ما الذي علينا فعله؟ ليس واضحاً، فنتنياهو وغالانت لا يتحدثان مع بعضهما
تاريخ المقال
المواضيع
فصول من كتاب دليل اسرائيل
مهند مصطفى
أسامة حلبي, موسى أبو رمضان
أنطوان شلحت
المصدر
- حزب الله وإيران، اللاعبان الرئيسيان في محور العداء الإسلامي، لم يدخلا في الحرب بصورة جدية بعد. إن الظروف الراهنة تجعل دخولهما في الحرب ممكناً في أيّ لحظة، وقد يحدث الليلة، لكن عليكم أن تعرفوا، أيها المواطنون الإسرائيليون، أن رئيس وزرائكم ووزير دفاعكم في خضم خلاف حاد.
- عليكم أن تحاولوا تخيُّل هذا السيناريو السخيف في أيّ علاقة أُخرى، وفي أيّ وقت آخر، لكي تدركوا أننا نعيش تحت رحمة قيادة ترفض الارتقاء إلى مستوى الحدث. تخيلوا أنكم غير قادرين على التغلب على التوتر في العلاقة الزوجية في يوم إجراء عملية جراحية لابنكما الذي قد يفقد حياته: الأم والأب لا يتحدثان مع بعضهما البعض، ويوصلان رسائلهما إلى الأطباء بطريقة مهينة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذا هو وضعنا الآن. وهذا ما يجب على شعب إسرائيل أن يعرفه.
- أيها المواطنون الإسرائيليون، نحن نعيش لحظة حاسمة ومصيرية. وبعد عدة أشهر، عندما نتذكر هذا اليوم، عشية [ذكرى] التاسع من آب/أغسطس [بحسب التقويم العبري]، 12/8/2024، فسيظهر لنا أننا لم نرَ شيئاً بعد. نعم. لقد شهدنا "مجزرة" فظيعة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وخضنا منذ ذلك الحين "حرباً بطولية" معمّدة بالدماء في قطاع غزة، وهُجّرت أعداد كبيرة منّا من الحدود الشمالية، لكن هذه الحياة في الشرق الأوسط، التي تشبه دمية "ماتروشكا" الروسية، قد تفاجئنا غداً بأن الحرب الحقيقية لم تبدأ بعد.
كدولة، أمامنا كثير مما يمكننا فعله
- السيناريوهات الكارثية قائمة فعلاً في أذهانكم جميعاً، لذلك، لن نتحدث عنها هنا، لكن كدولة، أمامنا الكثير لنفعله. فأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تعرف خطط العدو جيداً، ولكي نرسم صورة كاملة للوضع، بالتعاون مع الصورة السياسية، يجب على رئيس الوزراء ووزير الدفاع، في مثل هذه الأيام، الانتقال للعيش معاً.
- هل علينا المبادرة إلى ضربة استباقية؟ هل علينا مشاركة شركائنا في العالم بمعلومات استخباراتية ذات صلة؟ ربما ينبغي إصدار خطاب يطمئن مواطني إسرائيل، أو بالعكس، يضع الجمهور كله في حالة تأهب قصوى، تحضيراً لهجوم قد يأتي في أيّ لحظة؟ لن نعرف قط ما الذي علينا فعله حقاً، لأن رئيس الوزراء ووزير الدفاع، ببساطة، لا يتحدثان مع بعضهما البعض في هذه اللحظة.
- نحن في عشية التاسع من آب/أغسطس [ذكرى خراب الهيكل، بحسب التقويم العبري، ويُعتبر يوم حداد تاريخي]، يوم الكوارث التاريخي الذي لم يشهد فيه الشعب اليهودي سوى المصائب. ومع كل ما مررنا به في أعمارنا، هناك مساحة للتفاؤل: فالروح الجماعية الإسرائيلية برزت خلال أشهر الحرب بقوة لم نكن نعرفها من ذي قبل، ومن مظاهرها: التكافل المتبادل، والاستعداد للتضحية بالحياة من أجل آخرين لا نعرفهم على الإطلاق، والاستعداد لتقديم العون لكل الذين يحتاجون إليه، بدءاً من تحضير الطعام للجنود، وصولاً إلى تقديم المساعدة للنازحين وجمع التبرعات لإحياء ذكرى الجنود القتلى.
الجيش يستعيد عافيته
- ليس هناك طلب للمساعدة علناً، يُطرح على الحيز العام، من دون أن يتلقى حلولاً تفوق كل تصوّر. طوبى لهذا الشعب. هذه هي الروح الإسرائيلية، هذا هو ما نحن عليه حقاً، ولذا، فإن شعبنا يستحق نهاية جيدة لهذه القصة الفظيعة التي عشناها خلال العام الماضي.
- هناك الجيش الإسرائيلي أيضاً، إلى جانب عموم الشعب، والروح المدنية الهائلة التي تجلّت خلال الحرب، فلدينا مَن نعتمد عليه. لقد استعاد الجيش عافيته، حتى بعد الإخفاق غير المتوقع الذي اعتراه يوم "المجزرة". لقد دخل جيشنا المعركة وهو يخاف من خياله، ولم يكن يعرف ما إذا كان لديه فرصة للوصول إلى النقاط الاستراتيجية داخل قطاع غزة، لكن انظروا إلى ما حدث بعد بضعة أشهر: فحركة "حماس" لم تعد موجودة فعلياً كجسم مقاتل منظّم، والجنود الإسرائيليون يتنقلون في طول القطاع وعرضه بسيارات جيب مفتوحة. أمّا الأحياء التي خرج منها "المخربون"، فقد تحولت إلى أنقاض.
- لقد اكتسب مئات الآلاف من الإسرائيليين وجنود الجيش الإسرائيلي في الخدمتين، النظامية والاحتياطية، الشجاعة والمثابرة والعزيمة، بكثير من الجهد. وفي مثل هذه اللحظة، يجب على كل مَن يخاف من المستقبل، أن يتذكر هذه القدرات التي عمّدناها بدمائنا، وعرقنا، ودموعنا، في كل شهر من الأشهر الماضية.
- هذا بالضبط ما سيحدث في لبنان، إذا اضطررنا إلى الدخول في معركة واسعة. لدينا قوى هائلة، قوى روحانية، أولاً وقبل كل شيء، لكنها أيضاً قوى تتمثل في القدرات العسكرية والتكنولوجية والاستخباراتية والكثافة النارية. وحتى لو كانت المعركة ضارية، فلا ينبغي لأحد أن يشكك في أننا سننتصر، وسنخرج أقوى مما نحن عليه الآن في هذه الضائقة.
- الآن، ما نحتاج إليه فقط، قيادة تستثمر هذا كله، وتبادر، وتتعاون مع بعضها البعض، وتقوم بتوجيهنا. شعبنا يستحق قيادة عظيمة الروح، نستحق أن يكون لدينا رئيس وزراء ووزير دفاع يضعان كل الخلافات السياسية الداخلية جانباً، ويتعاونان بالكامل. لقد أثبتنا أننا "عظماء"، ونحن نستحق قيادة تليق بنا، لكن للأسف، لا قيادة كهذه لدينا الآن.