اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني وإسرائيل يدخل حيز التنفيذ
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني وإسرائيل حيز التنفيذ في وقت متأخر من مساء أمس (الأحد).

وكانت حركة الجهاد الإسلامي أعلنت في بيان صادر عنها مساء أمس، بدء وقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة الحادية عشرة والنصف قبل منتصف الليلة الماضية، مؤكدة ترحيبها بالجهود المصرية، وشددت الحركة في البيان نفسه على حقها في الرد على أي هجوم إسرائيلي.

من جهتها تعهّدت مصر بأن تبذل جهودها وتلتزم بالإفراج عن الأسير خليل العواودة ونقله للعلاج، وكذلك بالعمل على الإفراج عن الأسير بسام السعدي في أقرب وقت ممكن.

وقبيل دقائق من بدء الهدنة أطلقت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي عدة رشقات صاروخية في اتجاه الأراضي الإسرائيلية وخصوصاً مستوطنات "غلاف غزة". وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسقوط صاروخ قرب استاد رياضي في بئر السبع [جنوب إسرائيل]. كما قامت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي بشن عدة غارات على مواقع عسكرية تابعة للجهاد الإسلامي في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن صفارات الإنذار دوّت في عدة مناطق قريبة من قطاع غزة في جنوب إسرائيل بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ.

كذلك أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد قتلى العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع إلى 44 قتيلاً بينهم 15 طفلاً و4 نساء، إضافة إلى 360 جريحاً.

وأكدت سرايا القدس مقتل قائد منطقتها الجنوبية خالد منصور جرّاء قصف إسرائيلي في رفح، وذلك بعد يومين من مقتل تيسير الجعبري قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس بقصف برج سكني في غزة.

وأكد بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية أن وقف إطلاق النار دخل حيّز التنفيذ قبل منتصف الليلة الماضية، وأشار إلى أن إسرائيل تشكر مصر على الجهود التي بذلتها، وشدّد على أن إسرائيل تحتفظ بحقها في الرد بقوة في حال أي انتهاك لوقف إطلاق النار.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد قال خلال لقاء عقده مع رؤساء السلطات المحلية في المنطقة المحيطة بقطاع غزة مساء أمس، إن أهداف العملية العسكرية ضد قطاع غزة تحققت، وأشار إلى أنها في مراحلها النهائية مؤكداً أنه لم تعد هناك فائدة من استمرارها.

وفي سياق ردات الفعل قال الناطق بلسان حركة "حماس" فوزي برهوم، إن هذه العملية العسكرية الإسرائيلية أعادت مجدداً وضع جرائم إسرائيل البشعة ومجازره بحق الشعب الفلسطيني ويحق أهالي غزة أمام كل العالم.

وأضاف برهوم في بيان صادر عنه: "إن هذه الجولة من القتال هي محطة من محطات الصراع المتواصل والمحتدم مع الاحتلال والذي لن ينتهي إلاّ بزواله عن فلسطين. وأثبتت الجولة معادلة أنه لا عدوان ولا احتلال بدون كلفة."

وقال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الإيرانية طهران، إن الشعب الفلسطيني والمقاومة في قطاع غزة سجلا إنجازاً تاريخياً في مواجهة العدوان الكبير، مشدداً على أنه في حال لم يتم الالتزام بالشروط التي تم الاتفاق عليها ستعتبر الحركة الاتفاق لاغياً وستستأنف القتال.

وأضاف النخالة: "كان الاحتلال يريد تصفية حركة الجهاد الإسلامي واليوم بعد توقف إطلاق النار نرى المشهد واضحاً بأن حركة الجهاد الإسلامي بقيت قوية بالرغم من سقوط الشهداء."

وادعى النخالة أن إسرائيل لم تستطع أن تفرض أي شرط، وفي المقابل استطاعت حركة الجهاد فرض شروط ومنها الإفراج عن الأسير خليل العواودة والشيخ بسام السعدي.

من ناحية أُخرى تعهدت الأمم المتحدة ببذل كل ما في وسعها لإنهاء التصعيد في قطاع غزة وضمان سلامة وأمن السكان المدنيين ومتابعة ملف الأسرى الفلسطينيين.

وجاء في بيان أصدره المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند: "شاركت الأمم المتحدة بشكل مكثف وعملت بشكل وثيق مع مصر للتوسط في استعادة الهدوء في غزة. إننا نؤكد التزامنا ببذل كل ما في وسعنا لإنهاء التصعيد المستمر، وضمان سلامة وأمن السكان المدنيين، ومتابعة ملف الأسرى الفلسطينيين. ونتعهد بمواصلة العمل مع جميع الأطراف المعنية لتهدئة الوضع بشكل عاجل."

وكان الجيش الإسرائيلي قد شنّ بعد ظهر يوم الجمعة الماضي عملية عسكرية كبيرة ضد حركة الجهاد الإسلامي في غزة، رداً على ما وصفه مسؤولون بأنه تهديد ملموس من طرف الحركة لاستهداف المدنيين والجنود الإسرائيليين بالقرب من منطقة الحدود.

وقال عدد من المسؤولين الإسرائيليين إن هذه العملية كانت ضرورية بعد أن رفض الجهاد الإسلامي التراجع عن نيته تنفيذ هجمات على حدود غزة.

وبعد الضربات الإسرائيلية الأولى، بدأت حركة الجهاد الإسلامي في إطلاق وابل كثيف من الصواريخ على بلدات إسرائيلية في جنوب إسرائيل ووسطها.

وقالت خدمة نجمة داوود الحمراء للإسعاف الأولي إنها نقلت 47 شخصاً إلى المستشفيات خلال أيام القتال، بسبب إصابتهم بشظايا الصواريخ أو لسقوطهم في أثناء هروبهم إلى مأوى أو بسبب القلق.

وقال الجيش الإسرائيلي إن منظومة "القبة الحديدية" المضادة للصواريخ حققت نسبة نجاح تصل إلى 97% في اعتراض الصواريخ الموجهة نحو مناطق آهلة.