قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الولايات المتحدة ستنسحب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وستوقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).
وجاءت أقوال ترامب هذه في سياق مؤتمر صحافي مشترك عقده مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في إثر الاجتماع الذي عُقد بينهما في البيت الأبيض، بعد منتصف الليلة الماضية، وأكد فيها الرئيس الأميركي أيضاً أنه أجرى محادثات رائعة مع نتنياهو، مشيراً إلى أنهما بحثا في سبل ضمان القضاء على حركة "حماس". وأضاف أن قطاع غزة يجب أن يمر بمرحلة إعادة إعمار، وجدّد دعوته إلى هجرة [تهجير] الفلسطينيين من القطاع، معتبراً أن على الدول الثرية في منطقة الشرق الأوسط إقامة مناطق لاستيعابهم خارج غزة.
وتحدث الرئيس الأميركي أيضاً عن رؤيته لمستقبل قطاع غزة، مؤكداً أنه سيتم القيام بما يلزم لتطوير هذا المكان، وطرح السيطرة على غزة، وإخلاءها من الفلسطينيين، وتحويلها إلى منطقة استثمار توفر فرص عمل للجميع. وقال: "إن السبب الوحيد الذي قد يدفع الفلسطينيين إلى البقاء في غزة هو غياب البديل"، ودعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى فتح قلبيهما للفلسطينيين واستقبالهم وتوطينهم في أراضيهما، وقال "أشعر بأنهما سيقدمان لنا الأراضي التي نحتاج إليها للقيام بما نريد في غزة، على الرغم مما يقولانه".
وفيما يتعلق بالضفة الغربية، قال ترامب إن موقف إدارته بشأن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الضفة لا يزال في قيد الدراسة، مشيراً إلى أن القرار بهذا الشأن سيتم إعلانه خلال الأسابيع المقبلة.
من جانبه، أبدى نتنياهو تأييده لمقترح ترامب بشأن قطاع غزة، وقال: "يجب علينا أن ننصت له. هذه الرؤية قد تغيّر الشرق الأوسط".
وفيما يتعلق بالملف الإيراني، شدد نتنياهو على أن إسرائيل تسعى لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وأضاف أنه إذا كان الأمر ممكناً من خلال سياسة الضغوط القصوى التي ينتهجها ترامب، فليكن ذلك.
وسُئل نتنياهو عن التحقيق في الإخفاقات الإسرائيلية في مواجهة هجوم "حماس" يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، فقال إن التحقيق سيتم عندما يصبح في الإمكان إقامة لجنة تحقيق مستقلة وغير منحازة، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية غير مستعدة حالياً للقيام بهذه الخطوة.
وكان ترامب اعتبر في تصريحات سبقت اجتماعه بنتنياهو أنه لا بديل للفلسطينيين سوى مغادرة غزة، وقال للصحافيين في البيت الأبيض إن سكان القطاع سيؤيدون بشدة مغادرة غزة، وأعرب عن اعتقاده أنهم سيكونون سعداء للغاية بذلك. وقال: "لا أدري كيف يريدون البقاء. إذا ما تمكنا من العثور على قطعة الأرض المناسبة، أو قطع عديدة من الأرض، وبنينا عليها بعض المساكن الجميلة، وهناك كثير من المال في المنطقة بالتأكيد، أعتقد أن هذا سيكون أفضل كثيراً من العودة إلى غزة التي لم تشهد سوى عقود طويلة من الموت".
وعندما سأل أحد الصحافيين عن الأماكن المحتملة لمثل هذه المساكن، ردّ ترامب بأنها قد تكون في الأردن، أو مصر، أو أماكن أُخرى.
وردّاً على سؤال آخر عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستدفع ثمن مثل هذه الخطوة"، قال ترامب إن هناك كثيرين من الناس في المنطقة الذين سيفعلون ذلك، ولديهم كثير من المال، وذكر السعودية كمثال.
وعندما قيل له إن ذلك يُعتبر تهجيراً قسرياً للفلسطينيين، قال الرئيس الأميركي: "ليس لديهم بديل الآن. إنهم هناك لأنه ليس لديهم أيّ بديل". وأشار إلى أنه لا يدعم، بالضرورة، استيطان الإسرائيليين في قطاع غزة، بدلاً من الفلسطينيين.
هذا، وأعلنت حركة "حماس" في تصريحات صادرة عن قادتها رفضها لأقوال الرئيس الأميركي التي دعا فيها إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، معتبرةً أنها عنصرية، وتعكس غياب المعايير الأخلاقية والإنسانية.
ووصف عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، عزت الرشق، تصريحات ترامب بأنها محاولة مكشوفة لتصفية القضية الفلسطينية والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني.