نحن على طريق حرب لا مفر منها
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • يجب أن نقول الحقيقة الصعبة؛ حزب الله ومَن يقف على رأسه، حتى بعد سلسلة الضربات القاسية التي تعرض لها، لا ينوي أن يرفع العلم الأبيض، وبالعكس، فإنه سيكون الآن مصرّاً على أن يثبت أنه لا يزال واقفاً على قدميه، وقادراً على ضرب العدو الإسرائيلي، حتى بعد إصابة الآلاف من عناصره واغتيال رئيسَي هيئة أركان قوة الرضوان. حسن نصر الله لا يزال مصرّاً على الانتقام ، وأكثر من ذلك، فهو يبحث عن طريقة لإنقاذ كرامته. لذلك، فإن إطلاق النار على إسرائيل لن يتوقف، إنما سيزداد مستقبلاً، ولا سيما بعد مقتل 350 شخصاً في لبنان أمس، ومن المتوقع الآن أن ينتقل إلى وسط البلد.
  • لكن نصر الله الذي يتباهى بأنه يعرف العدو الإسرائيلي جيداً يلعب لعبة خطِرة وإشكالية، وهو يعلم ذلك، فالأمين العام لحزب الله لم يكن يريد حرباً شاملة الآن تزلزل كل لبنان وبيروت، ويمكن أن تؤدي إلى خسارة إيران أداة الردع التي تملكها في مواجهة إسرائيل، وفي مواجهة إمكان مهاجمة منشآتها النووية. وهو يعرف أن إطلاق النار الفتاك سيؤدي إلى عملية برية واسعة النطاق، لا يعلم أحد، ولا حتى الجانب الإسرائيلي، كيف ستنتهي. كان نصر الله يريد أن يرى إسرائيل توقف النار، وتصل إلى صفقة مخطوفين مع "حماس"، لكن إسرائيل قررت أن توضح لحزب الله أنه سيدفع ثمناً باهظاً جداً وغالياً عندما ربط مصير حزب الله بمصير يحيى السنوار.
  • إن الضغط على نصر الله وعلى حزب الله من داخل لبنان، كي لا يتسبب باحتلال إسرائيلي للبنان، كبير، فقد شاهد اللبنانيون ككل سكان المنطقة الصورة القاسية التي كانت تأتي من غزة جرّاء الحرب الأخيرة، ولا يريدون أن يشاهدوا صور دمار مشابهة في بلدهم؛ فالدولة اللبنانية تواجه منذ عدة سنوات انهياراً اقتصادياً، والآن تشهد حرباً جديدة بدأت بسبب "الأخوّة مع حماس"، والتي لا تُعتبر شرعية في نظر اللبنانيين. وفي الأمس، فرّ مئات الآلاف من اللبنانيين شمالاً من جنوب لبنان، وأيضاً سكان البقاع. لكن الرأي العام اللبناني لا يهم نصر الله، وهو يريد أن يثبت للشيعة في العالم بصورة عامة، وفي لبنان بصورة خاصة، أنه لا يتردد في محاربة إسرائيل حتى الموت. إذاً، فالوحيدون الذين يستطيعون إنزاله عن الشجرة هم الإيرانيون، لكن حتى هؤلاء لا يستطيعون طلب الانسحاب منه إلى ما وراء الليطاني، كما تطلب إسرائيل.
  • الخلاصة من كل التطورات الأخيرة هي؛ إذا لم نشهد مفاجآت كبيرة كتلك التي نشهدها طوال الوقت في الشرق الأوسط، فإنه من أجل إجبار حزب الله على الانسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني ووقف النار في اتجاه شمال إسرائيل، ستضطر إسرائيل إلى القيام بعملية برية في لبنان، واحتلال مساحة واسعة من الأراضي. وحتى عملية كهذه لن تؤدي بالضرورة إلى وقف كامل لإطلاق النار، لكن يمكن أن تدفع نصر الله إلى التفكير في تسوية ما. إن ثمن العملية البرية سيكون باهظاً جداً بالنسبة إلى الطرف الإسرائيلي، وأيضاً بالنسبة إلى القوات التي تقاتل على الجبهة، وفي الجبهة الداخلية، إذ سيحاول نصر الله أن يثبّت استمراره في إطلاق النار، والقصف بقدر ما يستطيع، وحتى الآن، لا يبدو أن لدى إسرائيل خياراً آخر؛ فنصر الله الذي سارع إلى القتال من أجل الفلسطينيين عليه أن يفكر في الانسحاب إلى ما وراء الليطاني، إذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار في غزة، وبذلك، تنشأ معادلة جديدة؛ تنازُل نصر الله يؤدي إلى وقف إطلاق النار في الجنوب ومنع "نكبة" غزة. ليس هناك ما يضمن نجاح صيغة كهذه، لكن من الممكن أن يكون هذا هو المخرج الوحيد قبل دخول حرب برية طويلة وصعبة.