عاد رئيس جهاز الموساد ديفيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن العام ["الشاباك"] رونين بار، الليلة الماضية، من زيارة سرية إلى القاهرة، حيث ناقشا المرحلة الثانية من صفقة تبادُل الأسرى.
وأكدت مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى أن المحادثات كانت مكثفة وحاسمة، وركزت على التحدي الرئيسي المتمثل في انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا. وأضافت أن المفاوضات مع المصريين تُعتبر حاسمة لتنظيم قضايا أمنية ورقابية، سواء في المحور نفسه، أو في معبر رفح. وشددت الجهات الأمنية على الأهمية الاستراتيجية لهذه الخطوة، التي تمثل مرحلة حاسمة في تنفيذ الصفقة.
من جهة أُخرى، أكد الناطق بلسان وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن المرحلة الثانية من الصفقة ستتم، مثلما تم الاتفاق عليها، وستشهد تسهيلات في حركة سكان غزة من جنوب القطاع إلى شماله. وأضاف الأنصاري خلال مؤتمر صحافي في الدوحة، أمس (الثلاثاء)، أن فرق التفاوض تعمل حالياً على مراجعة كافة التفاصيل المتعلقة بتبادُل الأسرى، وتحرص على ضمان التواصل بين الأطراف وتبادُل القوائم النهائية.
يُذكر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أكد في اجتماع "الكابينيت" الذي صادق على الصفقة، أن الرئيسين الأميركيَّين جو بايدن ودونالد ترامب قدّما ضمانات بشأن عودة إسرائيل إلى القتال، بدعم أميركي، في حال فشل المرحلة الثانية من المفاوضات ورفْض "حماس" المطالب الأمنية الإسرائيلية.
وعقب الإعلان بشأن تنفيذ الصفقة، أعلن وزير يهود الشتات، عميحاي شيكلي، أنه سيستقيل من منصبه، إذا ما انسحب الجيش الإسرائيلي من محور فيلادلفيا. في المقابل، صرّح نتنياهو بأنه لن يتراجع عن السيطرة على المحور، وسيواصل القتال بعد المرحلة الأولى من الصفقة.
وقال نتنياهو في بيان صادر عنه: "سنحافظ على محور فيلادلفيا والمنطقة الأمنية العازلة. لن نخفّض عديد قواتنا هناك، بل سنزيده قليلاً، خلافاً لما يُشاع. لقد التزمنا في الاتفاق أن تحتفظ إسرائيل بسيطرة كاملة على محور فيلادلفيا والمنطقة العازلة المحيطة بقطاع غزة".
وأكد مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، قبيل توقيع الاتفاق، أن نتنياهو رفض بشدة مطلب "حماس" بشأن تغيير انتشار قوات الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا.