واو، انظروا، لبيد أيضاً يعرف كيف يقتل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • لا ثقة لدي بالحكومة، ولا بالجيش، ومن المؤكد أنني لا أثق بالمحللين في الاستوديوهات. عندما يقصفون لـ"منع التصعيد" ويقتلون لـ"الوصول إلى تهدئة"، أعتقد أنهم يسخرون مني. كنا في هذا الفيلم سابقاً. مرة أُخرى "بنية الإرهاب تفككت"؟ مرة أُخرى يقتل الأطفال أنفسهم، ومرة أُخرى تنفجر البيوت من تلقاء نفسها؟ لماذا قتلوا الناس في غزة؟ آه، الإجابة معقدة، لا نستطيع أن نقول لكم كل شيء، اعتمدوا علينا. ألم تكن حملة مميزة؟
  • لقد قلنا حقيقة أن الجيش يشارك في الطقوس الانتخابية. لم نعد نسأل لماذا الآن، قبل الانتخابات بشهرين. ومَن نسأل؟ نمتعض، ندخل إلى الملجأ، نقول إن الأمور هكذا، ونمضي قدماً. من الواضح أنهم لا يأخذونا بعين الاعتبار، وأننا الجزء الأقل أهمية. مَن يصيب "مخرّباً" من جنين، يعلم بأن الثمن سيُدفع في عسقلان وهل هذا يفرق عنده؟
  • الجنود أوراق في لعبة انتخابية. الجيش ينصاع للحكومة، وهكذا يجب أن يكون. الحكومة تريد أن تقتل؟ الجيش سيُريها كيف. لبيد يريد أن يحصل على شهادة في المعارك؟ حسناً، حصل عليها. الجيش سيمشي أيضاً، حتى ولو علم بأنه ليس أكثر من طُعم في منافسة "مَن يملك أكبر شيء". والجميع يشارك، انظروا إلى الردود على الشبكة: علّم بيبي درساً! لبيد أيضاً يعرف كيف يقتل!
  • الجمهور قومي ومتدين أكثر، وكذلك القيادة العسكرية. تأثير الحاخامات في الجيش يأخذ بالارتفاع. للحاخامات أجندات سياسية، وهي منع إقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة. جميع الحكومات، منذ رابين، تخدم هذه الأجندة، وكذلك "طلوع الفجر"، وكذلك يخدمها أبناؤنا. إذاً، لماذا نقف وأيدينا في جيوبنا، ونستمر في إرسالهم إلى الجيش؟ بحكم العادة، وبحكم وطنية زائفة، أو بسبب رغبة الأبناء أنفسهم في القتل. نحن مرغَمون على الثقة بالجيش، أي بديل يوجد لدينا؟ أن يكونوا مسؤولين عن مصيرهم في مؤسسة لا نثق بها أصلاً؟
  • الجيش هو الأزعر في الحارة. يمنح الجيران الحماية مقابل الخدمات. نحن و"حماس" لسنا أصدقاء، العلاقات صحيحة، والوظائف واضحة: عدم السماح لمحمود عباس بإقامة دولة في قطاع غزة، ونحن نقدم خدمات القتل.
  • وفي المقابل. الجهاد يزعجك؟ فقط قل لنا. قلت؟ انظر إليه وهو مقتول. بالأمس كانت "حماس" ضدنا، اليوم معنا. بالأمس عدو، والآن حبيب.
  • ولكن ليست "حماس" مَن دفع بنا إلى غزة. الخوف من "البيبية"[نسبة إلى بنيامين نتنياهو] وعنفهم هو مَن أرسلنا إلى هناك. هل نخاف من أمسالم المهرج، من ريغيف الغوغائية؟ نعم. خوف منكر ومخفي، لكنه خوف يخترق. هذه ليست تهديدات فارغة. فهم ليسوا وحيدين، الشارع أيضاً يدعم تدمير المحكمة العليا، والإعلام، واليسار؛ الشارع هو مَن يريد وضعهم على الحائط، الشارع هو مَن سيضع شروطه للحكومة القادمة.
  • نحن نخاف منه، ونريد أن نعجبه. ولا يوجد هدية ستعجبه أكثر من القنابل. القنابل هي التصريح المثالي لحب البلاد، هم الإثبات الأفضل لخضوع أصحاب الروح الجميلة للخوف واليأس. يقولون: انظروا، نحن نعمل ولا نكتفي بالحديث. بيبي، امنحنا الدعم.
  • الحروب تحولنا إلى مراهقين نشجع مَن يقول الشيء ذاته الذي قاموا به قبله، وسيقومون به بعده: قتل أطفال ونساء، فقط بهدف الخروج بصورة "رجال". لا أحد يملك الجرأة على القيام والقول: جميعكم على خطأ. في تموز/يوليو 1982 كان ليوسي ساريد الشجاعة للوقوف ضد حرب لبنان. قبله، وقف الجنرالان موتي بيليد ومائير باعيل. اليوم لا يقف أحد.
  • مع بدء الحملة العسكرية، مات إيلي أمينوف، الذي وقّع في تموز/يوليو 1967 بياناً صيغَ بدقة متناهية: "الاحتلال يأتي بحكم أجنبي/ الحكم الأجنبي يدفع إلى المقاومة/ المقاومة تدفع بالقمع/ القمع يدفع بـ'الإرهاب' والإرهاب العكسي/ ضحايا 'الإرهاب' هم بصورة عامة أبرياء." واسمحوا لي أن أخبركم: "الإرهاب" و"الإرهاب العكسي" يدفعان إلى التفكك. في البداية، سيغادر الجيدون، ومَن سيبقى، سيقتل الواحد الآخر.