بن غفير: اليهود لهم الحقوق نفسها التي يتمتع بها المصلّون المسلمون في الحرم القدسي الشريف، ولو استطعت، لأنشأت كنيساً يهودياً في الموقع
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

أثار وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير [رئيس "عوتسما يهوديت"] الجدل، بعد أن أعلن مرة أُخرى، أمس (الاثنين)، أن اليهود لهم الحقوق نفسها التي يتمتع بها المصلّون المسلمون في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]، وقال إنه سينشئ كنيساً يهودياً في الموقع، إذا ما استطاع.

وقال بن غفير في سياق مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي ["غالي تساهل"]، أمس، إن القانون الإسرائيلي لا يميز بين الحقوق الدينية لليهود والمسلمين في جبل الهيكل.

وأضاف بن غفير: "إن رئيس الحكومة يعرف أنه عندما انضممت إلى الحكومة، قلت بأبسط طريقة أنه لن يكون هناك تمييز في جبل الهيكل، تماماً كما يمكن للمسلمين الصلاة في الحائط الغربي [حائط المبكى]. أنا لا أفعل كل ما أريده في الحرم، ولو فعلت كل ما أريده، لكان العلم الإسرائيلي يرفرف هناك منذ فترة طويلة".

وعندما سُئل عمّا إذا كان سيبني كنيساً يهودياً في المكان المقدس في حال سنحت له الفرصة، ردّ قائلاً: "نعم، نعم، نعم، نعم".

وجاءت هذه المقابلة بعد حادثة وقعت في وقت سابق من هذا الشهر، عندما قام بن غفير بتصوير دخول يهود إلى الموقع وهم يصلّون ويسجدون، في انتهاك لتعليمات الشرطة والوضع القائم الذي يحكم الحرم القدسي.

وردّاً على تصريحات بن غفير هذه، أصدر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بياناً، قال فيه إنه لا يوجد تغيير في الوضع القائم في الحرم القدسي.

كما أثارت تصريحات بن غفير موجة غضب فورية من أعضاء الائتلاف الحكومي، وكذلك من طرف أحزاب المعارضة.

ودعا وزير الداخلية الإسرائيلي موشيه أربيل [شاس] نتنياهو إلى إقالة الوزير بن غفير من منصبه كمشرف على شرطة إسرائيل، وحذّر من أن تهوّر زعيم حزب "عوتسما يهوديت" قد يُدفع ثمنه بالدم.

يُذكر أنه في أعقاب زيارة بن غفير السابقة إلى الموقع، حيث صوّر مصلّين يهوداً وهم يسجدون، أفادت تقارير عدة بأن زعيم حزب شاس أرييه درعي التقى زعيم المعارضة يائير لبيد لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمان، لمناقشة التعاون بشأن قرار من شأنه أن يؤكد حكماً صدر سنة 1967 من الحاخامية الكبرى، وينص على منع اليهود من زيارة الموقع المقدس.

واتهم وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي اتسعت الخلافات بينه وبين بن غفير في الأشهر الأخيرة بشأن كيفية إدارة حرب إسرائيل مع "حماس" والاشتباكات مع حزب الله في الشمال، وزير الأمن القومي بتعريض إسرائيل للخطر بتعليقاته.

وقال غالانت، بصراحة، إن تقويض الوضع القائم في الحرم القدسي خطر ومتهور وغير ضروري.

كما انتقد وزير التربية التعليم يوآف كيش، من حزب الليكود، زعيم حزب "عوتسما يهوديت"، وقال إن أيّ تغيير في الوضع القائم في الحرم القدسي، وخصوصاً في زمن الحرب، يجب أن يتم بشكل مهني في الحكومة، إلى جانب فحص جميع المعاني والتداعيات.

وأضاف كيش أن التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها الوزير بن غفير في وسائل الإعلام بشأن هذه القضية شعبوية غبية وغير ضرورية.

كما دان لبيد ورؤساء أحزاب المعارضة تصريحات بن غفير، لكنهم في الوقت عينه، اتهموا نتنياهو وبقية أعضاء الائتلاف بالمسؤولية عن تمكين بن غفير وإبقائه في السلطة.

وكتب لبيد في موقع "إكس": "إن المنطقة كلها ترى ضُعف نتنياهو أمام بن غفير. فهو لا يستطيع السيطرة على الحكومة، حتى فيما يتعلق بمحاولة واضحة لزعزعة استقرار أمننا القومي".

وقال رئيس حزب "المعسكر الرسمي" المعارض بني غانتس إنه لا يتوقع الكثير من نتنياهو "الذي سمح لمُشعل الحرائق غير المسؤول بن غفير بإسقاطنا إلى الهاوية في مقابل الهدوء السياسي".