الولايات المتحدة تنتقد الجيش الإسرائيلي بسبب اعتداءاته على قوات اليونيفيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

مؤخراً، انضمت الولايات المتحدة إلى الانتقادات الدولية المتزايدة لإسرائيل، بعد التقارير التي تحدثت عن ضرب الجيش الإسرائيلي جنوداً من قوات اليونيفيل ومراكز تابعة لها. وبعد أن أعرب عدد من الدول الأوروبية، بينها فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، عن الخشية من الخطر الذي يتعرض له جنود قوات اليونيفيل جرّاء عمليات الجيش الإسرائيلي في لبنان، وطرح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستين الموضوع في حديثين أجراهما في نهاية الأسبوع مع وزير الدفاع يوآف غالانت، معرباً عن "قلقه الشديد" .

 وجاء في بيان أصدره البنتاغون، فجر اليوم (الأحد)، أن أوستين أعرب عن قلقه بشأن التقارير التي تحدثت عن قتل الجيش الإسرائيلي جنديَّين من الجيش اللبناني في أثناء القتال في الجنوب اللبناني مؤخراً. وبحسب البيان، شدد أوستين أمام غالانت على الدفاع عن أمن اليونيفيل والجيش اللبناني، وعلى أهمية الانتقال من العمليات العسكرية إلى العمل الدبلوماسي في لبنان في أقرب وقت ممكن".

من المعلوم أن الولايات المتحدة تؤيد العملية البرية الإسرائيلية في الجنوب اللبناني، وهي تدعم سعي إسرائيل لإبعاد حزب الله عن الحدود. ومع ذلك، فإن الإدارة تشعر بالقلق حيال الهجوم على قوات حفظ السلام الدولية، وتتخوف من أن يؤدي ذلك إلى المسّ بعلاقاتها بعشرات الدول التي يشارك جنودها في هذه القوات. لقد أوضح أوستين لغالانت أن بلده تتعرض لانتقادات بسبب دعمها إسرائيل واتهامها بأنها تسمح لها بضرب جنود قوات اليونيفيل.

في الأسبوع الماضي، قال دبلوماسي أوروبي لـ"هآرتس" إن الهجوم على  قوات اليونيفيل هو "موضوع جدي للغاية"، بالنسبة إلى الدول الأوروبية، وأن عدداً من الدول توجّه إلى إسرائيل من خلال قنوات دبلوماسية لمطالبتها بتوضيحات. وقال دبلوماسي آخر مطّلع على الاتصالات للصحيفة، إن هناك انطباعاً بأن إسرائيل لا تتعامل بجدية مع الشكاوى المقدمة لها عبر القنوات الرسمية. وصرّح وزير الدفاع الإيطالي في يوم الخميس بأن إطلاق النار على قواعد القوة "مرفوض رفضاً مطلقاً"  ويتعارض مع القانون الدولي. أمّا  فرنسا التي لديها 700 جندي في قوات اليونيفيل، فقد أصدرت بياناً دانت فيه إسرائيل.

وكانت قوات اليونيفيل نشرت على صفحتها على موقع إكس أن دباية إسرائيلية أطلقت يوم الأربعاء النار على موقع لها في الناقورة، الأمر الذي أدى إلى إصابة عنصرين بجروح طفيفة. وجاء أيضاً أن الجيش أطلق النار على مواقع أُخرى للقوات الدولية في شتى أنحاء الجنوب، وأصاب عمداً كاميرات تُستخدم في جمع المعلومات الاستخباراتية. وجاء في البيان أن "الهجوم على قوات حفظ السلام يشكل انتهاكاً خطراً للقانون الدولي".

وكان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي عبّر أمام الإعلام الغربي عن أسفه بشأن الحادثة، وأن "الجيش يُجري فحصاً جذرياً، وعلى مستوى عالٍ، لتوضيح ما حدث". وادّعى الناطق بلسان الجيش أن حزب الله كان يحتفظ بسلاح وبنى تحتية على مقربة من قواعد اليونيفيل، وأن الجيش اتخذ كل الخطوات من أجل تقليص المسّ بالمدنيين، وبقوات حفظ السلام.