تنفيذ صفقة المخطوفين حتى النهاية هو الطريق الوحيد نحو التكفير عن الإخفاقات
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي

معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛  وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.

المؤلف
  • نبدأ من الموضوع الأساسي؛ هذا الاتفاق لتحرير الرهائن يجب أن يقَر، كما يجب التزامه بكل أثمانه، على الرغم من العذاب النفسي وصرير الأسنان اللذَين سيرافقان تنفيذه، وذلك لأن تحرير الرهائن هو واجب من الدرجة الأولى، ومن الأمور المهمة بالنسبة إلى إسرائيل ومواطنيها الذين جرى التخلي عنهم مرة تلو الأُخرى، وانتهاء المفاوضات هو فقط دليل على ذلك.
  • إن مغزى الاتفاق واضح: إسرائيل لم "تقضِ" على "حماس"، لأنها لم تكن قادرة على فعل ذلك أبداً. كما أن رفْضها استخدام الطريقة الوحيدة التي تحتوي على فرصة لإيجاد بديل للتنظيم "الإرهابي" في غزة، وإصرارها على استخدام القوة والمزيد من القوة لأسباب سياسية، والبقاء الشخصي، وقِصَر النظر الشديد، كلها أمور تؤكد هذه الحقيقة البسيطة. منذ أيار/مايو الماضي، وربما قبله، دفع أكثر من 100 جندي ثمن الطريقة التي اختارها رئيس الحكومة ووزراؤه والمنظومة الأمنية من حياتهم، كما دفع هذا الثمن عدد غير معروف من المخطوفين. لقد جرى إنهاك الجيش الإسرائيلي بمهمات لم يكن لها أي تأثير في شروط إنهاء الحرب، كما ضعفت مكانة إسرائيل الدولية بصورة كبيرة. كل هذا لم يغير الحقيقة الأساسية، وزاد من تأثير تعافي التنظيم "الإرهابي" الذي ستخرج قيادته المستقبلية من السجن، حتى لو طُردوا إلى شتى أنحاء الشرق الأوسط. ولا جدوى من التلويح بالإنجازات الحقيقية والمهمة للمنظومة في الشمال؛ العمليات الحاسمة، وعملية البيجر، وضرب المنظومة النارية لحزب الله، واغتيال نصر الله. وقد كان في الإمكان التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة في أيار/مايو الماضي.
  • وهناك سبيل واحد أمام المسؤولين عن إخفاق 7 تشرين الأول/أكتوبر للتكفير عن هذا الإخفاق، ألا وهو المضي حتى النهاية مع مبادرة بايدن/ ترامب من أجل تغيير وجه الشرق الأوسط بواسطة تحالف إقليمي يشكّل مركز ثقل مضاداً لأعداء إسرائيل، وداخلياً توجه إسرائيل نحو استكمال التحقيقات بشأن الحرب على الفور وتحميل المسؤولين عنها المسؤولية.
 

المزيد ضمن العدد