أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هليفي، أمس (الثلاثاء)، أنه سينهي مهمات منصبه يوم 6 آذار/مارس المقبل.
وأوضح هليفي في رسالة وجّهها إلى وزير الدفاع يسرائيل كاتس، وإلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو: "اتخذت قراري، استناداً إلى مسؤوليتي عن إخفاق الجيش يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وفي ظل الإنجازات التي حققها الجيش حالياً، وتنفيذ اتفاق إطلاق المخطوفين. وسأستغل الوقت المتبقي لاستكمال التحقيقات وتعزيز جاهزية الجيش للتحديات الأمنية. وسأعمل على تسليم القيادة لخلَفي بشكل شامل ومنهجي".
وأضاف هليفي: "لقد فشل الجيش الإسرائيلي، تحت قيادتي، في أداء مهماته المتمثلة في حماية مواطني إسرائيل. ولا تزال مسؤوليتي عن هذا الفشل الذريع ترافقني كل يوم، وكل ساعة، وستظل كذلك طوال حياتي".
كذلك، بلّغ قائد المنطقة العسكرية الجنوبية في الجيش الإسرائيلي اللواء يارون فينكلمان رئيس هيئة الأركان العامة قراره بشأن الاستقالة من منصبه.
وكان وزير الدفاع يسرائيل كاتس وضع في كانون الأول/ديسمبر الماضي مهلة نهائية لهليفي لاستكمال تحقيقات الجيش في أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر، وهدد بعدم المصادقة على تعيين ضباط كبار حتى تقديم النتائج. وأكد ديوان وزير الدفاع أن الوزير وجّه رئيس هيئة الأركان العامة إلى استكمال التحقيقات بحلول نهاية كانون الثاني/يناير الجاري وتقديم جميع النتائج المكتملة.
وبدأت التحقيقات العملياتية في آذار/مارس 2024، بالتزامن مع مواجهات عسكرية مكثفة في 7 جبهات. ومؤخراً، أعلن الجيش أنه بصدد إنهاء التحقيقات النظامية، وسيتم عرض النتائج قريباً أمام القيادة السياسية والعائلات الثكلى والجمهور الإسرائيلي. ومع ذلك، أشار الجيش إلى أن حجم الأحداث وتعقيداتها قد يتركان بعض الجوانب غير مكتملة، وقد يتطلب ذلك مراجعات مستقبلية. وفي إطار التحقيقات، وجّه هليفي دعوة إلى قادة الجيش الذين شاركوا في العمليات العسكرية في محيط غزة للإسهام في تقديم شهاداتهم، واستخلاص الدروس اللازمة لتعزيز عملية التعلم وضمان شمولية التحقيق. وأكد أيضاً أن أيّ قائد يرغب في المساهمة في التحقيق يمكنه التواصل مع المسؤولين عن التحقيق لتحسين العملية.
بالإضافة إلى التحقيقات المتعلقة بالسابع من تشرين الأول/أكتوبر، تم تكليف ضباط كبار بالتحقيق في قضايا أوسع، بما في ذلك استعدادات الجيش الدفاعية، قبل هجوم حركة "حماس"، وأداء مختلف الأذرع العسكرية والاستخباراتية. وشدد هليفي على أهمية المحاسبة الشخصية.
وأعرب رئيس الحكومة نتنياهو عن شكره لهليفي على خدمته الطويلة وقيادته خلال الحرب، مؤكداً أن لقاءً سيجمعهما في الأيام المقبلة.
وأشاد وزير الدفاع كاتس بمساهمة هليفي في الجيش.
ووجّه وزير المال وعضو الكابينيت بتسلئيل سموتريتش انتقاداً لاذعاً إلى أداء هليفي خلال العمليات العسكرية ضد "حماس"، لكنه أقرّ بفضل هليفي على الجيش طوال سنوات خدمته. وكان سموتريتش دعا في وقت سابق من الأسبوع إلى إقالة هليفي على الفور، واتهمه بتبنّي نهج تقدمي يساري يمنع الجيش من تحقيق النصر الكامل، قائلاً: "لا يمكن هزيمة ’حماس’ من دون السيطرة على غزة".
ورحّب وزير الأمن القومي المستقيل إيتمار بن غفير باستقالة هليفي، وأضاف أنه يتوقع أن يتم تعيين رئيس أركان هجومي وقوي، يمكن من خلاله هزيمة "حماس".
من ناحيته، دعا رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر، مشيداً بمسؤولية هليفي وتحمُّله الكامل لتبعات تلك الأحداث.
وأوضح هرتسوغ، عبر منصة "إكس"، أن "المطلوب من هذه اللجنة استخلاص العبر، وتحقيق المساءلة، بما يؤدي إلى تعزيز الثقة بين الشعب والدولة".
في المقابل، وجّه قادة في المعارضة انتقادات حادة إلى نتنياهو، طالبين منه ومن حكومته الاستقالة.
وقال رئيس حزب "يوجد مستقبل" وزعيم المعارضة عضو الكنيست يائير لبيد، عبر منصة "إكس": "تحية لهليفي على استقالته". وأضاف: "الآن، حان الوقت لتحمُّل المسؤولية. يجب على رئيس الحكومة وأعضاء حكومته الكارثية بأكملها الاستقالة".
وقال رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان، عبر منصة "إكس": "بعد استقالة رئيس هيئة الأركان، أوجّه دعوة إلى رئيس الحكومة وأعضاء المجلس الوزاري المصغر ["الكابينيت"] لتحمُّل المسؤولية والعودة إلى منازلهم".
وكتب زعيم حزب "الديمقراطيين" المعارض يائير غولان، عبر منصة "إكس": "شكراً هرتسي. نتنياهو، الآن جاء دورك".
أمّا رئيس حزب "المعسكر الرسمي" عضو الكنيست بني غانتس، فطالب بتشكيل لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في إخفاقات 7 تشرين الأول/أكتوبر. وقال غانتس، عبر منصة "إكس": "إن رئيس هيئة الأركان يتحمل مسؤولية عسكرية عن كارثة 7 تشرين الأول/أكتوبر، لكنه أيضاً مسؤول عن التعافي الكبير الذي شهده الجيش الإسرائيلي". وأكد أن "على رئيس الحكومة والمستوى السياسي أن يتحملا مسؤولياتهما من خلال تشكيل لجنة تحقيق رسمية، مع العمل على قيادة إسرائيل نحو انتخابات تتيح تأليف حكومة جديدة تستعيد ثقة الجمهور".