جميع الأحوال، لا يوجد لدى الجيش وحده القدرة على التعامل مع حرب إقليمية، إذا اندلعت، بعد أن نضرب ضربة استباقية، لذلك، فإنه يحتاج إلى مساعدة الولايات المتحدة.
- ولأن تعلُّق إسرائيل بالولايات المتحدة مطلق، فإن نجاتها من حرب إقليمية تستند كلياً إلى الولايات المتحدة. إسرائيل لا تستطيع الوقوف وحيدة والجيش مستنزَف، وبعد التقليصات التي لحقت بقوات الجيش من طرف هيئة الأركان، وأيضاً من المستوى السياسي، خلال السنوات الماضية.
- أنا أفترض أن رئيس الولايات المتحدة الذي سينهي ولايته كرئيس بعد بضعة أشهر، قال لنتنياهو، رئيس حكومة إسرائيل في مكالمتهما الهاتفية- ألاعيبك بإشعال المنطقة هي التي أوصلتنا إلى حافة الحرب الإقليمية، وهي غير مقبولة لديّ. الولايات المتحدة غير معنية بحرب إقليمية تضرّ بقواعدها في الشرق الأوسط، ويمكن أن تجرها إلى حرب عالمية.
- لذلك، وبحسب فهمي، فإن رئيس الولايات المتحدة بايدن منع نتنياهو من تنفيذ ضربة استباقية، بعد أن قال له إنه لو قام بذلك من دون مصادقة الولايات المتحدة، فإنها لن تقف إلى جانب إسرائيل في الحرب الإقليمية التي ستندلع، بعد قيام الجيش بتنفيذ ضربة استباقية، ومن دون دعم الولايات المتحدة، لا تستطيع إسرائيل النجاة.
- بايدن غير معنيّ باندلاع حرب إقليمية، بأيّ شكل من الأشكال. ولذلك، طلب من نتنياهو انتظار ضربة حزب الله وإيران من دون ضربة استباقية. ومن وجهة نظر بايدن، فإن نتنياهو هو الذي تسبب بهذا الرد عندما اتّخذ قرارات تتعارض مع موقف الولايات المتحدة. وبهذه القرارات، لم يحسب مطلقاً التداعيات الصعبة التي ستقود إليها قراراته. آخر هذه القرارات كان اغتيال المسؤولَين الكبيرَين، إسماعيل هنية من "حماس" وفؤاد شُكر من حزب الله، في وقت غير ملائم؛ ليس فقط أن هذه الاغتيالات لم تكن مفيدة في هذا الوقت، بل إنها أيضاً أشعلت ناراً كبيرة في الشرق الأوسط.
- وبالإضافة إلى ذلك، أعتقد أن بايدن قال لنتنياهو أنه في حال كانت ردود إيران وحزب الله صغيرة، ولم تُلحق ضرراً بمواطني دولة إسرائيل، لا يتوجب على إسرائيل الرد، وذلك من أجل منع التصعيد. وحتى لو قررت إسرائيل الرد، عليها أن ترد رداً محسوباً لا يؤدي إلى تصعيد إضافي.
- وبحسب تقديري، فإن بايدن قال لنتنياهو أيضاً أنه في حال تخطّت ردود حزب الله وإيران الخطوط الحمراء وأصابت مواطنين إسرائيليين بصورة مؤلمة، حينها، ستوجه الولايات المتحدة وإسرائيل ضربة قاسية ضد أهداف عسكرية واقتصادية لإيران وحزب الله، حتى لو قاد هذا إلى حرب إقليمية شاملة.
- إسرائيل في وضعها الحالي تعتمد كلياً على الولايات المتحدة من أجل نجاتها. لقد أدرك بايدن الذي بات في نهاية طريقه كرئيس، ما لم يفهمه حتى الآن، خلال سنوات عمله مع نتنياهو الذي تجاهله وورّط إسرائيل، فمنذ الآن، إذا لم يستجب نتنياهو للرئيس بايدن، فسنبقى وحدنا في المعركة، على الرغم من أن الجيش لا يملك قدرة على الانتصار وحده بصورة كاملة، ونجاة إسرائيل ستكون موضع تساؤل.
- ولتقليص اعتمادنا على الولايات المتحدة، علينا أولاً وقبل كل شيء، ترميم الجيش، بعد تقليص القوات خلال آخر 20 عاماً، وإهمال ذراع البر في الجيش. وبعد أن يتم ترميم الجيش بشكل يسمح بالمبادرة وتنفيذ ضربات استباقية والدفاع عن مواطني إسرائيل، حينها، يمكننا شن حرب ضد أعدائنا، وفقاً لحساباتنا المستقلة.