مَن هو المنتصر فعلاً؟
المصدر
القناة 7 "عروتس شيفع"

شبكة اعلامية إسرائيلية تملكها يشيفا بيت –إيل مدرسة يهودية دينية تعنى بتعليم الشريعة اليهودية. ووتملك الشبكة موقعاً إخبارياً يصدر بثلاث لغات: العبرية والإنكليزية والروسية، يمكن الاشتراك فيه مجاناً، وما يشنره الموقع يعبر اجمالاً تعبر عن وجهة نظر الأحزاب الدينية وجمهور المتدينين من المستوطنين.

  • المنتصر في الحرب هو الطرف الذي نجح في تحقيق الأهداف التي وضعها، وهزم العدو. وفيما يتعلق بحرب "السيوف الحديدية"، أو "حرب النهضة"، حسبما سمّاها رئيس الحكومة، فإنها لم تكن حرباً بادرت إليها دولة إسرائيل، بل انجرّت إليها رغماً عن إرادتها،  بينما كانت في وضع صعب ومؤلم، تنزف دماً جرّاء هجوم مفاجىء وساحق، ووضعت لهذه الحرب 4 أهداف طموحة:

أ-تدمير "حماس" كقوة عسكرية في القطاع؛

ب-إطاحة سلطة "حماس" (الكيان المدني)؛

ج- ضمان عدم تعرُّض دولة إسرائيل للخطر من أراضي القطاع؛

د- إعادة كل المخطوفين (الذين كان عددهم 251).

  • وبتدقيق بسيط، يمكن أن نرى أن أياً من هذه الأهداف المذكورة أعلاه لم يتحقق.
  • بالنسبة إلى الهدف الأول؛ على الرغم من الإنجازات الكبيرة للجيش الإسرائيلي، والبطولة الكبيرة وغير المسبوقة في أصعب الظروف القتالية في العالم، مع الأسف، فإن آلافاً كثيرة من "مخربي حماس" لا تزال في القطاع، وهؤلاء يعيدون تنظيم صفوفهم من جديد ضمن وحدات قتالية، وينفّذون هجمات قاتلة ضد قواتنا. وتثبت إجراءات  تحرير الأسرى وجود تنسيق فيما بينها، وأنهم ما زالوا تنظيماً عسكرياً، على الرغم من الضربة القاسية التي تعرّضوا لها.
  • بالنسبة إلى الهدف الثاني؛ فإن سلطة "حماس" لم تنهَر، ولا تزال تسيطر على مئات الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية التي تتدفق يومياً إلى القطاع، ورجال الشرطة التابعون لها هم الذين ينظّمون السير على تقاطعات القطاع. من جهة أُخرى، لا يوجد أيّ طرف مستعد لتحمُّل المسؤولية، خوفاً من "حماس"، الأمر الذي يدل على أنها هي الجهة المسيطِرة.
  • فيما يتعلق بالهدف الثالث، فإنه لم يتحقق، ليس فقط بسبب إطلاق القذائف من قطاع غزة في اتجاه مستوطنات الغلاف من حين إلى آخر، بل أيضاً بسبب الحقيقة البسيطة ومفادها أن عدداً كبيراً من النازحين لا يشعر بالأمان من أجل العودة مجدداً إلى المنازل والحياة العادية.
  • أمّا بالنسبة إلى الهدف الرابع، فقد تحقق جزئياً فقط، وما زال هناك 90 مخطوفاً ومخطوفة في يد "المخربين" في غزة.
  • الآن، لنفحص الطرف الثاني في الحرب، لو كنا قادة "حماس" الذين صاغوا أهداف الحرب، فستكون هذه الأهداف:

أ-"قتل" أكبر عدد ممكن من اليهود؛

ب-احتلال موقت لمستوطنات يهودية؛

ج- خطف عدد كبير من اليهود من أجل إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الأسرى الفلسطينيين؛

د- نشر الذعر و"الإرهاب" في مستوطنات الغلاف. والقيام بهذا كله من دون خسارة أراضٍ سيادية.

  • إذا دقّقنا فيما ذكرناه سابقاً، فنجد أن "حماس"، حتى الآن، حققت أهدافها كلها. لقد استطاعت أن "تقتل" 1697 يهودياً في يوم واحد، وتتسبب بإصابة أكثر من 19 ألفاً، واحتلت ودمّرت مستوطنات يهودية طوال ساعات، وفرضت ( ولا تزال) الخوف و"الإرهاب" على مستوطنات الغلاف.
  • لقد خطفت "حماس" 251 يهودياً، وهي "تتاجر" بهم من أجل تحرير مئات "المخربين"، بينهم أسرى لديهم أحكام بالسجن المؤبد. يجري هذا كله من دون أن تخسر "حماس" أراضيَ كبيرة بصورة تؤذيها، ومن دون نية لتوطين يهود في المنطقة.
  • نستنتج من هذا كله أنه، مع الأسف، وعلى الرغم من الثمن الذي دفعته دولة إسرائيل حتى الآن، وعلى الرغم من الإنجازات الرائعة التي تحققت في ميدان المعركة، فإنها ليست الجانب المنتصر (ومن المؤكد أنها لم تحقّق النصر المطلق). صحيح أن صفقة المخطوفين السيئة تدفع قدماً بالتحقيق الجزئي للهدف الرابع، لكنها تبعدنا عن تحقيق أهداف الحرب.
  • إذا كنا متعلقين بالحياة ونريد الانتصار، فيجب علينا تجديد القتال بكل قوة من أجل تحقيق أهداف الحرب.
  • ملاحظة أخيرة، من دون وقف المساعدات الإنسانية، ومن دون تشجيع الهجرة، والسيطرة على أراضٍ بصورة كبيرة، من الصعب، بالنسبة إليّ، أن أرى كيف سننتصر ونحقق كل أهداف الحرب.