الحكومة اللبنانية تتخوف من حرب أهلية، ولبنان بحاجة إلى خطة "مارشال"
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • وافق البرلمان اللبناني في 8 شباط/فبراير على الحكومة الجديدة التي تملك صلاحيات تطبيق القرار 1701، الصادر عن مجلس الأمن في سنة 2006. وتعهد رئيس الحكومة الجديد نواف سلام ورئيس الجمهورية فرض تطبيق القرار ببندَيه الأساسيَّين: انسحاب حزب الله إلى ما وراء الليطاني، ونزع السلاح الثقيل للحزب.
  • في سنة 2008، وبعد مواجهات أهلية قاسية[i]، فرضت الدول العربية والغربية على لبنان اتفاق خنوع لحزب الله وإيران. وبحسب القرارات التي اتُّخذت، يتعين على لبنان تأليف حكومات وفاق وطني، تشمل كل الأحزاب، وفيها ثلث معطل. وكان حزب الله مقتنعاً، فعلاً، بأنه سيكون قادراً على المشاركة في الحكومة، بمساعدة الأحزاب المتحالفة معه، وسيكون ثلث وزرائها معه. ومعنى هذا أن أيّ حكومة لا يمكنها مطالبة حزب الله بالتخلي عن سلاحه.
  • بالإضافة إلى سيطرته على الحكومةـ يملك حزب الله شبكة من المصارف التي تتاجر بالذهب والدولارات، وشبكة إعلام دولية، ويسيطر على معابر حدودية تُستخدم في أعمال تهريب كبيرة، فضلاً عن السيطرة على مرفأ بيروت والمطار الدولي. هكذا نشأت دولة حزب الله في داخل الدولة اللبنانية.
  • في الحرب الأخيرة في الشمال، تلقى حزب الله ضربتين قاسيتين: لقد خسر معظم قادته العسكريين والسياسيين، ومعظم سلاحه الثقيل. أمّا الضربة الثالثة، فكانت خسارة سورية والتواصل الجغرافي بين طهران وبيروت، مع سقوط نظام بشار الأسد في دمشق. منذ ذلك الحين، يحاول الحزب استعادة هذا التواصل الضروري من أجل وجوده.
  • لقد استغلت إدارة بايدن ضُعف حزب الله، بمساعدة سعودية، وفرضت انتخاب رئيس جديد للجمهورية، هو جوزف عون، الذي لا ينفّذ أوامر حزب الله. وفرض الرئيس ترامب على الحكومة اللبنانية الجديدة 4 تغييرات دراماتيكية. التغيير الأول، أن تتألف الحكومة من الاختصاصيين، وليس من السياسيين. والثاني، ألّا تكون حكومة وحدة وطنية. والثالث، ألّا تضم ممثلاً مباشراً لحزب الله، على الرغم من أن وزيرَي الصحة والعمل من المقربين من الحزب. الوزراء الثلاثة الباقون من الشيعة هم ممثلون لحركة "أمل" الشيعية، صديقة حزب الله ومنافِسته أيضاً. ومن أصل 24 وزيراً، لا يوجد ثلث معطل. ومعنى هذا الأمر أن في إمكان رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة إصدار أمر يفرض على حزب الله التخلي عن سلاحه، وتفكيك كل مؤسساته التي تشكل دولة في داخل الدولة. وإذا لم يحدث هذا الأمر، فإن انتصارنا العسكري سيذهب هباءً، ولن يتمكن 100 ألف نازح إسرائيلي من العودة الآمنة إلى منازلهم.
  • ما هي فرص الحكومة اللبنانية لكي تفعل ذلك؟ هناك أمور كثيرة مرتبطة برئيس الحكومة الإسرائيلية. ففي هذه اللحظة، وفي موازاة عودة المخطوفين، يتعيّن عليه حشد كل طاقاته من أجل قضية لبنان. تتخوف الحكومة اللبنانية من الدخول في مواجهة مع حزب الله تؤدي إلى حرب أهلية. يجب إقناع المجتمع الشيعي بتأييد القرار 1701. وبواسطة النفوذ الذي تملكه إسرائيل في واشنطن، يمكن إقناع إدارة ترامب بأن تؤيد مع السعودية "خطة مارشال" خاصة بلبنان، شرط نزع السلاح الثقيل لحزب الله والقيام بإصلاحات لمحاربة الفساد الحكومي. ومع التأييد الدولي والداخلي الكبير، ثمة احتمال لأن تطلب الحكومة اللبنانية من حزب الله أن يصبح حزباً عادياً. وبهذه الطريقة فقط، يمكن أن يتحقق "النصر المطلق" في الشمال.

 

 

[i]- المقصود المواجهات المسلحة التي اندلعت في 7 أيار/مايو 2008 بين عناصر مسلحة من حزب الله والقوى المتحالفة معه ضد الأحزاب اللبنانية المعارضة، على خلفية صدور قرارين عن مجلس الوزراء اللبناني بشأن مصادرة شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بحزب الله، وإقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد وفيق شقير، الأمر الذي اعتبرته المعارضة تجاوزاً للبيان الوزاري الذي يدعم المقاومة، وأدت الاشتباكات إلى مقتل 71 شخصاً [المترجمة].

 

المزيد ضمن العدد