بسبب الغزيين: إسرائيل ستعاني عبئاً اقتصادياً

فصول من كتاب دليل اسرائيل

المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • على مدار سنوات طويلة، اعتُبر الاعتماد الغزّي الكامل على التزود بالماء والكهرباء والوقود من إسرائيل تفوقاً استراتيجياً. قبل اندلاع الحرب، كان نصف كمية الكهرباء التي تزود إسرائيل غزة بها غير مدفوع، وأُنتج النصف الآخر بفضل الوقود الإسرائيلي. هذا الوضع كان يمنح المستوى السياسي إمكان معاقبة "حماس"، واستعماله كأداة ضغط في الجولات القتالية. اتضح أن هذا الافتراض خاطئ منذ الشهر الأول للحرب.
  • اكتشفت إسرائيل سريعاً أن قدرتها على استعمال الكهرباء والوقود كسلاح محدودة الفاعلية كثيراً، لسببين: الأول، هو أن سكان غزة اعتادوا العيش من دون كهرباء، وطوروا حلولاً بديلة، ذاتياً. خلال الأعوام العشرة الأخيرة، تم تركيب أكثر من 9000 منشأة لتوليد الطاقة الشمسية على سطوح المنازل والمصانع، للتزود بالكهرباء خلال اليوم. وفي المقابل، ربطت "حماس" شبكة الأنفاق بمولدات تحت أرضية من أجل الإضاءة والتهوئة، وجمعت كمية من السولار التي تكفيها شهوراً طويلة مستقبلاً، لذلك، لم تتضرر جرّاء قرار الانفصال.
  • السبب الثاني هو أن الانفصال منع غزة، عملياً، من القدرة على إنتاج المياه الصالحة للشرب. فالمياه الجوفية ملوثة، ولذلك، يجب استعمال أدوات التعقيم وتحلية المياه التي تحتاج إلى كثير من الكهرباء. موقع تحلية المياه الموجود في دير البلح وحده يحتاج إلى ما يعادل 3200 ليتر من السولار كل ساعة عمل، لكي يفعّل المولدات من أجل أن تعمل بكامل قدرتها.
  • الأزمة الإنسانية أدّت إلى ضغوط دولية غير مسبوقة دفعت إسرائيل، في نهاية المطاف، إلى إعادة تزويد القطاع بالسولار، بعد نحو شهر ونصف الشهر فقط على بدء الحرب، على الرغم من الإدراك أن "حماس" يمكن أن "تسرق" كمية من السولار لسدّ حاجة المولدات في الأنفاق. وبهدف تقليص قدرة "حماس" على "سرقة" السولار الذي يتم إدخاله إلى غزة، بقدر الإمكان، بدأت إسرائيل في تموز/يوليو بربط آلات تحلية المياه مباشرةً بشبكة الكهرباء الإسرائيلية من دون مقابل، هذه الخطوة أدّت إلى انتقادات جماهيرية كثيرة.
  • لذلك، فإن إحدى الخلاصات المهمة من الحرب هي أنه من الأفضل لإسرائيل الدفع في اتجاه إيجاد سوق طاقة مستقلة أكثر في القطاع، كجزء من عملية إعادة الإعمار، لكي تستغني عن تزويد سكان القطاع بحاجاتهم الأساسية لعشرات الأعوام مستقبلاً. هذه المشاريع متعلقة، طبعاً، بهوية الحكم في القطاع خلال السنوات المقبلة، وأيضاً بهوية المتبرعين الذين سيموّلون هذه المشاريع والبنى التحتية، وكذلك استعداد إسرائيل لمنحهم التصاريح اللازمة.
  • في المرحلة الأولى، تستطيع إسرائيل السماح بإنشاء مولدات شمسية ومواقع تجميع الطاقة في غزة لإنتاج الكهرباء، من دون أن يكون لها علاقة بالشبكة الموجودة التي دُمرت خلال الحرب. تستطيع إسرائيل أيضاً المطالبة بأن يكون بعض المشاريع بمشاركة شركات إسرائيلية، كشرط للمناقصة والتمويل الأجنبي.
  • في المرحلة الثانية، يجب على إسرائيل العمل على ربط شركة الكهرباء الغزية بالدول المجاورة لغزة، عبر 4 كوابل ضغط، ومستقبلاً، يمكن ربطها بالأردن والسعودية.
  • في المرحلة الثالثة، يمكن تطوير حقل "مارين غزة" في مقابل شواطئ غزة، ويتضمن كمية من الغاز الطبيعي التي يمكن أن تسدّ حاجات غزة 10 أعوام، مستقبلاً. صادقت حكومة إسرائيل الحالية على تطوير الحقل في تموز/يوليو 2023. بالإضافة إلى أن هذه الخطوة تتطلب إنشاء محطة توليد طاقة جديدة في القطاع، يمكن أن تستعمل الغاز الطبيعي لإنتاج الطاقة، وصادقت الحكومة على ذلك أيضاً قبل الحرب.
  • وسواء شاءت إسرائيل، أم أبت، ستتم إعادة إعمار غزة في نهاية المطاف، وستكون البنى التحتية للطاقة والمياه أول ما يُبنى. يمكن أن تتجاهل إسرائيل ذلك، لكنها ستترك الساحة، حينها، لقوى أُخرى ستقرر كيف سيبدو القطاع مستقبلاً، وإلى متى ستظل حاجات ملايين السكان تُقلق إسرائيل. سيكون من الجيد أن تكون إسرائيل هي المبادِرة إلى وضع خطة طويلة المدى لترميم البنى بصورة تخدم مصالحها.