تقرير/ رئيس الموساد: عملية تفجير البيجر والأجهزة اللاسلكية في بداية الحرب على لبنان لم يكن في إمكانها تحقيق الإنجاز القوي الذي حققناه عند تنفيذها في موعدها
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قال رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع إن الهجوم الذي استهدف أجهزة البيجر وأجهزة الاتصالات اللاسلكية التابعة لحزب الله في خضم الحرب التي شنّتها إسرائيل على لبنان، شكّل نقطة تحوُّل في الحرب، وتسبب بتلقّي حزب الله ضربة أدت إلى تحطّم معنوياته.

وجاءت أقوال برنياع هذه في سياق كلمة ألقاها خلال المؤتمر السنوي لـ"معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، أمس (الثلاثاء)، وأشار فيها أيضاً إلى أن البنية التحتية لعملية تفجير أجهزة البيجر شُكلت سنة 2022، وأن الشحنة الأولى التي ضمت 500 جهاز وصلت إلى لبنان، قبل أسابيع قليلة من هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وقال إنه عند تنفيذ العملية، تم تفجير عدد أكبر كثيراً من الأجهزة، مقارنةً بما كان يمكن تحقيقه لو تم تنفيذها في بداية الحرب، وذلك في إشارة إلى أن تنفيذ العملية في موعدها كان الخيار الأفضل بالنسبة إلى إسرائيل، وليس في بداية الحرب، حسبما اعتقد وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت.

وقال برنياع: "إن عمليتَي البيجر والأجهزة اللاسلكية في بداية الحرب لم يكن في إمكانهما تحقيق الإنجاز القوي الذي وصلنا إليه عند تنفيذهما في موعدهما". وأوضح أن عملية البيجر تُعتبر حديثة، مقارنةً بعملية أجهزة الاتصال اللاسلكية، التي بدأ تطويرها خلال العقد الماضي، في عهد رئيسَي الموساد السابقين تامير باردو ويوسي كوهين، وبمشاركة شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي ["أمان"]. كذلك، أشار إلى أن فكرة استخدام البيجر بدأت بعد التوصل إلى استنتاج، فحواه أن عملية أجهزة الاتصال اللاسلكية غير فعالة في أيّ سيناريو قتالي، وهو ما دفع جهاز الموساد إلى البحث عن وسيلة أُخرى من أجل ضرب عناصر حزب الله عبر أجهزة ملازمة لهم باستمرار.

ولفت برنياع إلى أن قرار تنفيذ الهجوم يوم 17 أيلول/سبتمبر 2024 كان محلّ نقاش داخلي كبير، إذ طُرحت وجهتا نظر متعارضتان، لكنه أوضح أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اتّخذ القرار النهائي، بخلاف الرأي الذي كان سائداً في المناقشات.

وأضاف برنياع أن كوادر الموساد خططوا لعملية البيجر بذكاء وإبداع، باستخدام الحيلة والتكنولوجيا المتقدمة، وشدّد على أنها تعكس اختراقاً استخباراتياً وفهماً عميقاً للعدو، إلى جانب تفوّق تكنولوجي وقدرات عملياتية من الدرجة الأولى. وشدّد على أن العملية مثلت نقطة تحوّل في الحرب على الجبهة الشمالية، وبدايةً لعشرة أيام قلبت الموازين أمام حزب الله.

وقال برنياع إن حزب الله هو ذراع تنفيذية لإيران على الحدود الشمالية، مشيراً إلى أن الموساد والمؤسسة الأمنية برمتها يستعدان منذ سنة 2006 لما وصفها بأنها حرب لبنان الثالثة.

 

المزيد ضمن العدد