قال مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لمنصب وزير الخارجية ماركو روبيو إن الإدارة الأميركية المقبلة ستنهي نظام العقوبات الذي فرضته إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن العام الماضي على مستوطنين إسرائيليين عنيفين.
وجاءت أقوال روبيو هذه في سياق كلمة ألقاها أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي التي عقدت جلسة خاصة لتأكيد تعيينه الليلة قبل الماضية ركزت بصورة كبيرة على إسرائيل، وأكد فيها روبيو أيضاً أنه يؤيد إلغاء تأشيرات إقامة أي شخص في البلد يدعم حركة "حماس"، وأنه يدعم توسيع "اتفاقيات أبراهام" التي تم التوصل إليها في عهد ترامب، وأدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.
وقال روبيو بعد تأكيده أن إدارة ترامب ستلغي العقوبات التي فرضها الرئيس المنتهية ولايته على المستوطنين العنيفين: "أنا واثق من أن إدارة الرئيس ترامب ستظل ربما الإدارة الأكثر تأييداً لإسرائيل في التاريخ الأميركي."
ولم يحدد روبيو جدولاً زمنياً لإلغاء هذه العقوبات.
وكان الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن قد كشف النقاب عن العقوبات في الأول من شباط/فبراير 2024 بالتزامن مع تصاعُد الإحباط الأميركي بسبب فشل إسرائيل في وضع حد لعنف المستوطنين المتفشي الذي يستهدف الفلسطينيين في أنحاء يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. ومنذ ذلك الوقت، تم فرض عقوبات في 8 دفعات منفصلة، وانضمت مجموعة من الدول الغربية الأُخرى إلى الولايات المتحدة في فرض عقوبات كهذه.
في سياق متصل، رد روبيو بالإيجاب عندما سُئل عما إذا كانت إدارة ترامب ستوقف سياسة منح إعفاءات تسمح لمسؤولي السلطة الفلسطينية بعقد اجتماعات سياسية في واشنطن، وقال أيضاً إنه ينوي أن يكون حازماً للغاية في التأكد من ترحيل أنصار "حماس" من الولايات المتحدة. وأصبحت هذه القضية موضوعاً ساخناً في ضوء القيام بنشاطات مؤيدة للفلسطينيين، وخصوصاً في الجامعات الأميركية، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي تضمنت إظهار دعم علني لـ"حماس". وكان ترامب نفسه قد تعهد أيضاً بترحيل طلبة متورطين في نشاطات كهذه.
من ناحية أُخرى، فقد قال روبيو إنه متفائل بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيراً إلى أنه ليست لديه تفاصيل أكثر عنه، وأشاد بإدارة بايدن وفريق ترامب الانتقالي لعملهما جنباً إلى جنب على التوصل إلى هذا الاتفاق.
ودافع روبيو عن ممارسات إسرائيل في قطاع غزة، وأصرّ على أن الجيش الإسرائيلي لا يستهدف السكان المدنيين عمداً. وفي الوقت عينه، ندد بحركة "حماس" متهماً إياها بارتكاب فظائع في هجومها ضد إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي أشعل شرارة الحرب المستمرة منذ 15 شهراً في قطاع غزة.
وتطرّق روبيو إلى دعوى الإبادة الجماعية المستمرة ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بسبب الحرب في غزة، فقال: "أعتقد أنه إذا لم تتخل المحكمة الجنائية الدولية عن هذه القضية، فستجد أن صدقيتها على المستوى العالمي قد تضررت بشدة، وأنا أظن أن الولايات المتحدة يجب أن تشعر بقلق بالغ، لأنني أعتقد أن هذا اختبار تجريبي لتطبيقه على أفراد القوات المسلحة الأميركية والقادة الأميركيين في المستقبل."
وردّاً على سؤال بشأن إيران، أكد روبيو أنه لا يمكن السماح بحصول طهران على أسلحة نووية تحت أي وضع.
وطوال الجلسة، تحدّث روبيو بشأن ما سمّاه الفرص في الشرق الأوسط، بما في ذلك سقوط نظام الأسد في سورية وإضعاف حزب الله في لبنان وإيران، مشيراً إلى أن تطورات كهذه يمكن أن تفيد إسرائيل. وعندما سُئل في وقت ما عن "اتفاقيات إبراهام" التي أبرمها ترامب بين إسرائيل وبعض جيرانها العرب، قال إنه يأمل دفع السعودية نحو الانضمام إليها قريباً.
كما تعهّد روبيو بتعيين مبعوث خاص لوزارة الخارجية الأميركية لشؤون مراقبة ومكافحة معاداة السامية.