المناورة البرّية التي بدأت في الحدود يمكن أن تنتهي في بيروت
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

المؤلف
  • إن المناورة البرّية في لبنان مختلفة جوهرياً عن الضربات الجوية الكثيفة فيه؛ فبعكس القصف الجوي، حين تبدأ المناورة البرّية، تكون غير مرنة، فالقصف الجوي يمكن وقفه فوراً، وفي كل لحظة يمكن للطائرات أن تعود أدراجها إلى القواعد، وتبقى الأثمان منخفضة، أمّا في المناورة، فإن الالتزام أكبر، ويحتاج إلى وقت لاستكمال المهمات التي تم تحديدها. لذلك، فإن كان هدف المناورة البرّية تفكيك البنى تحت الأرض التي تم تجهيزها لاقتحام قوة الرضوان مستقبلاً، فهذا أمر يحتاج إلى وقت.
  • هذه المهمة لائقة، ومهمة. لكن المشكلة أن التجربة التاريخية تدل على أن العمليات البرّية في لبنان تتوسع أكثر من المخطط لتخن تتوسع أكثر من التخطيط  في كير بوسائل  في النظام العالميوة فترة انتخاات حساسيةالأولي بصورة لا تتماشى مع الأهداف، وهذا التوسع التكتيكي نابع من حقيقة أن الأرض جبلية، لذلك، فدائماً هناك منطقة تطل وتهدد قواتنا عن بُعد، وهو ما يستوجب السيطرة عليها. أمّا التوسع الاستراتيجي، فينبع من توسيع أهداف المناورة. والهدف الآن هو إحباط قدرة حزب الله على تنفيذ اقتحامات، ومعنى ذلك أن الحديث يدور بشأن القرى الموازية لخط التماس، وإذا تم توسيع أهداف المناورة لتشمل إحباط القدرة على إطلاق الصواريخ بصورة مباشرة، فإن الحديث سيدور بشأن حدود الحزام الأمني سابقاً. أمّا إذا تم توسيع الأهداف لتتمثل في إحباط القدرة على إطلاق الصواريخ والقذائف، فستتوسع المناورة حتى بيروت وأكثر.
  • يجب التعامل مع ما حدث أمس على أنه بداية حرب جديدة، لذلك، يجب التشديد على الأمور التالية: الآن، بصورة خاصة، وفي ذروة الاندفاع بعد النجاحات الكثيرة في الأيام الماضية، وعلى رأسها اغتيال حسن نصر الله، وتقريباً اغتيال هيئة أركان حزب الله، ونزع قدرات كبيرة، يجب بحث الوضع النهائي المرغوب فيه من طرف إسرائيل، وشروط انسحابنا من الميدان. يمكن أن يكون هذا غير شعبوي، لكنه الواقع لمنْع شعور تفويت الفرصة في المستقبل غير البعيد بسبب الأثمان الكبيرة التي يمكن أن ندفعها. هذا بالإضافة إلى أن الدبلوماسية ليست بديلاً للضغط العسكري، ويجب أن تجري بالموازاة من أجل استغلال الإنجازات الميدانية التي تم التوصل إليها وغيرها. ويجب تذكُّر أننا لم ننه الحدث بعد، ولا نزال في خضمه؛ فالعيون تتجه شرقاً لمراقبة التخبط الإيراني بشأن الرد على الضربات التي تلقّاها المحور برمته.
  • ولا يزال لدى حزب الله قدرات نيران كما أثبت صباح يوم الثلاثاء، ويجب التصرف بتواضع والأخذ بعين الاعتبار أنه بعد الصدمة يمكن أن يزيد إطلاق النار على الجبهة الداخلية بموازاة الإيرانيين. وهناك 4 سيناريوهات ممكنة للرد: 1- الصبر الاستراتيجي، والقرار بعدم القيام بأي شيء الآن. 2- رد واسع للمحور برمته والأذرع، من دون رد مباشر من الأراضي الإيرانية. 3- ضربة مباشرة من الأراضي الإيرانية. 4- ضربة شاملة ومستمرة ومباشرة من إيران والأذرع؛ حرب شاملة.
  • يجب الانتباه إلى عمليات الجيش في اليمن، فهي حليف مهم واستراتيجي، وذلك ليس بسبب ضرب الحوثيين فقط، بل أيضاً، وأساساً، لعاملَين مهمَين يمرران رسالة واضحة إلى إيران: المسافة التي يعرفون جيداً كيف يحسبونها، والأهداف التي تم اختيارها. إن الهجوم على اليمن كان موجَهاً إلى اقتصاد النفط التابع للحوثيين؛ إذ إن نحو 60% من القدرات الاقتصادية لإيران تعتمد على النفط والطاقة، وهذه الأصول يمكن إلحاق الضرر بها بشدة.

 

 

المزيد ضمن العدد