خلال "مسيرة الأعلام"، قوات الجيش الإسرائيلي تشنّ اعتداءات واعتقالات واسعة ضد سكان القدس الشرقية وتفرّق بالقوة مسيرة رفعت الأعلام الفلسطينية في محيط البلدة القديمة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

اختُتمت مساء أمس (الأحد) "مسيرة الأعلام" التي نظّمها اليمين الإسرائيلي في مدينة القدس، بمشاركة عشرات آلاف الإسرائيليين، بوصولها إلى حائط المبكى [البُراق]، وذلك بعد مرورها في باب العامود وباب الخليل والحي الإسلامي داخل أسوار البلدة القديمة في القدس الشرقية، وقامت قوات الجيش الإسرائيلي بشنّ اعتداءات وحملة اعتقالات واسعة ضد سكان القدس الشرقية، كما أنها فرقت بالقوة مسيرة رفعت الأعلام الفلسطينية في محيط البلدة القديمة.

وبعد انتهاء "مسيرة الأعلام"، اعتدت مجموعات من المستوطنين على منازل فلسطينيين وأملاكهم في حي الشيخ جرّاح، وعلى عدد من السكان في بلدة العيسوية، حيث أطلق مستوطنون الرصاص الحي والقنابل الصوتية في اتجاه منازل هذه البلدة، بحجة قيام عدد من أهاليها بإطلاق حجارة عليهم.

وذكرت مصادر فلسطينية أن مواجهات اندلعت مع قوات الجيش الإسرائيلي في إثر "مسيرة الأعلام" في شارع صلاح الدين في القدس الشرقية، حيث جرى الاعتداء على شبان فلسطينيين يرفعون الأعلام الفلسطينية، وعلى نساء وفتيات وأطفال واعتقال عدد منهم. كما اندلعت مساء أمس مواجهات بين شبان وقوات الجيش الإسرائيلي في بلدة جبل المكبر جنوب شرقي القدس، عقب قمع مسيرة انطلقت إسناداً للمسجد الأقصى المبارك، من دون التبليغ عن وقوع إصابات.

وخلال "مسيرة الأعلام"، اعتدى المستوطنون على متاجر المقدسيين، وعلى السكان الفلسطينيين، وسط استفزازات استمرت طوال المسيرة التي انطلقت بعد ظهر أمس من الشطر الغربي للمدينة وشهدت مشاركة أعضاء كنيست ومسؤولين في بلدية القدس ورموز اليمين الاستيطاني المتطرف.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها تعاملت مع 79 إصابة في محيط وداخل البلدة القديمة في القدس، وتم نقل 28 إصابة إلى المستشفى لتلقّي العلاج، بينما تم علاج سائر الإصابات ميدانياً. وأوضحت الجمعية أن إحدى الإصابات المسجلة هي بالرصاص الحي، وسائر الإصابات كانت جرّاء التعرض للأعيرة المطاطية والضرب وغاز الفلفل.

كما أفادت الهلال الأحمر في بيان لاحق بأن طواقمها نقلت مصاباً بالرصاص الحي إلى المستشفى لتلقّي العلاج، وذكرت أن المصاب تعرّض لعيار ناري في القدم، على ما يبدو، من طرف مستوطنين.

هذا، وأصدر رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينت مساء أمس بياناً ادعى فيه أن جهات متطرفة شاركت في "مسيرة الأعلام" بهدف تأجيج الأوضاع الميدانية، وأشار إلى أنه أصدر تعليمات إلى أجهزة الأمن بعدم التسامح إطلاقاً مع أحداث عنف، أو استفزازات من طرف جهات متطرفة في القدس، ومنها منظمة "لا فاميليا".

وجاء في بيان رئيس الحكومة: "هناك قلة قليلة من الناس الذين جاؤوا للمشاركة في ’مسيرة الأعلام’ بهدف تأجيج الأوضاع الميدانية، وبهدف الاستغلال السيئ لوقوف الحكومة الثابت في مواجهة التهديدات التي تطلقها حركة ’حماس’ والقيام بمحاولات متعمدة لإشعال النيران. سيتم التعامل مع أي حادثة عنف بمنتهى الصرامة، بما في ذلك تقديم أشخاص إلى المحاكمة".

 

المزيد ضمن العدد 3799