يجب على لبيد التوقف عن الخوف من نتنياهو
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- الانتخابات المقبلة هل يمكن أن تُحسَم لمصلحة يائير لبيد ومعسكر التغيير؟ هناك فرصة في ذلك. صحيح أن الحكومة السابقة لم تنهِ أيامها ورئيسها استقال، لكن كثيرين لا يريدون العودة إلى واقع المقاطعات والإقصاء في جلسات الكنيست التي تحولت إلى منبر لأحزاب صاخبة ومجنونة.
- شريحة كبيرة من الجمهور تريد حكومة تحقق الاستقرار ومسؤولة وفاعلة. وهي تعلم بأن بنيامين نتنياهو لا يريد حكومة فاعلة، بل مسرحاً للدمى يحرّكه بواسطة المقربين منه، ويقدم صورة كاذبة إلى العالم.
- لكن عندما سمعت المستشار الإعلامي اليميني يسرائيل بكار (الذي أشرف على حملة الليكود في سنة 2009 وحملات حزب "أزرق أبيض" في الانتخابات الثلاث الأخيرة) يقول: "أريد أن يفهم الجمهور أن لبيد لا يستطيع تأليف حكومة"، وافقت على كلامه، مع كل تحفظاتي عنه. وذلك لأنه بعد أن بدا للحظة أن لبيد يستوعب صورة الوضع بصورة صحيحة، أعاده مستشاروه إلى عادته السيئة عندما صرّح بأنه لن يجلس في حكومة مع "متطرفين".
- ستكون الحملة الانتخابية طويلة ومتعرجة، لكنها بدأت بصورة سيئة. كان يجب على لبيد أن يعلن أنه لا يرفض أي حزب من الوسط أو من اليسار. صحيح أن نتنياهو سيستغل ذلك لتصويره كمتعاون مع "مؤيدي الإرهاب"، لكن إذا كان لبيد يعتقد أنه سبب كافٍ لاستبعاد "المتطرفين"، أي القائمة المشتركة، فإنه بهذا يكشف عن ضعف فقط.
- العنصريون يكرهون كل عربي ويكرهون أي حزب لا يؤمن بعظَمة نتنياهو. هم وأشباههم ليسوا هدفاً للبيد. عليه أن يتحرر من ظل نتنياهو، ومن الخوف منه ومن تحريضه. يجب على لبيد أن يكون زعيماً صاحب خط يحدد مسار الكتلة برمتها. إن الكتلة التي لا تريد عودة نتنياهو لديها مصلحة كبيرة في زيادة نسبة التصويت وسط مؤيديها عموماً، ورفع نسبة التصويت وسط السكان العرب بصورة خاصة.
- يجب على لبيد أن يدرك حقيقة أن نتنياهو لا يملك أرنباً في قبعته. وهو لا يتحدث عن الفضائح التي يحاول إلصاقها بخصومه. أقول هذا لأن الانتخابات التمهيدية في الليكود تكشف الواقع كما هو: الليكود هو مجموعة من الأشخاص سيرون بعضهم البعض للمرة الأخيرة في نهاية الانتخابات التمهيدية. وكل الكلاب الهجومية ستدخل في صمت إعلامي حتى الأول من تشرين الثاني/نوفمبرـ لأن نتنياهو يريد منع لقاء محتمل بين ما تبقى من ناخبيه وبين أولئك الذين يقومون بتهريبهم.
- لكن لا يمكن لنتنياهو أن يتجاهل بن غفير، لأن هذا الأخير نما بفضل قواه الذاتية، وبفضل أجواء الكراهية والتحريض التي بثّها مع آخرين. يدرك نتنياهو أن بن غفير يمكن أن يكون كاسراً للتوازن في الاتجاه المعاكس: قوته الرادعة توازي قوته الانتخابية. هذا هو سبب التبدل الذي يمر به بن غفير. فهو لم يعد ينتمي إلى الفاميليا، وهو الآن يقدم نفسه كشاب ناضج وذكي. هو لا يكره العرب مثل مئير كهانا، هو يكره فقط "الإرهابيين". صحيح أنه يعترض على المنظومة القضائية، لكنه لا يختلف في ذلك عن أيٍّ من مناصري الليكود.
- يجب على لبيد أن يتذكر أن الهدف هو عدم السماح لنتنياهو وريغيف بالعودة إلى الحكم مع بن غفير الذي هدد رابين مباشرة عشية اغتياله. كل ما يساهم في تحقيق هذا الهدف مشروع. ويجب ألا يسقط في الفخ الذي نصبه له نتنياهو.
الكلمات المفتاحية