في الشمال انتصرنا على حزب الله انتصاراً مطلقاً، والآن، يجب عودة سكان الشمال إلى منازلهم
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • في الأول من آذار/مارس، ستدخل خطة وزارة المال بشأن إعادة النازحين من سكان الشمال إلى منازلهم حيز التنفيذ. ومن دون الخوض في بنود الخطة ودرجات التعويض وغيرها، من الأجدى التطرّق، قبل كلّ شيء، إلى مسـألة أساسية تتعلق بالوضع الأمني في الشمال. إنه وضع جيد جداً. وهو أفضل كثيراً من الوضع الذي كان سائداً في "اليوم التالي لحرب لبنان الثانية"، ويفتح المجال أمام لبنان لكي يعود دولة مزدهرة، مثلما كان، ويتيح أمام إسرائيل احتمالات دبلوماسية جديدة. في الشمال، حققنا انتصاراً مطلقاً على حزب الله.
  • فبعد تمأسُس الحزب وتحوُّله إلى جيش حقيقي، هذه الحرب كسرته، وأصبحت قدرته على التعافي أقلّ كثيراً، كذلك، تضررت قدرته على التأقلم بشكل كبير. ويمكن مقارنته بـ"حماس" التي تلقت ضربة قاسية، لكنها تكيفت وتحولت من تنظيم عسكري إلى ميليشيات وخلايا "إرهابية". بينما يريد حزب الله إعادة بناء نفسه والعودة إلى الخطوط، مثلما فعل بعد حرب لبنان الثانية، لكن اليوم، يوجد الجيش الإسرائيلي على هذه الخطوط.
  • أيضاً في الساحة الداخلية اللبنانية، هُزم حزب الله بسبب أعمال إسرائيل. لقد كان مطار بيروت مطاراً لحزب الله، اليوم، يتظاهر أنصاره أمام المطار. كما أن أنصار الحزب الذين دخلوا إلى قرى معادية لهم، قام السكان بطردهم، ومشهد عرض القوة الذي أجراه الحزب خلال تشييع نصر الله، كان استعراضاً للهزيمة. لأن حزب الله العظيم، بقيادة نصر الله، لم يكن بحاجة إلى استعراضات من أيّ نوع كان، فالكلّ يعرف أنه قوي.
  • النقاط الخمس التي تتمركز فيها إسرائيل، الآن، في الجنوب اللبناني، هي في المناطق العالية والمُشرفة من أجل المراقبة. وكان قسم من هذه النقاط قواعد لحزب الله قبل عدة أشهر، واليوم، يتمركز فيها الجيش الإسرائيلي الذي أبعد فرقة الرضوان، وجمع السلاح، وترك حزب الله من دون قيادة، ومخترَقاً استخباراتياً. حتى خلال وقف إطلاق النار، تتحرك إسرائيل في لبنان، وحزب الله لا يفعل شيئاً لأنه يعلم بأنه هُزم. ولا أحد في المستويَين السياسي والعسكري كان يصدق أنه يمكن تحقيق مثل هذه الإنجازات. "لو قلت لي في بداية الحرب إن هذا ما سيجري لحزب الله، لكنت سأرسلك إلى المستشفى"، هذا ما قاله لي مصدر أمني.
  • في ضوء هذا الواقع، من الصعب فهم الأصوات التي تعارض عودة سكان الشمال إلى منازلهم، وخصوصاً رؤساء البلدات والمجالس المحلية. أولاً، وضع المطالبة بالأمن المطلق كشرط للعودة لا يتلاءم مع المنطقة التي نعيش فيها. ليس لأن التطلع إلى الأمن المطلق ليس فكرة صائبة ومثالية، بل لأن هذا التطلع ليس مختلفاً في الشمال عمّا هو عليه في الضفة الغربية، وفي القدس. فعلياً، واستناداً إلى جزء من الأوساط الأمنية، فإن الوضع في الشمال، الآن، أكثر أمناً من القدس، ومن مواقف الباصات في بيت يام. لو كان هناك فرصة لتحقيق الأمن المطلق لما كان هناك حاجة إلى الجيش، ولا كان هناك جدالات بشأن قانون التجنيد، ولأصبح مئات الآلاف من الذين يرتبط عملهم بالمنظومة الأمنية، أو الصناعات الأمنية، عاطلين من العمل.
  • ثانياً، هذا هو وقت اختبار القيادات المحلية. طبعاً، هناك تحديات يتعيّن على الدولة مواجهتها. لكن مسؤولية رؤساء المجالس المحلية والبلدات هي ألّا ينتظروا الحكومة. يجب تجهيز روضات الأطفال والمدارس، والإعداد لفتح المستوصفات والمراكز الاجتماعية. واستغلال الوضع من أجل الدفع مجدداً بالنمو. ويجب عدم الغرق في أفكار مدمرة تسعى، على الرغم من الإنجازات المذهلة، لإبقاء الشمال خالياً من السكان، وهذا ما يريده حزب الله.

 

 

المزيد ضمن العدد