هذه المرة ليست مثل كل مرة
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

– الموقع الإلكتروني
المؤلف
  • استناداً إلى ما نُشر في الإعلام الأجنبي، نفّذت إسرائيل عملية كوماندوس معقدة في بلدة مصياف السورية، توضح قدرتها على الوصول وتفكيك موقع بعيد عنها تحت الأرض.
  • تبدو المواقع المحصنة تحت الأرض محصنة أيضاً ضد الضربات الجوية، وتعتقد إيران والمحور أنه لا يمكن اختراقها. الرؤية الإيرانية هي أنه على الرغم من عدم تمكّنها من إخفاء هذه المواقع عن عيون الاستخبارات الإسرائيلية، فإن الجيش لا يستطيع تدميرها. عُمق هذه المواقع يجعل الضربات الجوية قادرة على ضرب المداخل، لكن سيكون من الصعب عليها اختراق الموقع برمته وضرب الأهداف في داخله. لذلك، يخفي الإيرانيون في هذه المواقع (وحزب الله أيضاً) الأدوات المهمة والحساسة جداً، مثل أدوات تخصيب اليورانيوم وبنى تصنيع السلاح الدقيق ومواقع السيطرة، ومزيداً من البنى التحتية؛ حتى إن حزب الله تفاخر بأحد هذه المواقع في فيديو أنتجه بجودة عالية.
  • وحسبما نُشر في الإعلام الأجنبي، فإن القوات الخاصة من الجيش اقتحمت الموقع المخصص لتصنيع الصواريخ في سورية، ودمرته من الداخل. يتطلب مثل هذه العملية تحضيراً واسعاً، أبعد من القوة المقاتلة: عزل منطقة العمل، والتمويه، والتجهيز للإنقاذ، وغيره.
  • بحسب وسائل الإعلام الأجنبية، نُفّذت هذه العملية على بُعد 200 كيلومتر عن الحدود الإسرائيلية. وهذا المدى أبعد من المدى المحدد للعمليات الحدودية، هذا البعد يرمز إلى القدرة على العمل في كل مكان يجب أن تعمل فيه إسرائيل.
  • لقد فهم مَن عليه فهم الرمز والتجديد في هكذا عملية. هذا مهم جداً الآن، بعد تفكيك الذراع العسكرية لحركة "حماس"، وفي الوقت الذي يتوجب علينا توسيع أهداف الحرب وتركيزها ضد المحور وإيران.
  • ويجب التذكير بأن: التميُّز التكتيكي والجرأة والمهنية لدى المقاتلين من الوحدات الخاصة، أمور لا يمكنها حلّ المشاكل الصعبة لدى إسرائيل. لكن هذا لا يشكل بديلاً من الحاجة إلى رؤية استراتيجية واضحة، وخطة سياسية شاملة، وتنسيق كامل مع الولايات المتحدة. إنه فقط يشكل قاعدة تسمح للمستوى السياسي بحُرية العمل لأن قدرات من هذا النوع توسّع الاحتمالات للعمل. من الجيد أن لدى إسرائيل أدوات متنوعة في سلة الأدوات الاستراتيجية، لكنها لا تشكل بديلاً  من العمل السياسي المكمّل.
 

المزيد ضمن العدد