حزب الله أعدّ كميناً لقوة غولاني
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- الحادث الذي وقع في الأمس وأدى إلى سقوط ستة مقاتلين من الكتيبة 51 في لواء غولاني، كان صعباً ومؤلماً. وعموماً، فإن واقع الحرب مؤلم وصعب، وفيه إخفاقات ونجاحات.
- وقع الحادث خلال مناورة كانت تقوم بها الفرقة 36 في عُمق منطقة حزب الله في الجنوب اللبناني. بدأت هذه العملية في بداية الأسبوع، ولها هدف مزدوج؛ أولاً، ضرب البنية التحتية لحزب الله في الجنوب اللبناني، وحرمانه القدرة على إطلاق الصواريخ، وخصوصاً الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى؛ والهدف الثاني زيادة الضغط على حزب الله، وعلى الحكومة اللبنانية التي تلعب حالياً لعبة مزدوجة.
- في الأيام الأخيرة للمناورة في العمق اللبناني، سجلت الفرقة 36 إنجازات كبيرة، فدمّرت منصات لإطلاق الصواريخ، وغرف عمليات، ومخازن أسلحة، وغيرها. وكانت مهمة الكتيبة 51 جزءاً من العملية، فتحركت قوة منها نحو مبنى، حينها، وقع الاشتباك الأول من مسافة قصيرة، بعدها أُطلقت نيران مضادة للدبابات على القوة من كمين نصبه "المخربون". استمرت المعركة وقتاً طويلاً، واستغرقت عملية إخلاء المصابين أكثر من ساعة، وجرى جزء منها تحت إطلاق نار كثيف.
- يصرّ لواء غولاني والكتيبة 51 على الاستمرار في القتال، ورفض ستة من سبعة جرحى الإخلاء إلى إسرائيل لتلقّي العلاج، وأصروا على مواصلة القتال. ويعتقدون في الجيش أنهم بحاجة إلى عدة أيام من أجل السيطرة على المنطقة وتطهيرها، حيث تقوم الفرقة 36 بمناورتها الآن.
- لكن السؤال الذي يتطلب إجابة عنه هو: ما هي الاستراتيجيا القتالية في ساحتَي لبنان وغزة؟ الآن، من المهم طرح الأمور على الطاولة والمطالبة بتوضيح ماهية خطة القتال. هل ما يحدث هنا نوع من زحف بطيء من دون تحديد التوجه، أو الهدف؟
- في حال عدم وجود تحديد واضح للأهداف، من الممكن تحقيق إنجازات تكتيكية محلية، لكن لن ننجح في إحداث تغيير في الواقع الاستراتيجي. ومن أجل تغيير الوضع الأمني، يتعين علينا إعداد وتقديم خطة سياسية، أساسها دخول الجيش اللبناني إلى الجنوب، وتحميل الدولة اللبنانية والجيش اللبناني فقط مسؤولية كل ما يحدث على الأرض.
- في المقابل، على إسرائيل تقديم البديل العسكري علناً. وعندما يحدث ذلك، من المعقول الافتراض أن إسرائيل ستتوصل إلى تسوية مع الحكومة اللبنانية، بدعم من المجتمع الدولي. وحتى حدوث ذلك، نوصي الجيش بزيادة العمليات في المنطقة من خلال إدخال فرق إضافية إلى جانب الفرقة 36، لأن تجميع هذه القوة العسكرية سيختصر زمن القتال.