بن غفير خطِر، لكن نتنياهو يتجاهل ذلك
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يشكل خطراً على أمن الدولة. هذه الأقوال لم تصدر عن أعدائه السياسيين، ولا عن اليساريين المحبطين، حتى إنها لم تصدر عن المستشارة القانونية للحكومة. هذا ما يقوله وزراء في حكومة إسرائيل يجلسون معه على طاولة الحكومة نفسها.
  • أفعال بن غفير وتصريحاته وما ينشره يورط دولة إسرائيل، في الأساس على الصعيد الدولي. كل نقطة تحصل عليها إسرائيل لمصلحتها، بالدم والعرق والدموع، يمسحها بن غفير بالاستفزازات. يوم أمس، أجرى مقابلة، وقال إن سياسة الحكومة هي الصلاة في "جبل الهيكل"، حتى إنه تابع وقال إنه كان سيقيم كنيساً هناك. بن غفير هو وزير في فقاعة، يركز على أجندته الشخصية من دون فهم السياق، ومن دون أيّ مسؤولية، ولا يوجد مَن يوقفه. اللايكات والأحضان والرغبة في العلاقات العامة تتغلب على كل حساب آخر.
  • دولة إسرائيل تدير معركة متعددة الجبهات، وتقاتل من أجل وجودها. بن غفير يدير معركة متعددة الجبهات داخلياً: ضد وزير الدفاع، وضد زعيم "شاس"، وضد رئيس "الشاباك" ورئيس هيئة الأركان والمستشارة القانونية للحكومة، وغيرهم. أحد الوزراء الشجعان في الحكومة، عضو حزب "شاس" موشيه أربيل، طالب نتنياهو أمس بوضع خطوط حمراء، وقال إن أفعال بن غفير يمكن أن تؤدي إلى سيل من الدماء. وقال "يتوجب على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التصرف فوراً، ووضع حدّ لبن غفير بسبب تصريحاته بشأن ’جبل الهيكل’، صباح اليوم". مضيفاً أن "أقواله غير المسؤولة تضع تحديات أمام التحالفات الاستراتيجية لإسرائيل مع الدول المسلمة التي تشكل الائتلاف ضد ’محور الشر’ الإيراني. إن انعدام الفطنة يمكن أن يكلفنا دماء".
  • إلا إن بن غفير لا ينظر قط إلى الوراء، ولا يفحص أفعاله ويصححها، أو يعتذر عنها. إنه يهاجم في جميع الاتجاهات. وهاجم المقربون منه أربيل بالقول إن "موشيه أربيل، الذي يحاول التقرب من اليسار، وينطق بما يقوله له اليسار المتطرف، ينوي منذ دخوله الكنيست أن يتم تعيينه في منصب قاضٍ في المحكمة العليا. إنه يحاول التقرب من اليسار والعرب والنظام القضائي، وفي حالة ’جبل الهيكل’، أيضاً من ’حماس’. مجرد اتهامه اليهود دائماً يخلق خطورة أمنية. ناخبو شاس اختاروا اليمين وحصلوا على موشيه ميرتس أربيل". حتى إن بن غفير ردّ أيضاً على الانتقادات الحادة من طرف وزير الدفاع يوآف غالانت بأن ما يقوم به بن غفير يُضعف دولة إسرائيل، فقال "إن غالانت ينحني أمام ’حماس’، ويجرّ دولة إسرائيل إلى صفقة غير مسؤولة".
  • لكن القصة لم تقتصر فقط على بن غفير، أو غالانت، أو أربيل، أو غيرهم. القصة هي نتنياهو. سياسياً، لا يوجد مسؤول عن هذه الحكومة. نتنياهو يتخوف من كل شريك في الائتلاف، والحفاظ على سلامة الحكومة هو الهدف الأساسي. صحيح أن رئيس الحكومة أصدر بياناً بارداً ورسمياً، يقول فيه إنه لا يوجد تغيير في الوضع القائم، لكنه عملياً، يطبّع تغيير الوضع القائم الذي يقرّه بن غفير فعلياً في "جبل الهيكل". لا يمكن لإسرائيل في هذه الفترة المصيرية أن تعيش في حالة فوضى، وعلى نتنياهو أن يكون مسؤولاً، ويوقف التعاون مع بن غفير، ويقيله من الحكومة. أحد وزراء الليكود قال لنتنياهو في محادثات خاصة: "إن أقلت بن غفير، فإنه في أسوأ الأحوال، سينصرف إلى المعارضة، لكنه لن يفكك حكومة اليمين. لن يكون لديه الشجاعة، كل شيء سيسقط على رأسه". يمكن لنتنياهو إقالة بن غفير، وأن يثبت لكل منتقديه أن ليس كل شيء سياسياً، ودولة إسرائيل هي الأهم.