الصدمة الإيرلندية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • قرار وزير الخارجية جدعون ساعر إغلاق السفارة في إيرلندا يشكل خطوة دبلوماسية صحيحة وحجر أساس مهماً لتحوّل السياسة الخارجية الإسرائيلية إلى سياسة هجومية واستباقية. صحيح أن الخطوة خارجة عن المألوف، ومخصصة لأوقات الطوارىء، لكن عدائية الحكم الحالي في إيرلندا بلغت حجماً غير مسبوق، ولا تسمح بالاستمرار في التعامل معه كأن الأمور عادية.
  • السلوك الإيرلندي حيال إسرائيل خرق في الفترة الأخيرة حدود المسموح به والمقبول والمطلوب في العلاقات بين دولتين. لقد سُجلت الذروة في التدهور الإيرلندي "المعادي للسامية" قبل أسبوع، عندما أعلنت وزارة الخارجية في دبلن طلب الدولة الانضمام إلى الإجراءات ضد إسرائيل في محكمة العدل في لاهاي التي تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية. ومَن يتعمق في القراءة، إلى جانب المثير للغضب، سيغضب بصورة مضاعفة: لقد طالب الإيرلنديون بتوسيع تعريف الإبادة الجماعية لتسهيل إدانة إسرائيل بالتهمة.
  • وفي الواقع، كشف هذا الطلب بشاعة الدافع الإيرلندي والنفاق في محاولة تحقيقه. ما الذي يزعج الإيرلنديين في التعريفات الموجودة للإبادة الجماعية التي خدمت الإنسانية منذ دخول المصطلح في القانون الدولي؟ يزعجهم أن إسرائيل التي تقاتل دفاعاً عن حياتها لن تتم إدانتها، حتى لو كانت هيئة المحلفين منحازة ضدها. في دبلن، يعترفون أنه وفقاً للتعريفات الحالية، لم ترتكب إسرائيل إبادة جماعية، لكنهم حريصون على إعادتها إلى مقاعد الاتهام، وطالبوا بتغيير القواعد.
  • مات الخجل في إيرلندا منذ وقت طويل. مَن يتذكر أن إيرلندا كانت البلد الوحيد في العالم الذي أرسل زعماؤه إلى ألمانيا النازية رسالة تعزية بموت هتلر.
  • إن هوَس إيرلندا بالمضي قدماً في الافتراء على الدولة اليهودية لا يمكن أن يبقى من دون رد. يجب ألّا نسمح لهم بالبصق في وجوهنا، والدوس على سمعتنا الطيبة، واتخاذ خطوات تؤذينا بشدة. مضى الزمن الذي كان فيه اليهودي الضعيف يشهد بصمت على الإساءات المعادية للسامية، ويحني رأسه خضوعاً.
  • قبل 40 عاماً، عندما انتُخب في النمسا رئيس له ماضٍ نازي [هو كورت فالديهام (1918-2007)]، ردت إسرائيل بخفض مستوى العلاقات بين البلدين، وأصرّت على ذلك، ما دام هذا الشخص في هذا المنصب. فإذا كان هذا ردنا على ماضي رجل واحد، فإن العلاقة مع إيرلندا يجب أن تكون أكثر تشدداً. إن المناخ المعادي للسامية في إيرلندا ليس حصيلة سياسي واحد فقط، وليس محصوراً في الماضي، بل إن الحكومة الإيرلندية هي التي تؤججه وتحرض عليه، وتجاوزت حدود الانتقاد إلى العداء.
  • إن الانتقادات المعارِضة لإغلاق السفارة، والتي تقول إن إسرائيل تتخلى بذلك عن إمكان التأثير في إيرلندا، لا تصمد. تثبت التجربة النمساوية أن عدم خضوع إسرائيل يمكن أن يفيد. فالخطوة غير المسبوقة حيال النمسا دفعت هذه الدولة إلى الإدراك أن عليها صوغ علاقة أُخرى إزاء الدولة اليهودية. ومن غير المستبعد أن يجري هذا مع إيرلندا أيضاً. هذه الصدمة هي أداة للتأثير في دول صديقة جرى تسميمها بفيروس العداء للسامية.
  • في غضون ذلك، يتعين علينا العمل بدأب من أجل نشر الحقيقة عن إسرائيل في العالم، وحتى في إيرلندا. الواقع العالمي في القرن الحادي والعشرين يقدم كمية كبيرة من الوسائل، حتى من دون سفارات.

 

 

المزيد ضمن العدد