"حماس" في مأزق صعب لا يمكن إخفاؤه؛ وفي الميدان، بدأ الغزّيون يتقاطرون إلى الخارج
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • حتى الآن، فشلت فشلاً ذريعاً محاولات تحريك صفقة المخطوفين، أو على الأقل، تقليص الفجوات بين مواقف الطرفين. وبينما تطالب إسرائيل بالالتزام بمخطط الموفد الخاص للرئيس ترامب ستيف ويتكوف، تصرّ "حماس" على صفقة، يجري في إطارها إطلاق عدد من المخطوفين الأحياء. بالإضافة إلى ذلك، اشترطت "حماس" الاتصالات المتعلقة بالصفقة بإجراء محادثات بشأن وقف الحرب بصورة كاملة، والحصول على ضمانات دولية- وصدور قرار من مجلس الأمن في الأمم المتحدة.
  • بحث الوزير ديرمر، خلال الاجتماعات مع مسؤولين رفيعي المستوى في واشنطن، والتي جرت هذا الأسبوع، في مسألة جمود الاتصالات بشأن تحرير المخطوفين، والمراحل اللاحقة من القتال في قطاع غزة. وتشدد مصادر إسرائيلية على أن إدارة ترامب تواصل تقديم الدعم الكامل لاستراتيجية الضغط العسكري الكبير على "حماس".
  • بدأت المرحلة الأولى من عملية "قوة وسيف" في 18 آذار/مارس، وشملت، حتى الآن، هجمات جوية على أهداف تابعة لـ"حماس"، بالتزامن مع عمليات توغُّل برية محدودة. واستناداً إلى الناطق بلسان الجيش، هاجم سلاح الجو أكثر من 430 هدفاً منذ بداية العملية. والهدف المركزي لعمليات الجيش الإسرائيلي في غزة هو استنزاف "مخرّبي حماس" والقضاء على المستوى القيادي والإداري للتنظيم.
  • اليوم، وبعد مرور 10 أيام على تجدُّد القتال في القطاع، تؤكد مصادر رفيعة المستوى في إسرائيل أن العملية حققت أهدافها. لقد تحرّك السكان المدنيون في غزة نحو الجنوب مجدداً، وهذه المرة بعكس الماضي، لم تنجح "حماس" في منعهم من الانتقال.
  • وقال مصدر إسرائيلي رفيع المستوى في حديث مع "معاريف": "في الماضي، أقامت حماس حواجز، وأرهبت السكان بالقوة، ولم تسمح لهم بالعبور من الشمال إلى الجنوب. اليوم، بات الوضع مختلفاً: من الواضح أن الحركة فقدت قوتها وقدرتها على السيطرة على السكان المدنيين بصورة كبيرة.  وفي كثير من المرات، ليس لديها قوة بشرية لوضعها على الحواجز، أو لمراقبة حركة المدنيين. وهي تقوم بتجنيد شبان في السابعة عشرة والسادسة عشرة من العمر، مكان الذين قُتلوا من عناصرها".
  • وفي رأي المصدر، إن الدليل الإضافي على فعالية الضغط العسكري الذي ترافقَ مع وقف المساعدات الانسانية، هو التظاهرات التي سُجلت في الأيام الأخيرة ضد "حماس" في عدد من النقاط في أنحاء غزة. لقد جرى هذا في شمال القطاع (بيت لاهيا)، وفي وسطه (مدينة غزة)، وفي الجنوب (خانيونس).
  • وبعد يومين من الصمت وتجاهُل الاحتجاج الآخذ في الاتساع، أصدرت الحركة بياناً ادّعت فيه "أن التظاهرات تخدم إسرائيل". ودعت "حماس" السكان المحبطين "إلى توحيد صفوفهم لمواجهة الاحتلال الذي يسعى لشقّ الصفوف وتمزيق وحدة سكان غزة".
  • لكن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن الدينامية ستكون بعكس ما كانت تأمل "حماس": "فالسكان يتوجهون نحو الجنوب، والاكتظاظ في المدن التي اندلعت فيها الاحتجاجات صعب للغاية. وتسابُق الناس من أجل الحصول على الموارد من طعام ومياه يزداد، يوماً بعد يوم. وليس لدى حماس في الوقت الحاضر أيّ ردّ على هذا الوضع، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى توسُّع احتجاج السكان ضد الحركة. وتشير التقديرات إلى أننا قد نشهد تظاهرات في العديد من المواقع في القطاع قريباً "، بحسب مصدر إسرائيلي.
  • في موازاة ذلك، تتوسع دينامية الخروج من القطاع نحو دول مختلفة في العالم. وبعد مغادرة نحو 100 غزّي إلى إندونيسيا هذا الأسبوع، غادر 200 مواطن تقريباً من سكان غزة في يوم الأربعاء إلى الأردن لتلقّي العلاج الطبي، وفي الأمس، توجهت مجموعة ضمّت 300 مريض ومصاب إلى الإمارات لتلقّي العلاج.
  • ينظر الإسرائيليون إلى التطورات التي تحدث في غزة بإيجابية، ويعدّون للخطوات اللاحقة. وبعد أن ناقش رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع كاتس ورئيس الأركان زامير في يوم الأربعاء مسألة توسيع القتال، جرت في الأمس مناقشة الموضوع في منتدى مصغر شمل وزراء كباراً ورؤساء المنظومة الأمنية، ومن المفترض أن يناقش الكابينيت الأمني - السياسي، ليل السبت، توسيع عملية "قوة وسيف".
 

المزيد ضمن العدد