بالنسبة إلى بن غفير، يمكن أن نحزم الحقائب منذ الآن والانتقال للعيش في غزة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • "من الواضح أنه في نهاية الأمر، سيكون هناك مستوطنات في قطاع غزة". هذا ما قاله الوزير بتسلئيل سموتريتش في مؤتمر عُقد في الأمس بالقرب من الحدود مع القطاع، بمبادرة من حركة "نحالا"، تحت عنوان "الاستعدادات العملية من أجل الاستيطان في غزة". والمخيف أن تجربة الماضي تعلمنا أن مؤتمرات من هذا النوع تبدو وهمية وبعيدة المنال، ويمكن أن تتحول إلى واقع.
  • وأضاف سموتريتش: "أعتقد أن الأغلبية الساحقة من الجمهور في إسرائيل تدرك اليوم أننا إذا لم نبقَ في غزة، وإذا رحلنا عنها مجدداً، فإن غزة ستلاحقنا"، وتابع: "أنا مقتنع، وهذا يظهر في كل استطلاع للرأي، بأن هناك أغلبية وسط الجمهور اليهودي تدعم عودة الاستيطان في غوش قطيف". ليس واضحاً مَن هو الذي يعيش على كوكب آخر، سموتريتش وجماعته، أم الذين أدهشهم كلامه. رئيسة الحركة دانيالا فايس عرضت، بحماستها المعتادة، خريطة المستوطنات الجديدة، وقدمت معلومات حديثة للحاضرين، قائلةً "لقد دفعنا ثمن 40 مبنى نخطط لإقامتها في غزة"، وأعلنت أن "حضور 700 عائلة في المؤتمر ستكون رأس الحربة، ولن يبقى غزاوي في غزة. وما من ردّ سوى قتل كل عناصر "حماس"، وكل الذين يريدون أن يعيشوا حياة عادية، سنسمح لهم بالهجرة إلى دول العالم".
  • أقيم هذا الكرنفال قبالة كيبوتسَي بئيري وراعيم، وبحسب البرنامج الذي وُزع على الحاضرين، بعنوان "ألعاب ونشاطات"، "ورشات تأهيل للاستيطان في قطاع غزة. شارك فيه وزراء وأعضاء كنيست من الائتلاف. وعلى سبيل المثال، تعهدت ليمور سون هار ملك [حزب قوة يهودية] "ألّا تسكت" حتى يتحقق ذلك، بينما أوضح آخرون أن هذا الاستيطان لن يشكل مشكلة للجيش، بل العكس هو الصحيح، فالاستيطان سيسهل عمل الجيش، وسيحقق الأمن"، وفقاً لكلام بن غفير.
  • قبل عام وثلاثة أشهر، وخلال زيارة قام بها قائد لواء شمال "السامرة" العميد أريك مويال إلى منزل مئير تامير، الذي قُتل قبل أسبوعين، كان من الثابت أن الاستيطان لا يحقق الأمن، ولا يسهل عمل الجيش. يومها، صرخ الحاضرون "كان يتعين على جيش الشعب الدفاع عنا"، وسألت أرملة تامير الضابط: "ماذا ستفعلون كي لا يتكرر الأمر". بكلمات أُخرى، سموتريتش وبن غفير وسون هار ملك وسائر الأبطال الذين شاركوا في المؤتمر، والذين يواصلون تأييدهم لقانون التهرب من الخدمة الإلزامية في الجيش، لأن كراسيهم التي يجلسون عليها في القدس هي الغالية عليهم، وليس غزة، هم يدعون الجيش إلى تحمُّل أعباء هذه المهمة الجديدة، كي يتمكنوا من القيام بفريضة الاستيطان في البلد في غزة. وبحسب كلام سموتريتش، ماذا يوجد أهم من الـ700 عائلة التي ستنتقل، على حسابنا طبعاً، لإقامة البيت اليهودي الحار في خانيونس وجباليا والشجاعية.
  • وبعد كل هذا الكلام، من المهم أن نذكر ونتوسع فيما لم يذكره المؤتمر في غزة، ألا وهو مصير المخطوفين. قد يبدو أنه لا يوجد تعارُض بين الأمرين. نعم يوجد تعارُض، وهو كبير. إن الاتفاق هو الذي سيعيد المخطوفين، الأحياء منهم والأموات. وهذا الاتفاق، حتى لو حدث غداً، أو بعد غد، فهو اتفاق بشأن وقف إطلاق النار وخروج قواتنا من القطاع.  وهذا لن يسمح بدخول 40 وحدة سكنية اشترتها فايس إلى غزة.. لكن إذا كان هذا ما سيحدث، فسنكتشف، مع الأسف الشديد، أن صراخ تالي غوتليف [من حزب الليكود] وكلام نسيم فاتوري النابي [الليكود] وحماسة سون هار ملك [حزب قوة يهودية]، مع إنذارات سموتريتش وبن غفير، أقوى كثيراً من الكلام الذي يدمي القلب، والذي قاله والد المخطوف في غزة نمرود كوهين الذي مُنع من دخول المؤتمر، عندما صرخ: "أنا يهودا كوهين والد مخطوف في غزة، لست مستعداً لأن تبنوا منزلاً فوق قبر ابني الحيّ لأن بنيامين نتنياهو يفضّل خدامه".