تقرير: "نيويورك تايمز": إسرائيل عملت منذ انتهاء حرب 2006 على بناء جهاز استخبارات هائل تمكَّن من اختراق حزب الله بصورة عميقة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية إن إسرائيل عملت منذ انتهاء حرب لبنان الثانية سنة 2006 على بناء جهاز استخبارات هائل تمكَّن من اختراق حزب الله بصورة عميقة.

وذكرت الصحيفة، في تقرير لها نُشر أمس (الأحد)، أن إسرائيل أرسلت قوات كوماندوز سرّية إلى عمق لبنان لتنفيذ مهمات استخباراتية حساسة.

وجاء في التقرير، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين سابقين وحاليين، أنه في الأيام التي سبقت الهجوم على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، كان مسؤولو الاستخبارات الإسرائيلية يخشون التعرض لضربة استباقية وشيكة من عدو آخر هو حزب الله، وكانوا يستعدون لوقفه بخطط تهدف إلى ضرب واغتيال الأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله، الذي عرف الإسرائيليون أنه موجود داخل مخبأ في بيروت. وعندما بلّغت إسرائيل البيت الأبيض بخططها، قلل المسؤولون الأميركيون من أهمية ضرب حزب الله، وأجرى الرئيس الأميركي جو بايدن اتصالاً مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وأخبره بأن اغتيال نصر الله سيشعل حرباً إقليمية، وطلب منه الامتناع من ذلك.

وأشارت الصحيفة إلى أن نجاح إسرائيل في اغتيال نصر الله أول أمس (السبت)، عبر إسقاط طائراتها المقاتلة من طراز "إف 35" [الشبح] أكثر من 80 قنبلة على مبنى سكني فى الضاحية الجنوبية لبيروت ذهب إليه نصر الله للاجتماع بكبار قادته العسكريين، كان نتيجة قرارها تكريس مزيد من الموارد الاستخباراتية لاستهداف حزب الله بعد حرب سنة 2006، وكانت هذه لحظة فارقة للاستخبارات الإسرائيلية، فقد فشل جيش إسرائيل واستخباراتها في تأمين انتصار حاسم في حرب 2006 التي استمرت 34 يوماً، وانتهت باتفاق وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة، وهو ما سمح لحزب الله بالاستعداد للحرب المقبلة مع إسرائيل.

وبحسب الصحيفة، فقد أمضت إسرائيل السنوات اللاحقة في تعزيز ما كان يُعد فعلاً إحدى أفضل عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية فى العالم، وتم استثمار كثير من الجهود فى جهاز الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ["أمان"]، والتي تركزت في جمع معلومات حيوية عن قيادة حزب الله واستراتيجيته. ونتيجة لذلك، فإن الوحدة 8200 في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أسست أدوات سيبرانية متقدمة من أجل اعتراضٍ أفضلَ لهواتف حزب الله والاتصالات الأُخرى، وأنشأت فرقاً داخل الصفوف المقاتلة لضمان التمرير السريع للمعلومات القيّمة إلى الجنود والقوات الجوية. وبدأت إسرائيل عمليات تحليق مزيد من المسيّرات، واستخدام الأقمار الصناعية المتقدمة حول لبنان لتصوير معاقل حزب الله باستمرار، وتوثيق التغييرات البسيطة حتى في المباني التي ربما تكشف وجود أسلحة.

وتناول التقرير وسائل التعقب الإسرائيلية لحزب الله في السنوات الماضية، والتعاون المعلوماتي بين إسرائيل والولايات المتحدة، فعلى سبيل المثال؛ يصف التقرير كيف رصدت الوحدة 8200 قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، وبعد أن قررت إسرائيل عدم تصفيته، نقلت المعلومات إلى الأميركيين، الذين قاموا بتصفيته بعد ذلك بمساعدة طائرة من دون طيار بالقرب من بغداد.

وذكر التقرير أن حزب الله بات يترنح من ضربة تلو أُخرى بعد أن تم قطع رأس هيكله القيادي مع اغتيال عدد من كبار قادته، وتخريب اتصالاته في إثر تفجيرات أجهزة الاستدعاء واللاسلكي، فضلاً عن تدمير العديد من أسلحته في غارات جوية، لكنه في الوقت عينه، شدد على أنه من المستبعَد أن يستسلم حزب الله ويطلب السلام وفق شروط إسرائيل.