يسرائيل كاتس على حق، الاستمرار في الحرب وتفكيك حزب الله وحده سيؤدي إلى الهدوء في الشمال
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- حدد مناحيم بيغن بصورة مجازية حرب لبنان الأولى [حرب 1982] عندما قال إنها "ستؤدي إلى الهدوء لمدة 40 عاماً"، وطبعاً لم يعرف البلد الهدوء، ليس لأن الهدف كان مستحيل التحقيق، إنما لأن العدو الأساسي آنذاك "فتح" كان أدنى من حيث قدراته العسكرية وأقل تسلحاً. والسبب في استمرار سفك الدماء في إسرائيل، وربما أكثر بعد هذه الحرب ("سلامة الجليل")، كان فشل ست فرق مزودة بأفضل الأسلحة الحديثة في مواجهة 15,000 "مخرب" مزودين بالكلاشينكوفات.
- ولم ينجح الجنرالان الإسرائيليان اللذان يُعتبران الأكثر تشدداً في تاريخ الجيش الإسرائيلي، أريئيل شارون (وزير الدفاع) ورفائيل إيتان (قائد هيئة الأركان)، في القضاء على هذا الجيش الضعيف، ووافقا على وقف القتال (تماماً كما فعل بعد 24 عاماً إيهود أولمرت ودان حالوتس في حرب لبنان الثانية).
- هذه الإخفاقات التي فاجأت الجمهور الإسرائيلي والعالم هي التي أحيت من جديد أمل العالم العربي في اختفاء إسرائيل. وبعد هرب إسرائيل من لبنان سنة 2000، والتخلي عن حلفائها الذين سفكوا دماءهم من أجلها، شبّه حسن نصر الله صمود سكان إسرائيل بـ "خيوط العنكبوت"، وكان مؤمناً بذلك في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وكان على حق؛ ففي بداية الحرب الحالية، دعاية "خيوط العنكبوت" هي التي أدت إلى فرار نحو 60,000 مواطن من مستوطنات الشمال.
- ويمكن اليوم القول من دون لجنة تحقيق رسمية إنه في يوم الكارثة الكبيرة، كان الجيش قريباً من وصف عقل نصر الله المبدع ("الجيش الأسطوري الذي تحول إلى جيش هوليودي"). والأوائل الذين هبوا إلى دحض هذه الصورة هم المواطنون والجنود الذين هبوا لإنقاذ حياة أشقائهم، وتولوا لاحقاً القيادة في الجيش، وغيروا بين ليلة وضحاها تدنّي الروح المعنوية وأثبتوا للقيادات العليا في الجيش وكذلك للمستوى السياسي المحرج والمهزوم أنه في الإمكان أن تجري الأمور بصورة مختلفة، وأن ننتصر.
- إن الإنجازات التي حققها هؤلاء هي في أساس تعافي القيادة السياسية والأمنية، وهو الذي أعطاها الثقة، وهذه الثقة هي في أساس الهجوم، الذي تأخر لمدة سنة، على لبنان. وعلى الرغم من الإنجازات غير القليلة، وخصوصاً اغتيال زعيم حزب الله، فإنها لم تحسم المعركة، ومن أجل المحافظة على بقائه، يبدو حزب الله مستعداً للبحث في وقف إطلاق النار، لكن ليس مستعداً للبحث في التخلي عن قدراته العسكرية.
- نحن الآن في نقطة حرجة: المضي قُدُماً نحو اتفاق، أو الاستمرار في الحرب حتى تفكيك حزب الله (ويل لمستقبلنا إذا كان الجيش غير مؤهل فعلاً لذلك). الأجواء في قيادة الجيش تميل كما قلنا نحو "اتفاق الآن"، وإذا حدث ذلك، فسيظل سكان الشمال متروكين، وجزء كبير من الجليل سيظل محتلاً كأمر واقع.
- لقد عرض وزير الدفاع الجديد يسرائيل كاتس رؤيته أمام رئيس هيئة الأركان وقائد المنطقة الشمالية وضباط القيادة: "لقد تكبد حزب الله ضربة قاسية. ومن أجل تحقيق النصر يجب الآن تحديداً الاستمرار في الضرب بقوة، وبهذه الطريقة فقط، سيعود سكان الشمال إلى منازلهم، ونحقق الهدوء في البلد 40 عاماً."