الشيطان يكمن في التفاصيل
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • ليس هناك ما يؤثر في الشعب الإسرائيلي ويوحّده أكثر من عودة المخطوفات  والمخطوفين إلى أحضان عائلاتهم، بعد 15 شهراً في أسر "حماس". هذا انتصار للروح الإسرائيلية وقيمة الإنسان على "القتَلة" من "حماس" الذين يقدسون الموت على حياة الإنسان، ومستعدون، ليس فقط "لقتل" 1200 إسرائيلي، بل" للتضحية بأبناء شعبهم" على مذبح حلمهم بالقضاء على إسرائيل.
  • مستقبلاً، سيؤدي تحرير الرهائن إلى إنهاء الحرب في غزة. وستروي  كتب التاريخ كيف انتهت هذه الحرب التي بدأها يحيى السنوار، "بتوكيل من إيران"، عندما أصبح محور "الشر" الذي تقوده طهران في أدنى نقطة تاريخية لم يشهدها من ذي قبل، وبعد الضربات التي تلقاها كلٌّ من "حماس" وحزب الله على يد إسرائيل. ومن سخرية القدر أن هذه الحرب التي كان هدفها منع توقيع اتفاق سلام بين السعودية وإسرائيل تنتهي، بينما أصبح الاتفاق قريباً أكثر من أيّ وقت آخر.
  • بعد هذا كله، من المهم التذكير بأنه على الرغم من الوعود بـ"النصر المطلق"، فإن "حماس" صمدت في هذه الحرب، وكذلك حزب الله،  على الرغم من تعرّضهما لضربات قوية، وهناك تخوف من أن يعملا على ترميم قوتيهما والعودة إلى أن يشكلا تهديداً لإسرائيل. والمقصود فشل المستويَين السياسي والعسكري في إسرائيل، بعد فشلهما في 7 أكتوبر في إدارة المعركة، وتضييعهما فرصة إلحاق الهزيمة بالعدو خلال شهور القتال الطويلة.
  • الرئيس ترامب هو الذي كان وراء التوصل إلى الصفقة، بعد أن توعد كل الأطراف المعنية بالأمر، ويبدو أنه كان جدياً، بفتح أبواب جهنم إذا لم تتحقق هذه الصفقة. وترامب لا ينام على أمجاده، وهو يتطلع إلى التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والسعودية، كخطوة أولى على الطريق نحو شرق أوسط جديد.
  • لكن الطريق من انتهاء الحرب في غزة إلى السلام في الشرق الأوسط مليئة بالعقبات والمحطات الموقتة التي يفضل ترامب تجاهُلها؛ على سبيل المثال، ماذا سيجري في لبنان وغزة في اليوم التالي للحرب؟  وماذا عن مصير المشروع النووي الإيراني. لا يكون التغلب على مثل هذه العقبات في منطقتنا بالإغراءات والوعود بالازدهار الاقتصادي، بل بواسطة التهديدات باستخدام القوة. سيدرك ترامب ذلك بعد فشل محاولاته بشأن الدفع قدماً في العقد الماضي بـ"صفقة القرن" من أجل حلّ النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.
  • قد يبدو أن ترامب يهدد، لكن في منطقتنا يعرفون جيداً القراءة ما بين السطور، ويبدو أن رسالته ورسالة نائبه ووزير دفاعه بيت هيغست واضحة. كل هؤلاء يحضنون إسرائيل بحرارة، لكن في الوقت عينه، يرسلون رسالة واضحة بأن الولايات المتحدة لن  تتورط في حروب في الشرق الأوسط. وهذا يعني أن إدارة ترامب لا ترغب في العمل العسكري، وهي غير مهتمة به ، لا في سورية، ولا في اليمن، ولا في إيران أيضاً.
  • وما فهمه حزب الله في لبنان، ستفهمه "حماس" في غزة الآن، وسيفهمه الإيرانيون لاحقاً، ترامب يهدد، لكنه لا ينوي التحرك، بل إن توجُّهه هو نحو اتفاقات وترتيبات، وعلى رأسها الاتفاق مع إيران بشأن كل ما له علاقة بمشروعها النووي. لذلك، فإن الخلاصة المطلوبة هي خفض الرأس وانتظار  مرور الغضب.
  • "حماس" لن تخرق وقف إطلاق النار في غزة مستقبلاً، بل ستعمل فقط على ترميم قوتها العسكرية والعودة إلى السيطرة على السكان. وفي لبنان، يعمل حزب الله على الاحتفاظ بسلاحه، والدليل على ذلك أن الجيش اللبناني لم يعترض أيّ صاروخ، حتى الآن، لا في جنوب الليطاني، ولا في شماله.
  • الصفقة في غزة هي ورقة مهمة في بيت الورق الأميركي الذي يريد بناء شرق أوسط جديد، لكن ثمة شك في أن بيت الورق هذا سيصمد في وجه أول هبّة ريح، وخصوصاً أنه من الواضح لكل الذين في واشنطن عدم وجود رغبة في استخدام القوة من أجل الدفع بخططهم في المنطقة في المستقبل.
  • من الأجدى لإسرائيل أن تستعد للوضع الجديد، وبصورة خاصة أن تتعلم من فشلها في إخضاع "حماس" وحزب الله طوال الـ 15 شهراً الأخيرة، وأن تستوعب قواعد اللعبة التي يفرضها الأميركيون، وأن تجد طريقة تجمع ما بين الخطوات العسكرية والسياسية التي تسمح لها بمنع عودة التهديد من غزة، ومن الحدود اللبنانية.