كشف تقرير الفقر السنوي الصادر عن مؤسسة التأمين الوطني الإسرائيلية [مؤسسة الضمان الاجتماعي] أمس (الأربعاء) النقاب عن وجود نحو 1.98 مليون فقير يعيشون في إسرائيل، بينهم نحو 872,000 طفل و158,000 مسن، يصنَفون بأنهم تحت خط الفقر.
ووفق المعطيات الإسرائيلية الرسمية، فإن عدد سكان إسرائيل يبلغ نحو 9.7 مليون نسمة.
وأشار التقرير إلى أن خط الفقر لسنة 2023 التي يتناولها التقرير يبلغ 3324 شيكلاً [928 دولاراً]، ومَن يقلُّ دخله عن هذا المبلغ، فهو بحسب مؤشرات دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية "OECD" في حالة فقر. ووفقاً له، فإن خط الفقر للزوجين هو 6648 شيكلاً [1856 دولاراً]، وخط الفقر لزوجين لديهما 3 أطفال هو 12,465 شيكلاً [3480 دولاراً]. وأكد التقرير أن نسبة الفقر في إسرائيل لا تزال مرتفعة.
وذكر التقرير أنه بين سنتَي 2022 و2023، تبين أن نسبة الفقر لدى الأفراد ظلت بلا تغيير تقريباً، مع انخفاض طفيف من 20.8% إلى 20.7%، وبين الأُسَر، من 20.3% إلى 20.1%، وأوضح أنه لدى جميع الفئات السكانية تقريباً، جرى انخفاض في معدل الفقر، أو ظل مستقراً، ومع ذلك، فإن معدل فقر الأطفال مرتفع للغاية، وعلى الرغم من انخفاضه سنة 2023، فإنه لا يزال يبلغ 27.9%.
وأظهر التقرير بحسب قطاعات السكان أن نسبة الفقر مرتفعة بين اليهود الحريديم [المتشددون دينياً] والعرب، على الرغم من أنها انخفضت سنة 2023 بين هاتين المجموعتين مقارنة بسنة 2022.
كما أظهر التقرير أنه في سنة 2023، بلغت نسبة الأُسر غير القادرة على تغطية كل النفقات الشهرية 26.5%، بينما بلغت 30.5% سنة 2022.
وذكر التقرير أن سكان الشمال والجنوب والقدس هم الأكثر فقراً، إذ بلغت نسبة الفقر للأُسر في القدس نحو 36.2%، وفي الشمال 22.5%، وفي الجنوب 22.6%. وفي المقابل، فإن منطقة تل أبيب والمركز في وضع أفضل ونِسَب الفقر أقل من المتوسط.
وتجدر الإشارة إلى أن منظمة "لتيت" الإسرائيلية للمساعدات الإنسانية [منظمة غير حكومية] نشرت يوم الاثنين الماضي تقرير الفقر البديل السنوي الذي أشار إلى أن أكثر من رُبع السكان في إسرائيل يعيشون تحت خط الفقر، وسط اتساع رقعتهم خلال السنة الحالية مقارنة بسنة 2023.
ووفقاً لمؤشر الفقر لهذه المنظمة لسنة 2024، فإن هناك 678,200 أُسرة (22.3%) في إسرائيل تعيش تحت خط الفقر، بما يشمل 2.756 مليون شخص (28.7%)، بينهم 1.24 مليون طفل (39.6%).
ويعتمد هذا التقرير على تعريف للفقر مختلف عن تعريف مؤسسة التأمين الوطني، إذ يُعرَّف الفقر وفق المؤشر البديل بأنه حالة من الحرمان الكبير مقارنة بالحاجات الأساسية وأوضاع المعيشة الضرورية للوجود الأساسي.
ويشير التقرير إلى الحد الأدنى لتكاليف المعيشة، والذي يمثل "خط الفقر البديل"، إذ تبلغ تكاليف المعيشة الأساسية الشهرية للفرد في إسرائيل خلال سنة 2024 نحو 5355 شيكلاً، بينما تصل إلى 13,617 شيكلاُ لأسرة مكونة من شخصين بالغَين وطفل. ويعكس هذا زيادة في نسبة 5.5% و6.9% على التوالي مقارنة بالسنة الماضية.
ويشير التقرير إلى التأثيرات السلبية الكبيرة في الأطفال الذين ينتمون إلى أُسر تعتمد على المساعدات؛ إذ أظهرت البيانات أن التحصيل الدراسي لـ44.6% من هؤلاء الأطفال تأثر بصورة كبيرة أو إلى حد كبير جداً، مقارنة بـ14.1% فقط من الأطفال في عموم السكان. كما أفاد نحو 22.8% من الأُسر المدعومة بأن أحد أطفالها على الأقل ترك المدرسة، بينما أُجبر 18.9% من الأطفال على الانتقال إلى مدارس داخلية بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
وإلى جانب تقرير الفقر البديل هذا، فقد صدر يوم الاثنين أيضاً التقرير السنوي لجمعية "عيلم" لسنة 2024، والذي سلط الضوء على أوضاع الشباب المعرَضين للخطر. وقد أفاد التقرير بأن 45% من هؤلاء الشباب بلّغوا بشأن استخدامهم للكحول، بينما يعاني 35% منهم جرّاء ضغوط نفسية، و30% منهم لا يداومون بانتظام في المؤسسات التعليمية.
وأشار التقرير إلى أنه خلال السنة الماضية، تلقّى نظام الدعم عبر الإنترنت التابع لجمعية "عيلم" أكثر من 10,000 طلب مساعدة من الشباب، كما التقى طاقم الجمعية أكثر من 13,000 شاب وشابة في مختلف أنحاء البلد.