المحور الإيراني انهار، و"محور شرّ" آخر جديد وخطِر يتشكل ضد إسرائيل
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

– الموقع الإلكتروني
المؤلف
  • صحيح أن سيطرة الجهاديين المتطرفين على سورية ألحقت ضرراً كبيراً بـ"محور الشر" الإيراني في سورية ولبنان، لكن الآن، يولد "محور شر" آخر، أكثر خطورةً مما سبقه، مشكّل من الأتراك والجهاديين المتطرفين (ممن تخرجوا من القاعدة). وبكلمات أُخرى، يمكن أن نشتاق إلى "محور الشر" التابع لإيران وأذرعها.
  • يجب أن نتذكر أن الرئيس التركي صرّح قبل أسابيع معدودة بتصريحات حادة وعدائية جداً، حين قال إن إسرائيل ترتكب جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأضاف أنه يجب على العالم الإسلامي برمته أن يتّحد ضد إسرائيل. أردوغان هو الجهة المركزية التي تقف خلف التمرد الجهادي المتطرف ضد النظام السوري، وكان المسؤول عن تسليح هذا التنظيم، وطرفاً في خطة الهجوم على سورية. وأكثر من ذلك، فإن أردوغان سيكون حليفه، كتفاً بكتف، ضد إسرائيل. وهنا يُطرح السؤال الكبير: أين كانت شعبة الاستخبارات العسكرية هذه المرة أيضاً؟ فالحديث يدور حول فشل استخباراتي مستمر على مدار أعوام طويلة.
  • يمكن أن يحدث أمر شبيه في الأردن أيضاً، حيث 92% من المجتمع سنّي...
  • إذاً، سيكون من الأفضل لنا ألّا نعيش في أوهام ونتجاهل المخاطر المتوقعة في المستقبل، بالنسبة إلى إسرائيل، ويمكن أن تكون أكثر خطورةً. وكعادتنا، يتحدث كثيرون منا عن تفكيك "محور الشر" الإيراني، ولا ينظرون إلى المستقبل. مرة أُخرى، نحن نشهد السيناريو المعروف منا جميعاً- أصوات الاحتفالات تقود نحو اللامبالاة وعدم ترميم الجيش لكي يصمد أمام التحديات المستقبلية كلها.

الواقع الجديد يتطلب إعادة بناء الجيش بشكل مختلف

  • إذا لم نستغل الوقت الآن، ونجهّز الجيش للحرب الإقليمية الكبرى الشاملة، بطريقة تسمح لإسرائيل بالدفاع والهجوم في عدة جبهات في الوقت نفسه، فيمكن أن نضيّع الفرصة. أتمنى ألّا يحدث هذا، لكن إسرائيل لا تملك أيّ خيار آخر سوى تجهيز جيشها للقادم، والرد على بروز مسارات تعرّض وجودها للخطر- بما معناه تجهيز الجيش للتطورات الخطِرة في الشرق الأوسط. من الممنوع أن نستمر في الاعتماد على المعجزات، مثلما حدث قبل أكثر من عام، عندما لم يهاجمنا حزب الله بالتزامن مع هجوم "حماس" يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
  • من الواضح والمعروف أن المستويين السياسي والعسكري قاما خلال السنوات العشرين الماضية بتقليص سلاح البرّ، من خلال تقليص آلاف الدبابات، وخفض كتائب المدفعية والألوية في سلاح المشاة بنسبة 50 %، وأوصلا سلاح البرّ في الجيش إلى ثلث الحجم الذي كان عليه قبل 20 عاماً.
  • في ظل هذا الوضع المتضعضع، كان على الجيش استنفاذ كامل قدراته، وشهدنا في حرب "السيوف الحديدية"، من دون شك، أنه لا يوجد وحدات لتبديل القوات التي تقاتل منذ أكثر من عام. لذلك، نرى أن كثيرين منهم مُستنزفون، جسدياً ونفسياً، ولا يتجندون لجيش الاحتياط. وأكثر من ذلك، فإن الجيش لا يستطيع إخضاع "حماس" الصغيرة، ولا حزب الله الأكبر، بسبب عدم وجود قوات كافية، وهو ما يمنع إسرائيل من البقاء في المناطق التي احتلتها، وبالتالي، هي لا تستطيع المناورة في العمق والقتال في عدة جبهات في الوقت نفسه. وجاء وقف إطلاق النار مع حزب الله بسبب عدم قدرة الجيش على إخضاع الحزب.
  • علينا فوراً زيادة حجم سلاح البر بشكل كبير، وخلق توازُن صحيح بين الطائرات والمركّبات الأُخرى، مثل الصواريخ، وشراء عشرات الآلاف من المسيّرات والمضادات وغيرها. وستسمح زيادة حجم سلاح البر وشراء أدوات قتالية جديدة للجيش بالحصول على قدرات دفاعية، وأيضاً هجومية، أفضل كثيراً مما لديه اليوم.
  • في ظل هذا الواقع، يمكن أن يتضاعف التهديد الوجودي لإسرائيل بسبب التغييرات الدراماتيكية في الشرق الأوسط. هذه التغييرات واضحة بسبب وجود جهات جهادية متطرفة على حدودنا مع سورية، وهذا قبل الحديث عن المشروع النووي الإيراني.
  • وفي الخلاصة، يجب على المستويين العسكري والسياسي أن يعودا إلى رشدهما وتجهيز الدولة والجيش للتحديات الصعبة المتوقعة لدولتنا.
 

المزيد ضمن العدد