يجب تبني خطة لبيد "اقتصاد في مقابل أمن"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • في الأمس وعند الساعة 23.30 دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين إسرائيل والجهاد الإسلامي، وهو ما سيشكل نهاية لعملية "مطلع الفجر". أكثر من كل ذلك فقد شكلت العملية دليلاً إضافياً للفشل الهائل للسياسة الإسرائيلية إزاء غزة. لقد أصبحت جولات القتال العنيف أكثر تواتراً، فتعطلت حياة المواطنين الإسرائيليين مجدداً، كما أن حياة الفلسطينيين في غزة باتت كابوساً متواصلاً.
  • من أجل وقف هذه المسيرة الحمقاء يجب أن نغير هذه السياسة كلياً. في المرحلة الأولى علينا أن ندفع قدماً بعملية إعادة إعمار غزة، وزيادة عدد تصاريح الدخول إلى إسرائيل، والسماح بدخول مزيد من مواد البناء والسلع بصورة عامة. إن تحسين الوضع الاقتصادي والمدني لسكان القطاع هو مصلحة إسرائيلية من الدرجة الأولى. ومن المهم العودة بأسرع وقت إلى التوجه الذي تبنته إسرائيل قبل العملية، فقد بلغ يومها عدد الغزيين الذين سُمح لهم بالعمل في إسرائيل 14 ألفاً، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 20 وحتى 30 ألفاً. في المقابل دخلت حيز التنفيذ خطة تربط مباشرة بين عمال وأرباب عمل محددين من المفترض أن تؤمن شروطاً اجتماعية أفضل.
  • لكن بالإضافة إلى عملية إعادة إعمار محدودة يتعين على إسرائيل تغيير استراتيجيتها إزاء غزة. ومن الجيد أن تتبنى المبادرة الثنائية المراحل التي قدمها من كان في أيلول/سبتمبر 2021 وزيراً للخارجية وأصبح اليوم رئيساً للحكومة – يائير لبيد - وعنوانها "اقتصاد في مقابل أمن" .
  • تتضمن خطة لبيد مرحلتين: الأولى إعادة إعمار إنسانية تسمح إسرائيل في إطارها لغزة بإعادة إعمار شبكة الكهرباء والتوصيل بالغاز وبناء منشآت لتحلية مياه البحر وتحسين الخدمات الصحية في مقابل هدوء طويل الأجل. بَيد أن المرحلة الثانية تذهب إلى أبعد من ذلك مثل إقامة جزيرة اصطناعية في مواجهة شواطىء غزة تسمح ببناء مرفأ بحري، بالإضافة إلى الدفع قدماً باستثمارات دولية ومشاريع اقتصادية مشتركة بين إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية.
  • ولم يكتفِ لبيد بمشروع نظري، فقد قال يومها إن "رئيس الحكومة بينت ووزير الدفاع بني غانتس يدركان الموقف ويؤيدان مبدئياً من يقف وراءه"، وأضاف أنه أجرى عدة محادثات تمهيدية "مع أطراف في العالمين العربي والغربي، وهم يدرسون الفكرة. وكذلك مع الحكام في مصر ومع زعماء في دول الخليج ومع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين، ووزير الخارجية الروسي لافروف والاتحاد الأوروبي."
  • وعلى الرغم من أن لبيد يترأس حكومة تصريف أعمال، وأن الانتخابات تلوح في الأفق، فهناك فرصة نادرة لتحقيق أجزاء من هذه الخطة التي وضعها. والأهم من ذلك، فهذه فرصة ذهبية بالنسبة إليه كي يرسم توجهاً جديداً في العلاقات بين إسرائيل وغزة، وكي يغرس الأمل من جديد وسط العديد من الإسرائيليين ومن الغزييّن أيضاً الذين يئسوا من جولات القتال الوحشية التي تحولت إلى واقع في حياتهم.