انفجار أجهزة الاتصال أوضح لحزب الله درجة اختراقه، لكنها خطوة لا تغيّر الواقع
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • أوضح انفجار أجهزة الاتصال عن بُعد لحزب الله إلى أيّ حدّ بات التنظيم مُخترقاً- ليس فقط استخباراتياً، بل رقمياً أيضاً. المزيج ما بين الأمرين هو سلاح بحد ذاته، يجب على حزب الله والمسؤولين الإيرانيين عنه الانتباه منه.
  • لا يوجد تغيير هنا في الوضع الاستراتيجي. إلّا إن العملية المنسوبة إلى إسرائيل، بحد ذاتها، ومن دون شك، تعزز الردع حيال حزب الله وإيران، وتشكل ضربة معنوية. لكن هذه الخطوة لا تغيّر الواقع- هذا لا يعيد سكان الشمال إلى بيوتهم بأمان.
  • إذا كانت إسرائيل تقف، فعلاً، وراء هذه التفجيرات في لبنان، وفي سورية، فإن هذا يشكل إشارة تحذير خطِرة لحزب الله، كي لا يحاول تنفيذ عمليات داخل إسرائيل، مثلما فعل 3 مرات مؤخراً، عبر الاستعانة بتنظيمات فلسطينية محلية. يمكن الافتراض، وبحسب خبراء في التكنولوجيا، أن هذه الأجهزة كانت تهدف أساساً إلى تنسيق وتعيير إطلاق القذائف والمسيّرات على إسرائيل، وتحذير المقاتلين من ضربات سلاح الجو. يبدو أن حزب الله سيردّ بتكثيف إطلاق القذائف وأسراب المسيّرات، ومن المرجح ألّا يكون الرد أكبر مما رأينا حتى الآن.

ثلاث عمليات بالنيابة عن إيران: جهود حزب الله في بثّ الرعب والفوضى في إسرائيل

  • تُعد العملية التي بادر إليها حزب الله ضد شخصية أمنية كبيرة سابقاً الثالثة في سلسلة عملياته في إسرائيل، والتي خطط لها التنظيم "الإرهابي" الإسلامي الشيعي خلال العام الماضي. بدأت هذه السلسلة بعملية باستعمال عبوة ناسفة من نموذج "كليمغور" في منطقة مجدو في سنة 2023.
  • أصيب في هذه العملية شرف الدين خمايسي إصابة بالغة، وفقد النظر. "المخرب" الذي دخل من لبنان، وصل إلى مفترق مجدو- مسافة 70 كيلومتراً داخل عمق إسرائيل- وفعّل العبوة. وكاد "المخرب" أن يهرب، عائداً إلى لبنان، لكن في نهاية المطاف، اغتالته قوات الأمن بالقرب من الحدود.
  • أمّا العملية الثانية، فحاول حزب الله تنفيذها في أيلول/ سبتمبر 2023، من خلال شبكة من العرب الإسرائيليين الذين نجح في تجنيدهم في إسرائيل، فزرعوا عبوة في حديقة "اليركون" في تل أبيب في أيلول/سبتمبر، العام الماضي. تم تفعيل العبوة، لكنها لم تؤذِ أحداً. حاولت الشبكة نفسها أيضاً تنفيذ عملية ضد المسؤول الأمني الكبير سابقاً- مرة أُخرى باستعمال عبوة صالحة من نموذج "كليمغور"- وجرى إحباط العملية. بما معناه، كان هناك 3 محاولات متتالية لحزب الله لإلحاق الضرر في داخل إسرائيل، وكان التخطيط والسيطرة لهذه العمليات من لبنان.
  • تُستعمل عبوة الـ"كليمغور" في العمليات، وجرى تطويرها في الولايات المتحدة، تهدف إلى إصابة الأشخاص والمركبات الشخصية في انفجار مركّز من الحديد والبراغي، وغيرها، وتُنصب بشكل قوس. وعلى الرغم من ذلك، فإنها غير صالحة للمركبات المحصّنة. يمكن أن تنفجر العبوة بواسطة قمر صناعي، أو هاتف خليوي، وتفعّل من أيّ مكان على كوكب الأرض.
  • يقدّرون في إسرائيل أن الوحدة 133 التي أنشأها حزب الله هي المسؤولة عن العمليات، وعن تجنيد فلسطينيين وتنفيذ عمليات في إسرائيل والضفة. لقد حلّت محل الوحدة 1800 التابعة لحزب الله، التي كانت تقوم بالمهمات نفسها سابقاً، بقيادة الحاج خليل حرب من الجنوب اللبناني. لكن أمين عام حزب الله حسن نصرالله قرر تعيين محمد عطية، الذي كان نائباً لحرب، قائداً للوحدة 133. وسّع عطية صلاحيات الوحدة لتجنيد وتفعيل عملاء داخل إسرائيل، وفي الضفة، من تركيا وأوروبا، وليس فقط من لبنان وقطاع غزة.
  • يمكن الافتراض أن هذه العمليات جرت في إطار محاولات الانتقام التي ينفّذها حزب الله ضد إسرائيل، في الأساس، بالنيابة عن الإيرانيين الذين يدّعون أن بينهم وبين إسرائيل "حساب طويل بسبب عمليات اغتيال مسؤولين كبار داخل بلدهم- نفّذها الموساد"- مثل محسن فخري زادة، كبير العلماء الإيرانيين في المجال النووي، الذي وُصف بأنه "أب القنبلة" في الجمهورية الإسلامية. الذكاء الذي يتمتع به حزب الله، وحسبما يقال أنه في خدمة الثأر الإيراني الذي ما زال يريد إلحاق الضرر بشخصية كبيرة، يُقلق إسرائيل.
  • يقدّرون في أجهزة الأمن أن حزب الله بدأ بمحاولات تنفيذ عمليات مباشرة داخل إسرائيل بسبب فقدان الردع والشعور بأنه لن يكون هناك رد. لذلك، وبحسب التقديرات، يعتقدون في حزب الله أنه من الصواب تنفيذ عمليات تضرب معنويات الجمهور الإسرائيلي المنقسم أساساً بشأن خلافات داخلية. والأسوأ، هو أن محاولات تنفيذ العمليات هذه تشير إلى شعور التنظيم "الإرهابي" بأنه يستطيع إلحاق الضرر بداخل إسرائيل- من أجل الانتقام الإيراني، أو لزعزعة المعنويات الجماهيرية- من دون ردّ جدي.
  • وفعلاً، صدق حزب الله. لم ترد إسرائيل على عملية مجدو، بسبب عدم الرغبة في تصعيد كبير على الحدود مع لبنان. يبدو أن عدم الرد على العملية شجّع على محاولات أُخرى.

ما يجعل الوضع أكثر تعقيداً هو أننا أساساً في مواجهة فعالة- حرب استنزاف بالنيران في لبنان- وهناك بحث في إمكان مواجهة حربية كبيرة، وما يمكن أن يجعل الرد على محاولة تنفيذ العملية ضد الشخصية الكبيرة، والعمليتين الإضافيتين قبلها غير ضروري، هو اغتيال فؤاد شُكر، اليد اليمنى لنصرالله في بيروت. جرى التخطيط للعملية الأخيرة، وكان يُمكن أن تُنفّذ قبل اغتيال قائد هيئة أركان حزب الله، ولذلك، هناك مَن يقول إن الرد عليها، بالتحديد، ليس ضرورياً. وفي جميع الأحوال، تبحث الأجهزة الأمنية في الموضوع الآن، ضمن إطار مواجهة شاملة مع حزب الله في لبنان.

 

المزيد ضمن العدد