خسارة الأموال المخصصة لترميم الجدار
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • أصعب الاتهامات التي توجهها الحكومات الإسرائيلية إلى السلطة الفلسطينية تلك المتعلقة بالإرهاب. السلطة تساعد، بسخاء، عائلات "الإرهابيين" الذين سُجنوا أو قُتلوا. نحن الإسرائيليون، من وجهة نظرنا، هذه جائزة ومحفّز لـ"الإرهاب" يكشف حقيقة السلطة. من وجهة نظر الفلسطينيين، هذه مساعدة لعائلات فقدت مُعيلها، والتزام أخلاقي تجاه الأشخاص الذين يُنظَر إليهم على أنهم أبطال. وفي الآونة الأخيرة، بعثت السلطة برسالة سرية إلى إسرائيل، مفادها: نحن مستعدون للتفاوض بشأن تغيير السياسة. وقام أبو مازن بتعيين مسؤول عن المحادثات. الأميركيون الذين كانوا على اطلاع، عيّنوا من جانبهم ممثلاً أيضاً. أمّا حكومة إسرائيل، فلم تُجِب حتى الآن.
  • يمكن تفهُّم جميع الأطراف: أبو مازن الذي يتنقل ما بين تعاون يومي مع إسرائيل لمحاربة "الإرهاب"، وبين الضغوط الداخلية عليه؛ الدبلوماسيون الأميركيون الذين يبحثون عن طريقة لشرعنة السلطة في أوساط الديمقراطيين والكونغرس؛ وحكومتنا، التي تعرف أن هناك تنازلات سيكون من الصعب جداً قبولها في الشارع الإسرائيلي. ففي الوقت الذي يتوجب على بينت تفسير سبب رفضه لقاء أبو مازن، يطرح موضوع الدفعات. هذا تفسير جيد، وذريعة جيدة أيضاً.
  • الأمن، والأخلاق، والسياسة: جميعها تؤدي دوراً مهماً في الموجة "الإرهابية" الحالية. خلال موجة العمليات السابقة، "إرهاب" الأفراد، قمت بجولة على طول الجدار الفاصل. تنقلت من خرم إلى آخر، ومن فتحة إلى أُخرى. كيف يهمل الجيش الجدار؟ سألت أحد الجنرالات. فأجاب بأن أحداً لا يهمله. الفتحات في الجدار مخصصة لعبور العمال من الضفة إلى إسرائيل. عمالة أكثر - أموال أكثر؛ أموال أكثر – "إرهاب" أقل. الجيش يترك الفتحات عن قصد، وهي مصورة ومراقبة.
  • قرأت في الأمس أن الجيش يطالب بمليار شيكل لإصلاح الجدار وابتسمت. إنها خسارة للمال. عندما ستهدأ هذه الموجة وهذا ما سيجري، ستطرح مجدداً الحاجة الأمنية والاقتصادية لوجود فجوات في الجدار. الفصل الحقيقي غير ممكن. المحافظة على الفجوات مهم أحياناً من أجل الالتفاف على المعارضة السياسية لزيادة حصة العمال القانونيين.
  • نحن لا نعلم إذا كان المقصود موجة او موجات. في الموجة السابقة في 2015-2016 قُتل 47 إسرائيلياً وثلاثة اجانب، وهذا حادث خطير لكنه ليس صادماً. وفي ضوء الدعوات إلى عملية حارس أسوار جديدة يمكننا أن نتساءل لماذا ومن أجل ماذا. في عملية حارس الأسوار وقبل ذلك في 2002 في العملية ضد مخيم بلاطة، كانت السلطة الفلسطينية هي العدو والأراضي الفلسطينية هي أراض عدوة. اليوم يتحرك الجيش في كل الأراضي والسلطة هي الخصم وليس عدواً عسكرياً. واليوم الأعين تنظر بقلق ليس فقط إلى الضفة وغزة بل أيضاً إلى إسرائيل والقدس الشرقية، والمدن المختلطة والمجتمع العربي.
  • في وضع مركّب كهذا، كان من الأفضل للإعلام السيطرة على أعصابه أكثر. وللأسف، هذا لا يحدث، ولن يحدث. في السابق، حاولت إقناع زملائي والمحررين بالسيطرة على أنفسهم. في فترات الهدوء وافقوني الرأي. بعدها، مع بدء تصاعُد الأحداث، أمام السكين والدم والموت، أمام الخوف من المنافسين وعدد المشاهدات، عادوا وأشعلوا النار من جديد. وفي كل الأحوال، تأثير ما يقال ويُكتب في الإعلام قليل جداً فيما يحدث في الشارع. وسائل التواصل الاجتماعي هي مَن يحدد حجم الهستيريا، وهذه الوسائل مشتعلة. هذه طريقة عملها، هذه خيارات الخوارزميات.
  • في سنة 2002، أمام موجة إرهاب لم نشهد لها مثيلاً، تمسّك الإسرائيليون بأرييل شارون. كان يعرف كيف يجمع ما بين سجل عسكري بطولي منتصر وبين سلطة ناضجة توحي بالثقة. بينت ليس شارون، كما أن لبيد وغانتس ليسا شارون أيضاً. ولكن، لنفترض أن الموجة ستستمر وقتاً طويلاً، فهناك حاجة إلى رسالة موحدة، وحتى إلى شخص واحد معروف بأنه ميال أكثر إلى الجانب الأخلاقي، وناضج كما كان سابقاً. لا يمكن للحكومة أن تسمح لنفسها بأن تكون مشتتة، والتشاجر أمام جمهور قلق، مشحون بالتحريض الموجود في شبكات التواصل. عليها رصّ صفوفها.
  • ردّة فعلها الأولى على موجة العمليات كان معقولاً: الانتقال إلى العمل الهجومي في الضفة، واعتقالات احترازية في داخل إسرائيل، وتعزيز وجود الشرطة والجيش في الشوارع، وامتناع من الإغلاق، والاستمرار في تشغيل العمال في إسرائيل، وكذلك بالنسبة إلى العمال من غزة.
  • أتمنى ألّا أبدو قاسياً، لكن موجات "الإرهاب" دائماً كانت الوقت الجيد للأجهزة الشرطية. هذا ما حدث في أميركا، عندما جرى الهجوم على البرجين التوأمين، ويوم هجوم أتباع ترامب على مباني الكونغرس، وكذلك الأمر في إسرائيل. قلة هي التي تحب الشرطة في الأيام الهادئة: في عيون البعض، هي كسولة وفاشلة وفوضوية؛ وفي عيون آخرين، هي انتقامية وسيئة وفاشلة. الحكومات الإسرائيلية قامت بكل ما تستطيع، بهدف إضعاف الشرطة. بنيامين نتنياهو تميز بهذا، لأسباب معروفة.
  • وكقيادة الجيش، تتسابق قيادات الشرطة لاستغلال الظرف، بهدف طلب ميزانيات إضافية. هذه ردة فعل معروفة. هناك منطق في تعزيز صفوف الشرطة بآلاف الشرطيين. لكن في حال سوق عمل ناجح، أشك في كونهم سيجدون الأشخاص المناسبين لتجنيدهم. سابقاً، كان الأهالي يقولون لأبنائهم الذين أغرقوا الصحون بالطعام ولم يعرفوا كيف يأكلونه - عيون كبيرة، وأفواه صغيرة.