إسرائيل غير مستعدة لإنهاء الحرب
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • مشكلة الصفقة الجزئية. نأمل أن تؤدي المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار إلى اتفاق لتحرير المخطوفين، لكن يجب أن نعترف بالحقيقة المُرة، وهي أن صفقة جزئية ستحرر قسماً منهم فقط، لأن إسرائيل غير مستعدة لإنهاء الحرب. في إمكان نتنياهو أن يطلق كل المخطوفين إذا وافق على إنهاء الحرب التي حققت كل أهدافها، وبينها القضاء على قدرات "حماس". ومِن سخرية القَدَر أن الأمر لا يتعلق بتنازُل: فالمصلحة الإسرائيلية تقتضي إنهاء الحرب ودعوة المجتمع الدولي والعربي إلى إيجاد سلطة بديلة في غزة، من دون أن تكون لذلك علاقة بالمخطوفين. وحقيقة أنه في المقابل نستطيع أخيراً إعادة كل المخطوفين تشكّل مبرراً لوقف الحرب. ورجل الدولة الحقيقي كان من شأنه أن يطرح اتفاق سلام مع السعودية في مقابل دخول مفاوضات بشأن دولة فلسطينية منزوعة السلاح، لأنه بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، لدينا فرصة نادرة لنقترح قيام دولة غير قادرة على تعريضنا للخطر بموافقة العالم كله. لكن مع الأسف الشديد، فإنه حتى لو توصلنا إلى صفقة، فإنها ستكون جزئية، وسيقدمون إلى الجمهور تمثيلية كاذبة بأننا "انتصرنا" في تحرير قسم من المخطوفين من دون وقف إطلاق النار.
  • الرد التلقائي. يبرز هذا النمط الأعوج في التفكير في قرار وزارة الخارجية إغلاق السفارة في إيرلندا بسبب تصريحات رئيس الحكومة الإيرلندية المعادية لإسرائيل، والذي وصفه وزير الخارجية جدعون ساعر، بلغة دبلوماسية راقية، بـ"كذاب معادٍ للسامية"، وكان في الإمكان مواجهة إدعاءات إيرلندا وإحراجها، فعلى سبيل المثال؛ بعكس ادعاءاتها، فإن إسرائيل لم "تغزُ مصر"، لأن غزة لم تكن أبداً جزءاً رسمياً منها، لكن سياستنا الخارجية تذكّر بالمشاهير الذين يعاقبون منتقديهم بمنعهم من متابعتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. وبالإضافة إلى ذلك، فإن توجيه تهمة "معاداة السامية" إلى كل من يعارض سياسة إسرائيل سيؤدي إلى تآكُل هذه التهمة بحيث لا نستطيع استخدامها عند الحاجة.
  • هل يوجد بديل؟ عودة قوانين "الإصلاح القضائي" تتطلب من المعارضة والقوى العاقلة في الائتلاف محاربتها من جديد. لكنّ هناك أمراً يمكّن المعارضة أو أحد الأحزاب المشاركة فيها من أن تقترحه، والغريب أن هذا لم يحدث. فإذا كان هناك إجماع من كل المنظومة على ضرورة إجراء تعديلات معيّنة على النظام القضائي، فلماذا لا يتم اقتراح إصلاح بديل لا يُضعف هذا النظام، إنما يساهم في تعزيز العدالة وتنوُعها؟ إن تقديم إصلاح بديل هو موقف مفيد وأكثر ذكاء من التركيز فقط على معارضة قوانين ليفين.
  • عندما تاب بن غوريون. إن إصدار قانون يسمح بإعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية يقترب، وفي هذا الإطار، فإن النقاش العام عاد إلى فترة رئيس الحكومة الأول دافيد بن غوريون، الذي منح مئات الشبان من طلبة المدارس الدينية اليشيفوت الإعفاء الأصلي من الخدمة، وكان الاعتبار الأساسي الذي أخذه بن غوريون بعين الاعتبار، إلى جانب الحاجة إلى الائتلاف مع المتدينين والعمل على استقرار المجتمع تحت رئاسته، حقيقة دمار اليشيفوت في أوروبا بعد المحرقة، واعتقد بن غوريون أنه يمكن إعفاء المئات فقط من الذين يدرسون في البلد، لكن بعد مرور عشر سنوات فقط على قيام إسرائيل، كتب بن غوريون إلى الحاخام الأكبر يتسحاق هرتسوغ، جد الرئيس الإسرائيلي الحالي، رسالة يقول فيها إنه نادم: "عندما أعفيت شبان اليشيفوت من الخدمة في الجيش، كان عددهم قليلاً، وقالوا لي يومها إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي بقيت لطلبة التوراة... لكن لا شك في أنه مع مرور الزمن، تزايد عدد طلبة اليشيفوت، وبلغ الآلاف." لذلك قدّم اقتراحاً جديداً: "يمكن لطلبة اليشيفوت الذين يكرسون حياتهم لدراسة التوراة أن يقوموا بتدريبات أساسية لمدة 3 أشهر"، ويمكنهم أيضاً أن يخدموا في الاحتياط، وأوصى بتجنيد كل الآخَرين. وأضاف: "يجب أن نتذكر أنه لم يكن من المفترض أن تبقى إسرائيل تعيش حياة المنفى، كما أنني لم أجد في التوراة ولا في كلام الأنبياء وكتاباتهم أن تلامذة التوراة معفيون من الدفاع عن وطنهم."

 

 

المزيد ضمن العدد