بعد الإنجازات في لبنان، من المهم أن نتذكر الإخفاق الذي حدث
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • هناك قول مبتذل فحواه: "للنجاح آباء كثيرون، بينما الفشل يتيم"، لكن الاغتيال المدوي لحسن نصر الله وكبار المسؤولين الآخرين من الحزب يمكن أن يغير الصيغة؛ فاليوم هناك آباء كثيرون للنجاح كانوا قبل وقت قصير يشتم بعضُهم بعضَهم الآخر، لكن الإخفاق تبدد، ولا حاجة إلى الحديث عنه، وما حدث قد حدث.
  • وعلى سبيل المثال؛ فإن العمليات في الشمال أوقفت حملة اليمين التي كانت تدعو إلى إقالة رئيس هيئة الأركان الفاشل، وشجعت (كي لا نقول طالبت) إقالة وزير الدفاع. وفي عشية هجوم البيجر في لبنان، لم تكن العناوين الأساسية في إسرائيل تدور فقط بشأن تعيين عضو الكنيست جدعون ساعر محل يوآف غالانت، بل أيضاً بشأن الاتفاقات بين ساعر ورئيس الحكومة، والتي تضمنت معارضة تشكيل لجنة تحقيق رسمية، والاتفاق مسبقاً على هوية رئيس هيئة الأركان الذي سيخلف اللواء هرتسي هليفي. والآن، وبعد 11 يوماً من حالة النشوة جرّاء ما يحدث في الضاحية، لم يعد مطلوباً من هليفي الاستقالة فوراً بسبب الإخفاقات الهائلة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وفي إدارة الحرب في غزة...
  • وبينما تبدو العمليات الهجومية الجارية في الشمال منطقية ومهمة في ظل عار العام الماضي، كما أن اغتيال "إرهابي كبير" من مستوى نصر الله هو نبأ سار لإسرائيل والعالم، فإن علينا عدم تجاهُل الحقائق التالية: عشية ذكرى مرور سنة على الحدث الأكثر خطورة في تاريخ الدولة، لم يحاكَم أي من المسؤولين، ولم يدفع أحد منهم الثمن. ولم يُصَرْ إلى إنشاء آلية فاعلة ومستقلة لفحص الإخفاقات، ولا يبدو أنها ستشكَل في الزمن المنظور، وهو ما سيزيد في إضعاف القدرة على الوصول إلى الحقيقة. وفي الوقت الذي لا يزال فيه 101 مخطوف ومخطوفة موجودين في غزة، فإن المحادثات بشأن تحريرهم عالقة أو غير موجودة. أيضاً، إن حركة الاحتجاج من أجلهم اصطدمت بسقف زجاجي سميك جداً، وتراجعت جداً مع تحول الانتباه إلى العمليات في الشمال، وبقيت عائلات المخطوفين مع عدد قليل من النشطاء وتأييد وسائل الإعلام في مواجهة حملة التشهير والابتزاز السامة.
  • وبناء على ذلك، فالآن، وقبل حلول الذكرى الأولى لـ"المذبحة"، يجب ألاّ تزول المطالبة المحقة بأن يقوم كل الأطراف بتحمُل المسؤولية عن جدول الأعمال، ويجب عدم موازنتها بواسطة نجاحٍ هنا وهناك. وينطبق هذا على كل المستويات من القيادة السياسية ومَن يقف على رأسها، مروراً بالأجهزة الأمنية، حتى آخر ضابط أهمل الدفاع عن منطقة كاملة، الأمر الذي جر إسرائيل كلها إلى الهاوية التي لا تعرف كيف تخرج منها إلاّ باستخدام القوة والمزيد من القوة. لن يكفّر عن خطايا أمة إزاء مواطنيها يومُ الغفران، ولا أطنان من السلاح الدقيق الذي أُسقط على رأس نصر الله ومساعديه، ونقول لكل الذين شربوا في الأمس كؤوس العرق بعجرفة: "لن تساعد الكحول في نسيان السؤال: ’كيف وصلنا إلى هذه الهاوية؟‘."