تقرير: وسط مزيد من تدهور "الوضع القائم"، بن غفير ومئات المستوطنين اليهود يزورون الحرم القدسي الشريف في مناسبة "ذكرى خراب الهيكل"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قام عضو الكنيست إيتمار بن غفير [رئيس حزب "قوة يهودية" في تحالف الصهيونية الدينية] صباح أمس (الأحد) بزيارة إلى جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] في مناسبة يوم التاسع من آب العبري [ذكرى خراب الهيكل]، وسط مخاوف من أن تؤدي هذه الزيارة إلى تفاقم الأجواء المتوترة أصلاً في هذا الموقع المقدس المتنازع عليه في القدس، وخصوصاً في خضم القتال الدائر بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة.

وقوبل بن غفير بصرخات استنكار من جانب فلسطينيين كانوا في الموقع.

وقال بن غفير قبل الزيارة إنه تم تنسيق زيارته هذه مع الشرطة الإسرائيلية وحرس الكنيست قبل أسبوع، وأكد أن التوترات المتصاعدة في إثر عملية "مطلع الفجر" العسكرية الإسرائيلية في غزة لن تغيّر خططه.

وأضاف بن غفير في بيان صادر عنه: "ينبغي ألاّ نستسلم للجهاد والإرهاب، فنحن أصحاب دولة إسرائيل، وكلما فعلنا وشعرنا وفقاً لذلك كلما فهم أعداؤنا الرسالة".

وكان بن غفير قام بآخر زياراته إلى الحرم القدسي في أواخر أيار/مايو الماضي في مناسبة "يوم القدس".

وذكرت مصادر مسؤولة في الشرطة الإسرائيلية أن أكثر من 1000 مستوطن يهودي قاموا أيضاً بزيارة الحرم القدسي أمس في مناسبة ذكرى خراب الهيكل.

يذكر أن جماعات المستوطنين يعتبرون الحرم القدسي الموقع الأقدس لليهود باعتباره موقع الهيكلين التوراتيين، وهو يضم المسجد الأقصى ثالث أقدس المواقع في الإسلام وهو ما يجعل منه نقطة احتكاك رئيسية في النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني. وتدير الموقع دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وهي مؤسسة دينية يديرها ويمولها الأردن.

وفي ظل ترتيب آخذ بالتآكل يُعرف باسم "الوضع القائم" [ستاتيكو] يُسمح لليهود عموماً بزيارة الحرم القدسي خلال ساعات محدودة وفي مسار مختصر ومحدد مسبقاً، لكن لا يُسمح لهم بالصلاة أو أداء أي طقوس عبادة أو حمل أشياء تتعلق بالصلاة في الموقع.

ولا تنظر إسرائيل إلى مثل هذه الزيارات بأنها انتهاك لـ"الوضع القائم" غير أن الفلسطينيين يعتبرون أن هذه الأعداد الكبيرة من الزوار اليهود في حدّ ذاتها انتهاك له. ولم يحدث الارتفاع في عدد الزوار اليهود في ذكرى خراب الهيكل فحسب، بل أيضاً على مدار العام بأكمله. كما أن زيارات اليهود تتميز بشكل متزايد بالصلاة وغالباً من طرف أفراد. واعتادت الشرطة الإسرائيلية منع مثل هذا السلوك من خلال مرافقة الزوار اليهود عبر الموقع. إلاّ إن مقاطع فيديو، في الأعوام الأخيرة، أظهرت أفراداً من الشرطة يسمحون في كثير من الأحيان باستمرار صلوات المستوطنين بهدوء في الموقع، وهو ما أكد الفلسطينيون أنه يشير إلى مزيد من التدهور في "الوضع القائم".

كما شدّد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في سياق محادثة هاتفية أجراها مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط تور وينسلاند يوم السبت الماضي على ضرورة منع الاستفزازات الإسرائيلية في الحرم القدسي.