بلينكن في إسرائيل للبحث في مقترحات جديدة بشأن اتفاق في غزة ولبنان وهوكشتاين في لبنان يبحث في أفكار جديدة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

وصل وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، هذا الصباح، في محاولة لاستئناف المفاوضات بشأن صفقة تحرير المخطوفين وإنهاء الحرب في قطاع غزة. كما سيسعى لإقناع المسؤولين الإسرائيليين بأن يكون الرد الإسرائيلي على الهجوم بالصواريخ الباليستية الإيرانية معتدلاً. وفي تقدير الإدارة الأميركية، أن حظوظ بلينكن في إحياء الاتصالات من أجل تحرير المخطوفين، والمجمدة منذ تموز/يوليو، ضئيلة نسبياً، على الرغم من مقتل زعيم "حماس" يحيى السنوار على يد الجيش الإسرائيلي في الأسبوع الماضي.

وسيلتقي بلينكن رئيس الحكومة ورئيس الدولة، بعدها سينتقل إلى دول أُخرى في الشرق الأوسط، بينها الوسيطتان الأساسيتان في الاتصالات مع "حماس" مصر وقطر. وكان رئيس الشاباك رونين بار عرض على الوزراء في "الكابينيت" احتمالات مختلفة لخطوات بناء للثقة، يمكن أن تسمح بتقدم المفاوضات بشأن صفقة الأسرى، والتي سبق أن بحثها مع وزير الاستخبارات المصري.

ومن المتوقع أن يبحث بلينكن الوضع في شمال غزة، وأن ينقل التخوف الأميركي من إجلاء مئات الآلاف من الفلسطينيين الموجودين هناك إلى جنوبي محور نتساريم، وهي خطة تلقى معارضة شديدة من الولايات المتحدة، ومن الدول الأوروبية.

وتأتي زيارة بلينكن بعد يوم واحد من زيارة الموفد الأميركي الخاص إلى لبنان عاموس هوكشتاين الذي يحاول إحداث "اختراقة" في الاتصالات الجارية من أجل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في الشمال.

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى لـ"هآرتس"، إن الهدف من زيارة هوكشتاين إلى لبنان البحث في أفكار جديدة لوقف إطلاق النار في الشمال، استناداً إلى وثيقة أرسلتها إسرائيل إلى الإدارة الأميركية في الأسبوع الماضي، والتي تحدث عنها الصحافي باراك رابيد، وهي تتضمن مطالبة إسرائيل بالتشدد في تطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، والذي أدى إلى وقف الحرب في تموز/يوليو 2006. وتطالب إسرائيل أيضاً بحُرية العمل العسكري في لبنان واستخدام الوسائل الهجومية الجوية لمنع تهريب السلاح إلى حزب الله.  وقال هوكشتاين خلال الزيارة إن القرار 1701 وحده غير كافٍ من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، لكنه لم يعبّر علناً عن تأييده للمطلب الإسرائيلي الذي، على الأرجح، سيصطدم برفض من جانب حزب الله.

والتقديرات أنه إذا جرى التوصل إلى وقف النار في غزة، فسيكون من السهل أكثر التوصل إلى حل في لبنان. الأمر الأساسي بالنسبة إلى الإدارة الأميركية إقناع نتنياهو من جهة، وقيادة "حماس" من جهة ثانية، بالتوصل إلى اتفاقات لوقف الحرب وتحرير المخطوفين. حالياً، وبعد مقتل السنوار، من غير الواضح مَن هي الجهة في "حماس" التي لديها صلاحية اتخاذ قرار بشأن التوصل إلى اتفاق.

في غضون ذلك، تتابع الولايات المتحدة التحضيرات في إسرائيل للهجوم على إيران عن كثب، وتشعر بالقلق حيال استهداف مواقع النفط والمواقع النووية في إيران، الأمر الذي سيدفع الجمهورية الإسلامية إلى الرد بمهاجمة مواقع إنتاج النفط في دول الخليج، الأمر الذي سيؤدي إلى أزمة طاقة، وإلى ارتفاع الأسعار، وذلك قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية الأميركية.