هدوء وهمي: عملياتنا العسكرية في الضفة الغربية تؤجل الخطر فقط، ولا تقضي عليه
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

 

  • تزداد قوة أعدائنا في الضفة الغربية، يوماً بعد يوم، وإذا لم نتحرك بحزم الآن، فسنجد أنفسنا في مواجهة واقع لا يُحتمل في المستقبل القريب.
  • خلال خدمتي العسكرية كمقاتل في لبنان وغزة، رأيت المشهد  الواضح لخط الحدود من ورائي، وأدركت أهمية العمل الصارم في هذه الأماكن. كذلك أدركت أن الهدوء المزعوم هو  أكبر عدو، وهذا الإدراك لم يفارقني حتى اليوم. الآن، تجد دولة إسرائيل نفسها في خضم حرب واسعة النطاق تمتد على 7 جبهات؛ غزة، ولبنان، وسورية، والعراق، واليمن، وإيران، وهي أجزاء من مخزون يهددنا، لكن في قلب هذه الأمور هناك جبهة الضفة الغربية. هذه الجبهة التي ننظر إليها بخطورة أقل، لا تختلف في جوهرها عن الجبهات الأُخرى.
  • الرد الوحيد في الضفة الغربية هو العودة إلى أيام الماضي حين كنا نتنقل بأمان في رام الله وأحيائها. ومن أجل ذلك، المطلوب اليوم عملية مستمرة وحاسمة وعميقة في قلب مناطق العدو، تؤدي إلى واقع مختلف في منطقة تغلي. الهدوء الوهمي الذي نراه شبيه جداً بما شهدناه على الحدود مع غزة ولبنان، والدرس التاريخي واضح، أيّ كبح للنفس سيسمح للعدو بزيادة قوته، وأيّ تردد سيؤدي إلى سفك دماء لا لزوم له.
  • المقصود ليست عملية تنتهي خلال أسابيع معدودة. إنه صراع طويل ومستمر، يتطلب منا أن نفهم أن النصر يتحقق بعملية عميقة ومستمرة من دون ضغط الوقت. لقد تعلمنا في الحزام الأمني في لبنان أن مَن لا يحتل الميدان يخسره. وهذا ينطبق اليوم على الضفة الغربية؛ فمن دون توغُّل دائم وعمليات صارمة في قلب المدن الفلسطينية، ومن دون سيطرة كاملة على الميدان ونزع سلاح كل "المخربين" وترسانة السلاح الهائلة لديهم، سنواصل القيام بعمليات عسكرية لا فائدة منها، تؤجل الخطر من دون أن تزيله. ويتطلب هذا الأمر قوات إضافية كبيرة من أجل ترسيخ السيطرة الأمنية على الضفة الغربية. ومن أجل هذه الغاية، يجب تجنيد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 40 و50 عاماً وما زالوا بكامل قدرتهم، ويمكنهم الالتحاق بسلاح الاحتياطيين والقتال دفاعاً عن الدولة.
  • تشكل الفرصة الحالية، إلى جانب التوجه القتالي الجديد لإسرائيل، لحظة نادرة. نحن نرى أن الجيش، بتوجيه من القيادة السياسية، ينجح مجدداً في ترسيخ الردع حيال غزة ولبنان، وربما إيران. لكن من أجل استمرار الردع وترسيخه، يجب العمل بالطريقة عينها في الضفة الغربية. ممنوع أن نسمح بقيام جبهة أُخرى من دون التصدي لها. وإلّا سنكون في مواجهة خطر لا يقل عن الخطر من لبنان، والذي شهدناه من غزة. لا يمكن قبول وجود "قيادة كتائب طولكرم"، التي تضم مئات "المخربين|" المستعدين لتلقّي الأمر. ولا تكفي الاغتيالات الجوية من أجل القضاء على الخطر.
  • تقف دولة إسرائيل اليوم في مواجهة جبهة واسعة النطاق، لكننا ندرك أن هذه المعركة ليست محدودة، بل هي صراع مستمر ومصيري. إصرار دولة إسرائيل والقوة اللذان تُظهرهما حالياً يجب أن يستمرا، ويتمددا إلى الضفة الغربية. من دون ذلك، لن نتمكن من ضمان أمن كل مواطني الدولة. يكمن الاختبار الحقيقي الآن في الجبهة التي تبدو الأهدأً أحياناً، لكنها تغلي من الداخل، وتهدد بالوصول إلى كل مراكز المدن في إسرائيل. يستطيع  "المخربون" خرق حدود الهدوء الوهمي في الضفة الغربية، ولا سمح الله، "ذبح" اليهود في  تل أبيب، وفي شوارع القدس.