الخطة الرئيسية الكبرى للمستوطنين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

  • هم ليسوا أعشاباً ضارة، وليسوا حفنة، وليسوا هامشيين، إنما هم القائد المغوار الذي أُرسل إلى المعسكر لإعداد الأرضية للخطة الرئيسية الكبرى للمستوطنين وتطهير البلد من الفلسطينيين. إنهم يدركون أنهم لا يستطيعون العيش في هدوء في كوخهم في أعلى التل ما دام يحيط بهم 2.8 مليون فلسطيني يخضعون للاحتلال، وَهُم فقراء، وعاطلون عن العمل، ويائسون. كما يعلمون أن إطلاق النار عليهم على الطرقات سيستمر، وأيضاً محاولات التسلل إلى المستوطنات، لذلك، فَهُم يريدون ألاّ تتوقف الحرب في غزة ولبنان، إنما يريدونها أن تتوسع إلى حرب إقليمية كبيرة؛ حرب يأجوج ومأجوج، لتُحل كل مشكلاتهم.
  • ويقوم أسلوب المؤسسة الاستيطانية على الإدانة العلنية للمجازر التي يرتكبها عناصر البؤر الاستيطانية "الأعشاب الضارة"، لكن هذه المرة، وبعد المجزرة في بلدة جيت الفلسطينية، فقد أتت الإدانات المعروفة من رؤساء مجالس المناطق [المحتلة]، وهذا أمر مثير للسخرية. حتى قاتل يتسحاق رابين وصفه المستوطنون "بالعشب الضار"، وأوضحوا أن الأعشاب الضارة تنمو على أطراف الحقل، وليس في وسطه العاقل والمتزن.
  • إن الإساءة إلى الفلسطينيين ليست أمراً جديداً، لكنها في ظل الحرب ازدادت وتصاعدت كثيراً، وهناك جماعات كاملة طُردت من منازلها ودُمرت أملاكها. وكان المستوطنون يرتدون الزي العسكري ويحملون السلاح، وضربوا الفلسطينيين وأطلقوا النار عليهم، وأحرقوا أشجارهم من الزيتون وسياراتهم ومنازلهم، وهم ينفذون أوامر بتسلئيل سموتريتش الذي قال سابقاً: "يجب محو بلدة حوارة." (بالمناسبة؛ لماذا النيابة العامة تقترح التحقيق ضد المغنيَين إيال غولان وكوبي بيرتس، بسبب التحريض على العنف ضد سكان غزة، ولم تطالب بذلك فيما يخص سموتريتش، وما قاله بشأن حوارة له وزن أكبر كثيراً؟).
  • في يوم الجمعة الماضي، علقت 4 نساء من البدو من سكان راهط مع طفلة تبلغ العامين في داخل موقع استيطاني غير قانوني "غفعات رونين"، وما إن دخلت سيارتهن الموقع، حتى بدأ السكان يرشقونها بحجارة كبيرة، وحطموا زجاجها، وأقدموا على ضربهن، وتسببوا لهن بكسور، وهددوهن بالسلاح، وأحرقوا سيارتهن، وكادوا يحرقوهن أحياء داخلها، وبعد ذلك، قامت عضو الكنيست ليمور سون - ملك بتبرير المجزرة. ألا يجب التحقيق معها كغولان وبيرتس؟
  • في قرية جيت التي تُعتبر هادئة، دخل بضع عشرات من محبي إشعال الحرائق والمسلحين بالبنادق والمسدسات البلدة، ورشقوا الحجارة، ودمروا الأملاك، وأطلقوا النار على الناس (أُصيب شخص بجروح بليغة)، وألقوا الزجاجات الحارقة، وأحرقوا منازل وسيارات، كما أحرقوا منزلاً كان أصحابه داخله، وتمكنت العائلة من الفرار في اللحظة الأخيرة، بعكس ما جرى لعائلة الدوابشة من بلدة دوما التي لم تتمكن من الفرار، واحترقت على قيد الحياة في عملية إرهابية مشابهة حدثت قبل عدة سنوات.
  • هناك علاقة واضحة بين كلام سموتريتش عن محو حوارة، وصعود إيتمار بن غفير في 7 آب/أغسطس إلى حرم المسجد الأقصى، والهجوم في غفعات رونين، والمجزرة في جيت. وليس صدفة صياح الإرهابيين اليهود على سكان جيت عند ارتكاب المجزرة "سنطردكم إلى الأردن!". لقد كشف صياحهم الهدف الاستراتيجي للاضطرابات: إشعال الشرق الأوسط كله بواسطة حرب يأجوج ومأجوج ضد كل الدول العربية، بالإضافة إلى إيران، بحيث يصبح من الممكن أن يطردوا كل الفلسطينيين إلى الأردن، ومعهم العرب في إسرائيل، والاستيطان أخيراً بهدوء وسلام في أرض إسرائيل الكاملة. والممثلون لهؤلاء الإرهابيين الواهمين أدخلهم إلى الحكومة أحقر شخص في تاريخ الشعب اليهودي [بنيامين نتنياهو].