لأول مرة منذ شهرين، وفي ضوء التظاهرات الكبيرة التي جرت، بعد انتشال جثث 6 مخطوفين من القطاع، عقد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مؤتمراً صحافياً، مساء اليوم (الإثنين)، على خلفية الانتقادات الحادة الموجهة إلى "الكابينيت"، بعد القرار الذي اتخذه بشأن البقاء في محور فيلادلفيا. وخصص نتنياهو 15 دقيقة للحديث عن أهمية محور فيلادلفيا، محاولاً إقناع الناس بموقفه.
وادّعى نتنياهو أنه قبل 20 عاماً، خلال فترة الانفصال عن غزة، شدد أمام رئيس الحكومة، آنذاك، أريئيل شارون، على ضرورة سيطرة إسرائيل على كل المعابر في القطاع من أجل منع تعاظُم "الإرهاب"، وهاجم وزير الدفاع يوآف غالانت لأنه قال إن في الإمكان العودة عن القرار الذي اتخذه "الكابينيت" بشأن البقاء في محور فيلادلفيا.
أخطأ نتنياهو، أكثر من مرة، في ذِكر تاريخ "المذبحة" خلال المؤتمر الصحافي، وقال: أعتقد أنه بعد 9 أكتوبر، تعلمنا كيف نكون أكثر حذراً في تقييماتنا، وأن نفهم كل المكونات."
وقال نتنياهو في مستهل مؤتمره الصحافي: "نحن في ذروة حرب وجودية في مواجهة ’محور الشر’"، وأضاف: "إن الشرط الأول للانتصار في الحرب هو وحدتناـ يجب أن نبقى موحدين كرجل واحد في مواجهة عدو "وحشي" يريد القضاء علينا كلنا."
وذكر نتنياهو أنه تحدث مع عدد من العائلات التي انتُشلت جثث أبنائها من القطاع، وقال: "قلت للعائلات، وأقول لكم هذا المساء أيضاً، إنني أطلب المغفرة لأننا لم ننجح في إعادتهم، وهم في قيد الحياة. لقد كنا قريبين جداً من ذلك، لكننا لم ننجح."
وتابع: "وضعنا 4 أهداف للقضاء على ’حماس’ وإعادة كل المخطوفين، وأن نضمن ألّا تشكل غزة تهديداً في المستقبل، ومن أجل إعادة السكان إلى منازلهم على الحدود في الشمال." وأشار إلى أنه سيتطرق، بإسهاب، إلى أهمية محور فيلادلفيا الذي لن تنسحب منه إسرائيل. وعرض خطة للنقب الغربي وقطاع غزة، قائلاً: "تمر ثلاثة من أهداف الحرب من خلال مكان واحد هو ممر فيلادلفيا. إنه أنبوب الأوكسيجين والسلاح لـ’حماس’. لم يبقَ على الحدود بين القطاع ومصر أيّ حاجز يمنع تسلُّل السلاح والعتاد وحفر الأنفاق، كل ذلك بحماية إيران،" وتابع: "أصبحت غزة تشكل تهديداً كبيراً لدولة إسرائيل، لأنه لم يكن هناك حاجز. وتسألونني عمّا إذا كان هذا سيئاً لهذه الدرجة، لماذا لم نحتل غزة؟"
وأجاب: "الجواب هو أننا في كل مرة حاولنا أن نضرب، وجرى هذا بعد خطة الانفصال. لقد قاتلناهم عبر سلسلة من الحروب. وقدت 3 عمليات، لكن لم نحصل على موافقة دولية، أو وطنية، على الدخول إلى غزة واحتلالها والسيطرة على رفح."
وأشار نتنياهو إلى أنه بعد اتخاذ "الكابينيت" قرار البقاء في ممر فيلادلفيا والعثور على جثث المخطوفين "فوجىء" بالجهات التي قالت إنه يجب التخلي عن الوجود في محور فيلادلفيا. وعلّق على ذلك، قائلاً: "أيّ رسالة رهيبة يبعث بها هذا الكلام لـ ’حماس’؟ في إمكان كل وزير التعبير عن موقفه، وأنا أشجع الجميع على التعبير عن آرائهم. لكن بعد اتخاذ القرار، يجب على الكل الالتزام به،" وتابع: "لا تخضع العضوية في ’الكابينيت’ للمواقف الشخصية. والرسالة أنه يمكن أن نغيّر قراراً استراتيجياً أساسياً، وأننا نغيّر القرارات تحت ضغط ’مذبحة’ المخطوفين، وهي حافز على ’الإرهاب’، وبالتالي فإن هذا لن يحدث ببساطة."
وسُئل نتنياهو متى سيعود سكان الشمال إلى منازلهم، فأجاب: "لا أستطيع أن أحدد جدولاً زمنياً،" وأضاف: " نحن في خضم صراع كبير جداً في مواجهة حزب الله والمحور، ولا يمكننا قبول هذا الوضع،" وتابع: "نحن ملزمون تغيير الواقع الأمني في الشمال، ويمكن القيام بذلك بالوسائل الدبلوماسية، لكن إذا لم يحدث هذا، فإنه سيجري بطرق أُخرى، ولن أشارككم في الخطط والجدول الزمني."