ذكر مصدر إسرائيلي رفيع المستوى في مقابلة أجرتها معه "يديعوت أحرونوت" أن اقتراح ترامب بشأن نقل أكثر من مليون فلسطيني من غزة إلى الدول المجاورة، هو "فكرة ممتازة"، وأضاف: "نحن في وضع معقّد جداً، إذ لم يتم إخضاع ذراع "حماس" العسكرية، ولا حتى ذراعها المدنية، لذا، فإن اقتراح ترامب إيجابي".
وأضاف: "كان هناك خوف في إسرائيل من الحديث عن فصل السكان عن الأرض، واستمر إلى أن تحدّث ترامب عن الموضوع". والانطباع في إسرائيل أن الأميركيين جدّيون بشأن هذا الموضوع، وأن المقصود ليس مجرد كلام من ترامب، الذي قال إنه تحدّث مع العاهل الأردني الملك عبد الله عن إمكان "نقل" أكثر من مليون غزّي من وسط الدمار في غزة إلى دول مجاورة.
كذلك، تحدّث الرئيس الأميركي، لاحقاً، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي أعلن في الأمس (الأربعاء) رفضه الفكرة. وقال السيسي: "إن طرد الشعب الفلسطيني وتهجيره عمل ظالم، والقاهرة لن تشارك فيه". وتابع: "لن نسمح بتهجير الفلسطينيين لِما لذلك من تأثير سيئ في الأمن القومي المصري. ولا يمكننا التنازل قط عن مبادئنا حيال القضية الفلسطينية". وأضاف أن القاهرة ستعمل مع ترامب على تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين على أساس حل الدولتين.
وتابع السيسي: "لقد حذّرت مصر منذ البداية من أن هدف هذه الحرب جعلُ الحياة في القطاع مستحيلة، لدفع الفلسطينيين إلى المغادرة. هناك حقوق تاريخية لا يمكن الالتفاف عليها. ويعتقد الرأي العام المصري والعربي أن الشعب الفلسطيني يعاني جرّاء ظلم تاريخي منذ 70 عاماً. ونحن نشدد على الحاجة إلى التطبيق الكامل لوقف إطلاق النار في غزة".
وعندما وصل كلام السيسي إلى ترامب، علّق عليه قائلاً: "أتمنى أن يستقبل السيسي قسماً منهم. نحن نساعد مصر كثيراً، وأنا واثق بأن السيسي سياعدنا، فهو صديق لنا".
وكشفت مراسلة صحيفة "معاريف" (29/1/2025)، نقلاً عن أطراف مطّلعة تربطها علاقة بإدارة ترامب، عن وجود اتصالات بين إدارة ترامب وبين إحدى الدول في المنطقة من أجل تشجيعها على استيعاب موقت لمواطنين من غزةـ في مقابل دعم اقتصادي أميركي.
وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يواصل استخدام الضغط على مصر والأردن من أجل استقبال لاجئين من القطاع، مع تلميحه إلى إمكان استخدام المساعدة الأميركية كأداة للضغط.