هل ينتظر نتنياهو ترامب؟ فرص التوصل إلى صفقة بعد الانقلاب التاريخي في الولايات المتحدة، وبعد إقالة غالانت
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • قبل ساعات قليلة من فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، أقال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزير الدفاع يوآف غالانت، ومن بين الأسئلة المهمة، هل هذه التغييرات ستُبعد، أو ستقرّب صفقة تبادُل المخطوفين.
  • من وراء الكواليس، تزداد قناعة المسؤولين عن الاتصالات المتعلقة بالصفقة بأنه من دون إنهاء الحرب في غزة الآن، لن تُعقد صفقة، لا كبيرة، ولا صغيرة، ولا صفقة على مراحل، أو أيّ صفقة أُخرى. ببساطة، لن يجري التوصل إلى صفقة. وثمة شك كبير في أن يوافق نتنياهو على وقف الحرب الآن، لأنه بذلك، سيخاطر بسقوط حكومته على يد إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
  • من المؤكد أن حكومة نتنياهو حظيت بدعم كبير بعد انضمام جدعون ساعر إلى الحكومة مع 4 أعضاء [من حزب أمل جديد]، لكن من جهة ثانية، إذا هدد بن غفير وسموتريتش بإسقاط الحكومة، فإن نتنياهو لن يخاطر بالسير في الصفقة.
  • والخلاصة هي أنه إذا كان نتنياهو واثقاً 100% بأن الحكومة ستصمد مع صفقة مخطوفين، فقد يقرر السير في هذا الاتجاه. لكن ماذا سيحدث حينها؟ يمكن أن يضم الصفقة كجزء من صفقة تطبيع العلاقات مع السعودية التي يريد ترامب الدفع بها قدماً. بالنسبة إلى نتنياهو، من الأفضل الذهاب إلى خطوة تاريخية تتضمن صفقة المخطوفين، ويمكن أن تكون مقبوله من وزراء اليمين، إذا حصلت إسرائيل في مقابلها على جائزة كبيرة، هي التطبيع مع السعودية.
  • بعد فوز ترامب، وخسارة الرئيس بايدن أدوات الضغط على نتنياهو، من الممكن أن يفكر في الانتقام من رئيس الحكومة من خلال فرض حظر على السلاح. لكن لا يبدو أن بايدن "الرئيس الصهيوني الأخير" يريد أن يكون هذا إرثه. بالإضافة إلى ذلك، يدرك بايدن أنه حتى لو فرض حظراً، ففي إمكان ترامب أن يلغيه يوم دخوله إلى البيت الأبيض. من هنا، تبدو فرص الحظر ليست كبيرة. والأكثر منطقيةً هو أنه إذا أراد بايدن الانتقام من نتنياهو، فسيكون ذلك في مجلس الأمن، ومن خلال عدم استخدام الفيتو ضد قرارات لا تلائم إسرائيل، تماماً مثلما فعل الرئيس باراك أوباما في كانون الأول/ديسمبر 2016.
  • لكن هناك سيناريو آخر يمكن أن يظهر، إذا قرر نتنياهو السير نحو صفقة في الشهرين ونصف الشهر المتبقية حتى تنصيب ترامب. إذا أعطى بايدن نتنياهو الضوء الأخضر لمهاجمة المنشآت النووية والنفطية الإيرانية، يمكن أن يقبل نتنياهو عقد صفقة مخطوفين تتضمن وقفاً للحرب على غزة، وهذا يصبح مرجّحاً أكثر، إذا وافق بايدن على مشاركة الأميركيين في مثل هذه العملية.
  • هذا الخيار سيكون الأقصى بالنسبة إلى نتنياهو. تقوم الولايات المتحدة وإسرائيل بتدمير المنشآت النووية، بعدها يُظهر نتنياهو مرونة إزاء وقف الحرب في غزة، وفي لبنان. وبعد تحييد "رأس الأخطبوط"، ستتراجع أهمية أذرعه التي أصابها الضعف، والتي من الصعب أن تتعافى من جديد. لكن في جميع الأحوال، يُطرح هنا سؤال آخر: هل يفضل نتنياهو الانتظار حتى 20 كانون الثاني/يناير لكي يقدم لترامب كل هذه الإنجازات؟
  • مما لا شك فيه أن هذا الموضوع بُحث في الحديث الذي دار بين ترامب ونتنياهو، والذي وصفه الرئيس الأميركي "بالحديث الجيد جداً". بحث الاثنان في السيناريوهات المتعلقة بإيران، والحرب في لبنان، والمخطوفين، وغزة، والكل مرتبط بما يريده ترامب. من جهة أُخرى، أعلن الرئيس المنتخب أنه يفضل انتهاء الحروب قبل دخوله إلى البيت الأبيض.
  • في المقابل، إن فرضية العمل هي أن ترامب يفضل أن يقوم هو بعملية التطبيع مع السعودية، وألاّ يحدث هذا في نهاية ولاية بايدن. بالنسبة إلى ترامب، يشكل اتفاق سلام بين السعودية وإسرائيل فرصة للحصول على جائزة نوبل للسلام ومحو الفضائح التي تحوم حوله. لكن إذا انتظر نتنياهو التطبيع مع السعودية من أجل المضيّ قدماً بصفقة مخطوفين، فإن هذا يعني الانتظار نصف عام آخر، ولا يملك المخطوفون مثل هذا الوقت، وخصوصاً أن الشتاء على الأبواب.
  • أيضاً تنطوي إقالة غالانت على أهمية كبيرة بشأن التوصل إلى صفقة مخطوفين. لقد شكّل وزير الدفاع المُقال القوة الأساسية التي ضغطت من أجل إنهاء الحرب في القطاع والتوصل إلى صفقة، وأيّد موقف المنظومة الأمنية القائل إن الجيش قادر على أن يتحمل، أمنياً، الانسحاب من محور فيلادلفيا، ومن معبر رفح. لقد قال مثل هذا الكلام أمام عائلات المخطوفين في اليوم الأخير من ولايته، ودعا إلى الاستمرار في الضغط على نتنياهو لأنه، بحسب كلامه، هو الوحيد القادر على "اتخاذ القرار".
  • من دون غالانت، أصبحت المنظومة الأمنية من دون سند سياسي تعتمد عليه، وثمة شك كبير في أن يتمكن كاتس من ملء هذا الفراغ. وتشعر عائلات المخطوفين بكثير من الغضب والإحباط حيال كاتس، وتتهمه بأنه حاول استغلالها خلال الحملات الدعائية في الخارج خلال تولّيه وزارة الخارجية، وأنه لم يستخدم ثقله من أجل التقدم في الصفقة. وتقول مصادر مطلعة إنه من المشكوك فيه كثيراً أن يكون كاتس قادراً على الضغط لوقف الحرب، وهم يعتقدون أنه سيقف إلى جانب نتنياهو.
  • الآن، المطلوب من كاتس أن يثبت قدرته. فعندما كان وزيراً للخارجية، كانت قضية المخطوفين قريبة جداً من قلبه من الناحية الدعائية، لكن الآن، كوزير للدفاع، فإن قدرته على التأثير أصبحت أكبر كثيراً، وهنا يُطرح السؤال: هل سيُظهر كاتس استقلاليته، ويضغط من أجل التوصل إلى صفقة؟ تقول مصادر مطّلعة إن كاتس، الذي يعقد اجتماعات دورية مع منسّق الأسرى والمفقودين غال هاريش، هو شخص ذو تجربة كبيرة، دقيق في عمله ومنظّم، وهذا سيساعد على الدفع بموضوع المخطوفين.

 

 

المزيد ضمن العدد

هارتس