إسرائيل تسير على خيط رفيع في غزة، ولا تزال تتهرب من القرار الأهم
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

المؤلف
  • حتى اليوم، كان أمام حكومة إسرائيل خياران بشأن الاستمرار في إعادة المخطوفين وتفكيك القدرات العسكرية لـ"حماس":
  • المصلحة الإسرائيلية - تمديد المرحلة (أ) من الصفقة. بما معناه - تحرير المخطوفين المعرّفين من طرف "حماس" في إطار المرحلة (ب)، لكن بشروط المرحلة (أ) نفسها- وذلك من دون وقف الحرب، ومن دون إعادة إعمار، وبمفتاح التحرير السابق نفسه لأسرى فلسطينيين، وبعدها الاستمرار في القتال بطريقة مختلفة.
  • مصلحة "حماس" - الدخول في المرحلة (ب) من الصفقة والموافقة على الخطة المصرية بشأن تشكيل لجنة إدارية تستبدل حُكم "حماس" المدني في غزة، وانسحاب إسرائيل الكامل، وتحرير بقية المخطوفين.
  • "حماس" لم توافق على تمديد المرحلة (أ)، وصممت على الدخول في المرحلة (ب). في نظر "حماس"، إن عدم الانتقال إلى المرحلة (ب) هو خرق للاتفاق. إسرائيل من طرفها، لم توافق على المرحلة (ب) لأن هذا يُعتبر هزيمة في نظر الحكومة - انسحاب وإعادة إعمار في الوقت الذي تتمسك "حماس" بقوتها العسكرية (ودعونا نتجاهل البعد السياسي). هذه الظروف كلها أوصلت إلى طريق من دون مخرج، ومن الطبيعي أن يؤدي ذلك إلى العودة إلى القتال.
  • في هذا السياق، يجب التذكير بأن الوضع البيني - وقف إطلاق النار وكسب الوقت من دون تحرير المخطوفين- كان لمصلحة "حماس"، ويتعارض مع المصلحة الإسرائيلية (المخطوفون يختنقون، و"حماس" تعيد ترميم قدراتها، ولا يوجد أيّ تهديد لها، عملياً). هذا بالإضافة إلى أن عدم العودة إلى القتال في ظل هذا الواقع أدى إلى ظهور رئيس الولايات المتحدة بمظهر الضعيف. لقد وعد مرتين بـ"فتح أبواب جهنم"، وهو يدعم إسرائيل بالكامل، وتم الحفاظ على الهدوء على الرغم من ذلك. إن العودة إلى القتال في غزة والمعركة ضد الحوثيين تخدمان صورة ترامب على أنه الرجل القوي، وهذا ما يريد إرساءه. يجب الافتراض أن العودة إلى القتال منسّقة مع البيت الأبيض، حتى إنه يمكن القول إن البيت الأبيض دفع إليها.
  • بحسب التصريحات المختلفة منذ الصباح، فإن الهدف من القتال ليس تفكيك "حماس"، إنما تفعيل ضغط متصاعد لدفع الحركة إلى قبول فكرة تمديد المرحلة (أ). في نظر عائلات المخطوفين، هذا اليوم صعب، إنه يوم أزمة توقعات وقلق على المستقبل.
  • صحيح أن الضغط العسكري يضع المخطوفين في خطر، لكن يجب أن نتذكر أن: عدم قبول خطة المرحلة (ب) وعدم تمديد المرحلة (أ) غير مفيدَين. إن حالة الجنود، وكسب الوقت، واعتياد الروتين في إسرائيل، في الوقت الذي لا يزال إخواننا في الأنفاق، أمور لا تساعد على تحقيق الهدف.
  • من المؤكد أن معركة تفكيك "حماس" ستقود إلى خطر كبير على المخطوفين، لكننا لم نصل إلى هذا الوضع بعد. نحن في معركة محدودة، هدفها إعادة المخطوفين. اليوم، يوجد لدى الجيش كثير من المعلومات الاستخباراتية عن المخطوفين، ويمكن إدارة معركة محددة أكثر للحفاظ على حياتهم.
  • كيف يمكن أن تتطور الأمور؟
  • أولاً، أن تتنازل "حماس" وتوافق على تمديد وقف إطلاق النار من أجل استمرار المفاوضات، وفي الوقت نفسه، تحرّر عدداً من المخطوفين بشكل رمزي من دون مقابل. ثانياً، أن ترفض "حماس" العودة إلى طاولة المفاوضات، وأن يستمر محمد السنوار في التمسك بمواقفه والتطرف أكثر. سيقود هذا الواقع إلى تصعيد العملية العسكرية، بالتدريج، إلى معركة كاملة. ثالثاً، اتخاذ قرار بشأن تغيير سلّم الأولويات وشنّ عملية عسكرية واسعة لاحتلال القطاع برمته وفرض حُكم عسكري، والاعتراف بأن إعادة المخطوفين تحوّلت إلى هدف ثانوي.
  • وفي الخلاصة، نحن نسير على خيط رفيع، إننا قريبون من توسيع المعركة من دون الحصول على إجابة واضحة عن السؤال الذي يُطرح منذ أكثر من عام: ما هو سلّم الأولويات بشأن أهداف الحرب، وماذا سيحدث بعد العملية العسكرية؟ في هذا الصباح، بقينا مع الإمكانات الثلاثة نفسها للهدف السياسي: 1- حُكم عسكري؛ 2- "حماس" تبقى في السلطة؛ 3- حكومة فلسطينية بديلة في غزة، حيث تبقى "حماس" تحت سلطتها في المرحلة الأولى.
  • نأمل بأن يصمم رئيس هيئة الأركان العامة إيال زامير على الحصول على هدف سياسي، قبل توسيع العملية؛ هذا واجبه المهني.